CH15

316 40 12
                                    


...

وقفت امامه، جالس في مضافة بيته القريب من فيلا ثيودورا، لم يستقبلها في بيت العائلة، بل هنا بين المجتمع وبذات الوقت وراء اعين المجتمع، فلا احد يعلم ان سالومي هنا من جديد بعد اشهر غياب-

جثت فوق ركبتيها، اصابعها مشبوكة، وعينها في الأرض، لما فعلت ذلك تحرك من وضعية جلوسه متسائلًا عما تحاول فعله، انحنى اليها ورفع ذقنها ليرى وجهها-

الوجه الذي يبقى يشتهي رؤيته ولما يراه بهذا القرب يخشاه..

"قومِ واجلسي بوقارك سالومي"

"في عدلك انا امرأة ملعونة، ساقطة، خائنة، وان جئنا لأول الحكاية- زانية. لا اريد حتى السؤال ان كنت مثلهم تظن انني بنت الشيطان.. لكن أوسان لم يسبب لي اي من هذا البلاء، انه انت، انت وسمعان.. الآن الرجل الذي منحته بقية عمري بعدما بعثرتموه- أخذتوه مني.. انت تعرف بجبروتك انك لن تستطيع ان تمحي الخطأ مع أوّلهما، ولن تستطيع تغيير حاضري مع أولاهما- انت فقط تقوم بتأجيلنا.."

"سالومي"

لم تدعه يتكلم، وقالت "يقولون ان عمر الانسان بقدر نَفَس واحد، فلا يخاف من زفيره من اجل مسعاه وسعادته.. انا أيها الأمير عشت الف مرة واموت الف مرة من اجل مسعاي وسعادتي، في حياتي السابقة وحياتي هذه والحياة القادمة، لن اندم.. ها انا لا أخاف الموت بين يديك لأحيا حيث انتمي بحق"

"ماذا تفعلين؟" تكلم معها بكل هدوء

"اضع روحي في يدك"

جثى امامها كما تفعل هي، وامسك بكلتا يديها "لا استحلي ان اضعك في موقف الإجبار او الترهيب، ليس هذا ما احمله لك من مودة واحترام"

"لكنك تتوق اليه" نظرت اليه وابتسمت تغويه بالخلاص-

"تتوق للنجاة من تلك التعويذة- يا قريني.. يا زوجي"

بقولها ذلك، لا تعني رابط ازواج الآدمي، بل تعني انه يوازيها- وُلِد بتعويذة، وان صُدّقت الاقاويل، فهذا يجعله بحد ذاته- ابن للشيطان..

كما قيل عنها.

برغم ذلك انكر، وثبت على عطفه وحسنه الآدمي-

"مخطئة، اتوق لرضاكِ انت"

رفعت جسدها وتساوت مع مستوى بصره-

"دعكَ من المثاليات الزائفة.. انتَ مغامرة شيقة، صدقًا كم امرأة ستحظى بقبلات الغرام فوق سجاد فارسي وبين ذراعَي أمير في قصره الأثري- كحكايات ألف ليلة وليلة"

"ومن يؤمن بامرأة قلبها ينادي اسم رجل آخر؟"

"لساني سينطق اسمك انت، ما لك باسم من ينادي قلبي؟- لا تأتي صوبه، ولا تسمعه"

قربت وجهها اليه اكثر، قلبها ضعيف، عقلها ليس معها، وروحها على وشك ان تسلم الى شيطانها-

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن