CH34

192 21 12
                                    


"بعد غد يوم الزفاف، والآن نقوم بتجربة أزياء الفيلم للمرة الثالثة، بعد قليل ستأخذني والدتك للتشييك على برنامج الاحتفال للمرة الأخيرة- حتى انها فاجأتني هذا الصباح بأننا سنبيت عند جدتك، وسيكون الاكليل منفصل عن الاحتفال الرئيسي بسبب عدد ضيوفكم الهائل، انا لم اجرب فستان العرس حتى! عالقة هنا منذ الصباح معك- ولم تحدثني بكلمة واحدة.. يونا هل تنصت الي؟"

"على الأقل امامي لا تبيني انك مهتمة لشكليات عائلتي المبالغ بها.."

"مهتمة ام لست، هذا امر يحتاج لمجهود وطاقة- انا متعبة جدًا"

"من تحضيرات العرس؟"

تعبت سالومي من هذه المسرحية وما زالت في فصلها الأول، تعبت من الركض بين الواجبات العائلية التي تجد نفسها الجزء الأهم فيها وهو خارجها-

بينما لا يتم السؤال عنه، حرفيًا عائلته لا تسأل عنه!

تعبت من اللحاق ببرنامجه الفوضوي ما بين تحضيراته لفيلمه الجديد- سوزانا- وبين اضطرارها للحاق برنامج والدته المنظم لتحضيرات زفافه! وهو ذو طبع أبرد من ثلوج يناير.

أحس المتواجدين في الاستوديو بشرارة بدأت تتطاير من كلا العروسين- واللذان من المفترض ان يكونا في حالٍ رائق قبل يومين من زفافهما الكبير، الزفاف الذي بدأت تتحدث عنه الصحف منذ مدة.

وغادروا كي لا يكونوا من ضمن الحرب المحتملة، وبقيت سالومي لوحدها مع حنا، فتركت موقعها امام الكاميرات التي كانت تصورها لتجربة أزياء الفيلم، ومشت اليه حيث يجلس خلف مكتبه الصغير-

"ماذا يحصل معك يونا؟"

رفع رأسه عن أوراقه المبعثرة، نظر اليها لثانيتين، وعاد يحاول تجميع أوراقه بترتيب، فجلست فوق مكتبه-

"انظر الي مثل الخلق، وليس لثانيتين، انظر وانصت"

امسكت بوجهه ليستقر نظره عليها، وقالت-

"لمرة واحدة عِش لحظتك ولا تهرب"

"انا اعمل"

"انت تهرب الى العمل، هذا ما تفعله، تُرهق نفسك لتتفادى اللحظات التي تتطلب منك التواجد الكامل.. حسنًا، لن نتزوج فعلًا، سنتظاهر بذلك، وها انا اتقن دوري ولا اعطي ثغرة. انت ماذا تفعل يونا؟"

اجابها بصراحة "لا اجيد التمثيل ببراعة مثلك"

"على الأقل شارك عائلتك، انهم عائلتك انت، ليسوا عائلتي- من واجبك انت الحضور في احتفالاتهم واجتماعاتهم، هل يمثل المرء على عائلته؟"

"ولا اجيد الحضور امام مجتمعهم المنافق"

"ماذا تجيد يونا؟"

"الكتابة، تأليف الحكايات وسأعمل بجد لإتقان صناعة الافلام"

"وانا منحتك نفسي وكل كلي لتكتبني، لترسم حكاياتك وتصنع افلامك عبري.. ارجوك، لا تتركني معلقة في مسودة مهملة وكن معي، تبقى يومان فقط- لنعبرهما سويًا يونا"

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن