CH29

180 29 11
                                    

..

أوسان الذي ينظر لصاحبه غير مستوعب ان لعنة سالومي اصابته، طار على وجهه قفازها الطويل بعد ان خلعته ورمته متقصدة إياه-

مم تسبب له بخدوش واضحة من الخرز الخشن المشكوك بالقفاز..

ثم خلعت القفاز الاخر وسط هتاف الضيوف وحماسهم، وحتى اللحظة لا يجد الجواب للسر الذي يجعل الجو رطبًا وكثيفًا كلما طلت سالومي لتغني وترقص-

وكيف تتلاعب بإعدادات الرجال الاسوياء وحفر ارض براكينهم النائمة، فتوقظ النار والشرار بهم، تهب الحرارة في أجسادهم وترتعش اطرافهم-

كأنها سالومي غير التي يعرفها..

مخمورين مأخوذين بنشوة الدنيا وملذاتها الحسية، فترتفع مستويات الحاجة للعشق.. الرغبة الملحة للتعبير عن العشق..

انها حقًا ساحرة، فحتى السيدات مسحورات بها، انوثة سالومي لا تُشعر بالخطر- بل بالفخر-

هي بفتنتها تفتح بوابات بساتينهن، تنير الشموس في كهوفهم المظلمة، فتتدفق المياه الدافئة في قنوات وديانهم الجافة لتسقي زنابقهن العطشانة-

سالومي تغني وتتراقص، تثير غبار الزهور النابتة في الربيع، وتنشرها مع رياحها الناعمة في السهول المجاورة، ويضرب الرعيان جرات العسل بعصيهم متباهين بقوتهم-

فتهبط بنات البستان لتذوق العسل من الرعيان، اما سالومي تراقب من شرفتها المحروسة ازدهار الربيع، تنصت متلذذة لتنهدات الحملان والغزلان في المراعي الخضراء-

وتقوم برمي كل قربان يقدم لها بغية استدعائها الى احتفال الربيع، ترفض وتتمنع، هذه الالهة المقدسة، العظيمة المبجلة تتجسد فيها وتخيم بروحها الخصبة على نساكها وعبيدها..

قال احدهم "الآن تم مضمون احتفالك ثيودورا، احتفلتِ بالربيع مع التجلي المقدس لسيدة الربيع والعشق- مع ابنتك، سيدتنا"

نظرت ثيودورا حولها، الكل مغمور بالسعادة، منغمس بالملذات الدنيوية، يرضي رغباته، يلحق بشهواته، ويترنم بخمرة العشق المتدفقة من شرفة المسرح..

"اكتملت بحق" تمتمت برهبة وقبضة تمسك قلبها، لأول مرة تشهد تشبعًا اكثر من اللازم لاحتفالاتها السنوية "ابنتي"

وعادت الى سالومي المستمرة بالعرض، تغني دون كلل، تتراقص دون تعب، تسحب أرواح الجميع وتعلقها في الثريات مستمتعة بغرسهم في ملذات أجسادهم-

تنسيهم الفناء، تقنعهم بالخلود، تنسيهم الصباح، تحصرهم في الليل، تنسيهم الدنيا وتُغْنِيهم في الجنة..

مع ذلك تبقى وحيدة، تشع وداخلها مظلم، تُشعل وجوفها بارد..

•••

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن