CH36

144 20 15
                                    

..

عشية السنة الجديدة، أبواب عام 1970، حقبة جديدة، ستبدأها سالومي بفقرة غنائية ضمن فعاليات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، غنت في مكانها الأول، في فندقها السعيد، في مدينة أمها- حلب.

مضى ما يقارب الأسبوع على عرض فيلم حنا يونان وظهورها بدور سوزانا، وفورًا صارت معروفة بين الناس باسم سوزانا-

وهكذا رُوّج الحفل ليأتي الناس من جميع أقطاب الحب- ليحجزوا طاولاتهم في سهرة رأس السنة في فندق السيد اندريه، وليقابلوا سوزانا الجميلة التي حرمتهم من نصف مشهد غزير وتركتهم مثارين بنصف اثارة..

السنة الماضية كانت سالومي بحال يرثى لها، لم تحضر احتفال السنة الجديدة- رغم ان ثيودورا صنعت برنامج مذهل للاحتفال في بيروت- أدت فيه اجمل رقصاتها واكثرها تفردًا.. الكل تواجد ما عداها.

الآن، سالومي جالسة في غرفة خلف المسرح، ليست وحدها هذه المرة، بل برفقة مؤدي استعراضات عالميين ومشاهير-

صحيح انها لا تميز وجوه الغالبية، الا انها ذكية بقدر الا تشعرك بالغرابة وترحب بك كأنك صديق عمرها.

اما من وجهة نظرهم هم، فغالبية من عرفها- عرفها كزوجة حنا يونان، وفقط شاب واحد عرف انها- سالومي- والمفاجئ انه سائق سيارة الأجرة من وقت مضى والذي يُدعى- نجيب..

المجتمع الراقي يعرفها جيدًا- سالومي بنت ثيودورا. اما بقية من يجلس في الخارج من الناس يعرفها كـ- سوزانا، وجاء لمشاهدة سوزانا..

وها قد طلت سوزانا عليهم، جمالها وبريقها يطغى على زينة الحفل واضوائه، تخطف الابصار وتسلب الانفاس، انها اكثر فتنة خارج اطار الشاشة الفضية، والاجمل انها حقيقية ومتصلة بهم-

هتاف وتصفيق وصفير، ولا كأنها نجمة النجمات فاتنة الجماهير من عشرين سنة، سلّمت عليهم وشكرتهم، ثم وقفت في موقعها-

سالومي جاءت للغناء بالطبع، لكن من امامها جاء لينظر اليها عن قرب فحسب، لا يهمهم ان غنت او بقيت واقفة! العين تشتهي واليد تترقب ان تطول..

وسالومي غنت، سحر وجهها لا يكفي ويكفي سحر صوتها وغنجها، فصمت الجمهور عن هتافه، انصت مرغمًا وامعن النظر، ذاب في حريقها الناعم واستسلم راكعًا في حضرتها.

العجيب ان النساء نفسها معجبة بسالومي، تعجبها اناقتها، رقتها، رقيها، فنها، ذوقها وحتى شِعرها، لكن اكثر ما تحبه النساء فيها انها متزوجة، وانها زوجة رجل مهم-

أي لا مجال للغيرة منها على رجالهم السارحين في حسنها، بل كانت النسوة تستميل الرجال لمدارهن مستعيرات جو سالومي الحلو المسكر-

كأن سالومي تعصر العنب، والسيدات تسقيه لأزواجهن وأحبائهن..

ولسالومي زوج مستعد ان يلتهم العنب بقشوره وبذوره من تحت قدميها. حنا جالس في الطاولة الأولى برفقة أرسلان وثيودورا واوديت.

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن