..
الأمير راكع على ركبتيه يمسك بيد سالومي المستلقية في فراشه-
ينتظر الإشارة، اما الخلاص او الهلاك-
"اما الخلاص لها او الهلاك معها.. لا تفقدوها"
فعطست..
رفع رأسه ونظر اليها "سالومي" ابتسم بعفوية
نظرت اليه لحظة، وجهه باكٍ وحاله متخبط، فرفعت رأسها متذكرة ألمها في لحظة ادراكها لما حصل، فنهض يعانقها دون تفكير-
انها تحدق بالفراغ ولا تشعر بشيء، كأنها تعرف كل شيء، كأنها رأت كل شيء، وقد حصل، رأته في منامها، وتأثرت لدرجة الصدمة مم شاهدته كأنه حقيقي-
هي تؤمن وتصدق انه حصل، انها ولدت طفلها ميتًا، وانها نامت قليلًا واستفاقت في دنيا الظلام هذه، وعليها مغادرتها فورًا فأعصابها لا تحتمل المزيد..
"حصل؟" تمتمت فأومأ
همست "مثل عصفور سماوي سُجن في قفص لأشهر ظلمًا، وما ان كُسر باب القفص حتى طار عائدًا الى الجنة"
تعني طفلهما..
"انت موجودة سالومي"
"لا ارغب بهذا الوجود، حررني معه"
نظرت اليه بعد ان انفصلت عن حضنه "كفانا هذا القدر أيها الأمير، كلانا مثل اللعنة على بعضنا البعض، والكون بذاته لا يبارك اجتماعنا.. لنستوعب ونكف عن المقاومة"
وجهها ميت تمامًا.. ميت فعلًا..
قالوا ستموت روح سالومي.. وها قد ماتت..
هذا الوجه ليس لها، هذا الصوت، النظرات، الاحساس- لا ينتمي لسالومي التي يعرفها..
فأومأ لها مستسلمًا "سيكون كما ترغبين"
ليس لانه يريد، بل لأنه مجبر على التضحية بها، ولما قالت العرافة بنت الشيطان لا تموت وأخذت منها تلك المشيمة- كانت قد ضحت برحمها وبنسلها كله، والآن عليه اطلاقها-
فهذه التي استيقظت، ليست سالومي، سالومي تمت التضحية بها، اما عن هذه المرأة فهي الروح النقية للشيطانة التي تجسدت بها..
التفتت اليه مرعوبة "هل سأخرج انا كذلك ميتة حتى لا يسألك احد عني؟"
أومأ مجددًا "انت وطفلنا"، ثم سألها "الا تودين رؤيته قبل.."
اسكتته بوضع يدها على فمه "لا تقلها.. وكلا لا اود رؤيته فتتعلق روحي باللا- موجود واتعذب كل العمر، انا ضعيفة واعرف انني لن اتخطى رؤية وجه طفل.. ميت.. طفلي انا الميت"
نزلت من عينها دمعة واحدة، واحدة فقط لحزنها، لألمها، لوجعها، لولادتها الصامتة، لطفلها الذي لامت نفسها على موته-
أنت تقرأ
Salóme || الهانم والشيوخ
Romanceسالومي- اسطورة ملعونة واتهام ثقيل يصفها ببنت الشيطان- وقربان لفك تعويذة أحد أسياد العالم السري من النخبة، الى ملكة مقدسة على قمة العالم. جمال، شهرة، نجومية، ثراء، زواجات متعددة، عشاق سريين، اخبار وفضائح.. وبالطبع احزان وآلام وذنوب ومآسي.. سالومي. ...