CH42

188 23 22
                                    

...

آخر الليل.. حيرة الليل، ونداء ليل؛

احتفال يقام في الاسفل، وسط صالون الفيلا، فيلا يونان في مصر حيث تم تصوير آخر مشاهد الفيلم-

العظيم الشاب الثري الفنان مدلل المجتمع العالي، صاحب المع عناوين الفضائح المفضلة في جلسات النميمة-

وزوج اجمل امرأة في العالم حسب قول سادة المجتمع-

نحتفل وإياه بإنجازه في ترف وفخر واسراف مبالغ فيه؛

الحفل المقام في الطابق الرئيسي يساوي بذخ احتفال الربيع، بل ويغطي عليه، فهذا احتفال غير سري، وليس للنخبة من الناس؛ بل للجميع.. حرفيًا الجميع حاضر-

الجميع ما عدا سالومي التي سجنت نفسها في غرفتها بعدما فرغت من المعدات وطاقم التصوير، وها هي تجلس لوحدها امام المرآة بعد ان استراحت من اصرار اوديت وثيودورا على الانضمام الى الحفلة-

في النهاية وجدت ثيودورا ان تستريح سالومي في الغرفة افضل لها من الانصهار فوق نار حنا يونان وامام عشرات الاشخاص من صائدي الفضائح ومسجلي الرذائل..

كلاهما غير سوي ومستعد ليحرق نفسه والآخر.

وابنة المجتمع المدللة جالسة امام مرآتها، اصابعها فوق شفتيها تلمسها بحسرة-

ألا تنسين؟ هل تنكرين؟

"يحبنا.. هو يحبك سالومي.. يعشقنا.."

لم يكن زيفًا.. كان تعبيرًا رخيصًا لمناداته، لإيقاد قلبه المنطفئ..

ويا ليته فهم..

تنظر الى الباب "كان ليأتي لو انه يحب"

تنظر الى المرآة "زوجك في الاسفل"

تعاود النظر الى الباب "انه ثمل، غير صاحٍ، رجل مخمور منغمس في ذاته.. هو رجل ميت.. يونا ميت"

تتأمل في مرآتها بهوس-

"وانت امرأة من الجنة؛ مصيرك العيش في بستان الجنة، ما الذي تفعلينه في حدائق الشيطان؟ انت تذبلين.. انه يقتلنا سالومي.. حنا يونان يتغذى على روحنا.. جمالك هذا حصره في شاشة فضية كئيبة مثل عينيه المرهقة.. انت مسجونة.. يونا أسر عقلك.. افيقي.. انهضي"

وقفت لتجد نفسها امام بابها "الى اين؟"

عادت تتفقد اطلالتها في المرآة، كانت ترتدي فستانًا احمر، شعرها مرفوع، شفتيها ملونة ورموشها مكحلة-

"سنعيش، سنري الناس ان زوجة السيد ليست جثة.. لسنا دميته الفضية"

"سنعيش" همست وقامت بفتح باب غرفتها

هنا خيّل لها انها اصطادت ظله الهارب يصعد باتجاه غرفته، فابتسمت، لحقته بخطوات خفيفة، ونبض قلبها اثقل من ضربات هاون نحاسي..

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن