ثَلاثة: عُشبةُ الفراشة.

450 85 260
                                    

«لقد أحبّته من حيث لا تدري، فإن الخوف من الحبّ هو الحبّ نفسه.»

― مصطفى لطفي المنفلوطي.

================

لا إله إلا أنت سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين.

22 votes, 140 comments, then we'll have the next!✨️.

عُشبةُ الفراشةِ تعني: اتركني.

=============

«إلى اليمين، رائع. أنزلي يدك. اليد الأخرى... مذهل، لقد انتهينا» ابتسامةٌ واسعةٌ قد واجهتني من العارضةِ التي كنتُ أصورها قبلَ أن تقتربَ لترى النتيجة وفي أعينها بريقٌ متحمسٌ «أنتِ الأفضلُ في هذا آشا!، هل تفكرينَ في العملِ هنا بدوامٍ كامل؟»

«لقد حاولنا اقناعها لكنَّها أعندُ مما تبدو عليه!» ضحكةٌ أتت من الخلفِ لألتفتَ وإذ بِوليفريد قد قَدِمَ معَ قهوةٍ للجميعِ كما اعتادَ أن يفعل «لا يزالُ العرضُ ساريًا بالمناسبة»

«لا أظنني سأغيرُ رأيي قريبًا» حركتُ رأسي بينما ألتقطُ كوبًا منه كما فعلَ البقيةُ ثم جلستُ على مقعدٍ على الجانبِ أشاهدُ زميلتي تقومُ بتصويرِ عارضةٍ أخرى لأجلِ منتجِ عنايةٍ بالبشرة. أعيني بعدها انتقلت الى المكانِ تتفحصه إذ غيروا فيه القليل خلال الأيام الماضية... المساحةُ الواسعةُ والاضاءاتُ مختلفةٌ اللونِ مع الخلفياتِ والكراسي الأنيقة طويلة الأرجل وشتى أنواع آلاتِ التصوير الجيدة.

إنني لا أملكُ إلا الشعور وكأنما شعاعٌ دافئٌ من بهجةٍ قد ملأني كلما أتيتُ إلى هذا المكانِ وليسَ ذلكَ إلا لكونِ الجميعِ فيه مبتهج، كلٌ يقومُ بعمله وكلٌ يمدُ يدَ المساعدةِ إذا ما تطلبَ الأمرُ لذا نادرًا ما نواجه وقتًا عصيبًا من سوءِ فهمٍ أو غيره... الأمرُ جعلني في وقتٍ ما أفكرُ في العملِ هنا رسميًا لكنَّ المتجرَ والجامعةَ كانوا أهمَ بالنسبةِ إليَّ لذا لم أعطِ مجالًا لنفسي للتفكيرِ كثيرًا.

فحتى لو كانَت محاولاتُ احياء المتجر مخاطرةً كأيِ عملٍ صغيرٍ آخرَ إلا أنني أحبه وأرى فيه الشيءَ الوحيدَ الذي قد تبقى لي من ذكرياتِ طفولتي؛ لذا لا أنوي افلاته مهما حصل، ليسَ الأمرُ تشبثًا عديمَ المعنى بالماضي لكن لربما تذكيرٌ بكلِ حُلمٍ امتلكته آنَ ذاكَ وطريقةٌ لأخبرَ نفسي أنني في الطريقِ مهما كانَ وَعرًا ويبدو دونَ أي نهاية...

«بالمناسبة آشا» ويلفريد اقتربَ يقفُ مقابلًا لي لأرفعَ رأسي أنظرُ إليه بينما أحاولُ تخطي صوت تريسا داخل رأسي، والذي أخبرني بوضوحٍ أنَّ وقت العودةِ اقتربَ ويجدرُ بي الذهاب، وسرعانَ ما رددتُ بينما أنظرُ لأعينه العَسليةِ اللونِ أحاولُ معرفةَ ما يجولُ في باله «ما الأمرُ ويلفريد؟»

«هل أنتِ متفرغةٌ في نهايةِ الأسبوع؟» سألَ مباشرةً قبلَ أن يزمَ شفتيه ويرفع يده أمامه وكأنما يتراجعُ عمَّا قال «أعتذر، أنتِ دومًا مشغولةٌ وأعرف. إنني أسألكِ إن كانَ من الممكنِ أن أدعوَكِ لوجبةٍ في نهايةِ الأسبوع، إذا كانَ الأمرُ لا يُزعجكِ بالطبع»

تَلاشي || Kadotaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن