«إن صديقك الذي يبتسم لك في حاليّ رضاك وغضبك، وحلمك وجهلك، وصوابك وسقطك، ليس ممن يُغتبط بمودته أو يُوثق بصداقته لأنه لا يصلح أن يكون مرآتك»
-- مصطفى المنفلوطي.
==============
لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين.
الدَّلَبوت يعني: «أعطني استراحة»، و«أنا صادقٌ حقًا».
3500 كلمة.
٢٤ فوت، ٢٠٠ كومنت... ونروح للتالي.
=============
ألمٌ بدأ كموجةٍ خافتةِ الصدى منذُ فتحتُ أعيني، نبضاتٌ بصدًا أوسعٍ دَبَّت إرهاقًا في كلِ ركنٍ مِن عَقلي، ثمَّ معَ كلِ دقةٍ للساعةِ زادَ الوَقعُ ألمًا... ومِثلما يمتلأ الجزءُ السفليُ من ساعتيَ الرمليةِ، ثانيةً بعدَ أُختها، شعرتُ بجسدي يَثقُلُ حتى آلَ بيَّ الحالُ أجدُ السيرَ لخطوةٍ أخرى عذابًا لستُ أطيقه.
لا أدري أيَ خطبٍ قد حلَّ بي، تريسا بِخير، آشر كذلك. إني غريقةٌ في ما لا أعلمُ ما يكون، عَقلي ضبابيٌ وبالكادِ أفكرُ كما يجدرُ بي أن أفعل. تساؤلاتٌ لا أحبها تكررتْ كصوتٍ ضعيفٍ كرهتُ سماعه. لمَ على الأمورِ أن تغدو بهذه الصعوبةِ في حينِ أننا نكافحُ لجعلها بخير؟هل أبذلُ كلَّ جهدي في المكانِ الخاطئ؟
«تَحليّ بقدرٍ مِن القوةِ أشا» زفرتُ راميةً رأسي بثقله على المكتبِ وقد قبعتْ أمنيةٌ صغيرةٌ داخلَ زاويةٍ من زوايا قلبي، أُخرى لربما لن تتحقق كمثلِ مَن سبقوها، بأنْ لا يأتيني زبونٌ اليومَ وأن لا أرى مِنَ الكائناتِ أحد.
إلى تلكَ الدرجةِ رأسي ثقيلٌ وتفكيري مُحبِط... للحدِ الذي يجعلني لا أتمنى رؤيةَ أخي على حدٍ سواءٍ وأن لا أكسبَ عملةً واحدة. إدراكي لكونِ هذه ليست بأفضلِ أمنياتٍ قد تمنيتها في حياتي أمرٌ أكثرُ من كَفيلٍ بجعلِ قلبي يغرقُ داخلَ كلِّ ظلامٍ وهميٍ وثقلٍ غيرِ متناهٍ أنا فيه؛ لأنني أعلم... عليَّ أن أقفَ لأعمل، عليَّ أن أكملَ يومي كما يجب، و عليَّ أن أكونَ بخيرٍ لأجلِ كلِ شيءٍ يجدرُ بي فعله؛ لكنَّ رأسي غدا أثقلَ من جسدي، وكما دقاتُ الساعةِ تنبضُ، ألمٌ نبضَ مثلها من قلبي إلى ما تبقى من جَسدي مُغرقًا كلَّ جزءٍ وصله بما بدا لي ضبابًا ثقيلًا قاتمًا لا خيرَ فيه.
«لربما يجدرُ بكِ مراسلةُ آشر ليأتي» تريسا اقترحت لأهمهمَ رافعةً رأسي معَ سماعِ جرسِ الباب، غَصةٌ أكلت قلبي وشعورٌ مَقيتٌ بالهواءِ وقد سُحبَ من رئتيَ جعلني متجمدةً على الحالِ نفسه. أنا أنظرُ إليه، هوَ ينظرُ إليَّ، و تريسا قررتْ الانسحابَ بصمتٍ إلى أقصى ما قد تقدرُ عليه إذ أنَّ ذلكَ بدا وكأنما هوَ حلٌ يقيها ألمًا لا تُحبُ البَوحَ به.
![](https://img.wattpad.com/cover/351153479-288-k444859.jpg)
أنت تقرأ
تَلاشي || Kadota
Paranormal«حينَ تُقطَعُ حِبالُ الأملِ واحدًا تلوَ الآخرِ ترانا نَتَداعى؛ نَتشَبَّثُ بِبَصيصٍ خافتٍ مِن أمانٍ قد تَراكمَ فوقه غُبارُ السنينِ. وما ندري... أكانَ ذلكَ انقطاعًا للأمل؟ أم بِداياتٌ تلطختْ بألوانٍ لا تُشبِهُنا؛ وكأنَما هيَ رِسالةٌ على قدَمِ طائرٍ غر...