في جميع الانجازات الإنسانية هنالك جهود، وهنالك نتائج، ومقدار الجهد هو مقياس النتيجة.
جيمس آلن.
=============
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
أستغفر الله العظيم واتوب اليه.
=============
«أنتَ لن تفعل ما أظنكَ ستفعله، أليس كذلك؟»
نظري حالَ من السيارةِ الرياضيةِ السوداءِ أمامي إلى سيثين. شيءٌ في تعبيره أخبرني أنَّ العشرين دقيقةً التي تحدث عنها ستمتدُ أكثر قليلًا- وفكرةُ وجود سيارته هنا (وفتحه الباب لي لأركب) لم تكن بأفضل فكرةٍ سأحصل عليها بشأن كل شيء...
ما تبقى لطائرته يقارب الأربعين دقيقة، والطريق إلى المتجرِ أحاديُ الاتجاهِ وإن كنا سنصله بالتفافٍ فسيأخذ الأمرُ على الأقل نصف ساعةٍ لأجل ازدحام المرور- أي باختصارٍ أشد: سيثين لا ينوي إعادتي للمتجر قبل اضاعة نصف ساعةٍ أخرى (إن فعل).
«لن تركبي؟»
«لا يمكنني بينما أعرفُ أنه لم يتبق وقتٌ لشيء...» عقدتُ يديَ أمامي لأراه وقد عبسَ قليلًا، وكأنه على وشك النظر إليّ بالطريقة التي جعلتني أقبل المجيء معه في المقام الأول. «إلى أين؟، سيثين»
«إلى المطار،» تنهدَ بينما يترك البابَ وقد قرر أخيرًا التحدث «الطريق سيأخذُ رُبع ساعة، أخال أنّ بإمكاننا إكمالُ حديثنا خلال ذلك؟»
«يا رأسي-»
«رجاءً؟»
تنفسي آشا-
حرفيًا كُلُ شيءٍ فيّ صرخَ حنقًا بعدَ 'رجاءً' تلك لدرجةِ أنني شعرتُ وكأنني على بعدِ شعرةٍ من الانفجارِ في وجهه. ليسَ لأن الأمر يُغضبُ إنما لأنه سيجعلني أبدو بالنسبة لنفسي كعديمة قلب!
«هل يمكننا تخطي ذلك وحسب؟»
«الأفضلُ ألا نفعل،» أعطاني نظرةً قصيرةً قبل أن يقفَ أمامي ليكمل «وحسنٌ- لأكون صادقًا، جزءُ الحديث ذاك لن يتعدى الخمس دقائق. ربما كلُ الأمرِ أنني أريدُ رفقتكِ إلى هناك.»
«أنتَ بائسٌ للغايةِ، أتعلم؟» تنهدٌ حارٌ خرج من صدري وكلُ ما أردته هو الرفضُ (إلا أنّ تريسا لم تكن بمشجعةٍ إذ قليلًا وتعلنُ حربًا عليّ)، أما ردُ سيثين على ما قلت في المقابل كان قهقهةً خفيفة «كلانا بائسانِ للغاية، آشا»
«هذا لا يجعل الأمر أفضل،» عادَ ليمسك البابَ يفتحه لأدخلَ متبرمةً من الموقفِ، وسيثين أغلقه خلفي قبل أن يلتفَ ويجلسَ في مكانه ليشغل محرك سيارته (تلك التي بدت وكأنها إصدارٌ خاصٌ بجوٍ مختلفٍ حتى من الداخل). وظننته سيبدأ بالقيادةِ مباشرةً إلا أنه لم يفعل واستمر يعبثُ مُهمهمًا بشاشةِ السيارة لفترة.
أنت تقرأ
تَلاشي || Kadota
Fantastique«حينَ تُقطَعُ حِبالُ الأملِ واحدًا تلوَ الآخرِ ترانا نَتَداعى؛ نَتشَبَّثُ بِبَصيصٍ خافتٍ مِن أمانٍ قد تَراكمَ فوقه غُبارُ السنينِ. وما ندري... أكانَ ذلكَ انقطاعًا للأمل؟ أم بِداياتٌ تلطختْ بألوانٍ لا تُشبِهُنا؛ وكأنَما هيَ رِسالةٌ على قدَمِ طائرٍ غر...