18: إناءٌ مَكسور.

529 72 250
                                    

يعني الصفحُ أن يتخلى المرءُ عن كل أملٍ في ماضٍ أفضل... فالماضي مضى وانقضى!

ليلي توملين.

=========

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

أستغفر الله العظيم وأتوب اليه.

=======


مَعَ دفعةٍ صغيرةٍ فتحتُ بابَ المنزل، لم أرغب بالدخولِ ولم تسعفني قدمايَ لأكملَ لذا سكنتُ مكاني هنيهةً أحاولُ التنفس.

آشر سيغادر، أنا سأنتقل... والمكانُ الذي قد عشنا فيه سويةً سيختفي وكأنما لم يتواجدْ قطُ.

لا أحبُ هذا،

بل أكادُ أمقته.

«لقد عدت،» كبتُ زفيرًا وأجبرتُ نفسي على المضي قدمًا ثمّ أغلقت البابَ خلفي، لم أستمع إلى صوتٍ لثانيةٍ لكن سرعان ما ملأ المكان أصواتٌ لارتطامٍ ووقوعٍ وكسرُ شيءٍ ما جعلني أسرعُ مفزوعةً إلى غرفةِ آشر.

بابٌ مفتوح، كأسُ مياه مكسورٌ على الأرضيةِ وهوَ جالسٌ بجواره ينظرُ إليّ وكأنما أمسكته متلبسًا بمشكلة.

«هل أنتَ بخير؟» سألتُ ليزمَ شفتيه لثانيةٍ قبلَ أن يهزَ رأسه «أجل، كلُ ما في الأمرِ أنني انزلقت بالمياه التي انسكبت.»

«ليسَ من عادتكَ ألا تنتبه لموضع قدمك،» تنهدتُ أنظرُ لغرفته وقد وضعَ بالفعلِ معظم ما فيها داخلَ صناديقٍ في الزاوية «متى تنوي المغادرة؟»

«صباحَ الغد،» بدا غيرَ مرتاحٍ للفكرةِ بقدرِي «ماكس أخبرني أنّ والده لن يُبقي العرضَ مفتوحًا لوقتٍ طويل.»

«لا بأس،» آشر كان قد أنهى تنظيفَ الأرضِ مع انتهاء حديثه لكنه لم يقف ما دعاني للاستغرابِ قبل أن ألمحَ خلفه على الأرضيةِ ألبوم الصورِ القديمِ وقد أخرجه «أتستعيدُ ذكرياتك أم ماذا؟»

«ما حصل اليوم جعلني أتذكرُ أمرًا وحسب،» حمل الألبوم ووضعه أمامه «تعاليْ واجلسي آشا، أظنُ أنَّ لديكِ الكثير من الحديثِ بشأن اليوم... أليس كذلك؟»

«وأنتَ لديكَ كثيرٌ من الأسئلة؟»

«ليسَ كما تظنين-»

كنتُ قد جلستُ قريبًا من حيث وضع الألبومَ لكنني لم أملك حتى لمس أي صورةٍ مما فيه. وكأنّ شعورًا سيئًا سيظلُ ينتابني بشأن ما أخبرني إياه والدي عن أمي، ورؤيةُ صورها الآن لن يُساعد، لذا اكتفيتُ بضمِ ركبتاي إلى جسدي أحتضنهما بينما أراقب آشر وهو يقلب الصفحات وكأنما يبحثُ عن شيءٍ محدد...

«لم تسأل...»

«بشأنِ والدكِ؟» حركت رأسي ليتنهد مبعثرًا شعره «ماكس عندما شرح ليَ أمورًا عن القطيعِ والمستذئبين كان يقولُ دائمًا أمورًا غير مفهومة-» نظره ارتفع إليّ لوهلة «مِثلُ أنَّ الذئاب في العادةِ لا تقدر على العيش دونما قطيعٍ ولا تتأثر إلا في حالاتٍ معدودةٍ... إما أن يكونوا ألفا، أو أن يكونوا هُجناء- أولئك الذين يتمُ طردهم يتأثرونَ لكن طالما يكونُ ذلكَ بعد البلوغ فالأمرُ ليس بمشكلة.»

تَلاشي || Kadotaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن