2-"ليست مجرد جريمة"

168 10 17
                                    

" في قصر آخر اتسم بالوسع والفخامة، كانت تقف إحدى الخادمات تباشر عملها المعتاد في خدمة أصحاب القصر، جسدها يتحرك ولكن عقلها مُغيب مع ذكريات تحاول أن تنساها وتتجاوزها وتأنيب ضمير تتمني أن ينتهي قريباً، تنتظر أن يحدث ما يتمناه قلبها وبشدة ليقطع تفكيرها صوت التلفاز الضخم الذي خلفها عارضاً أخبار موت تلك البريئة التي قُتلت بدماً بارد، لتقف هي تشاهد بذهول، تتمنى أن يكون ما تراه الآن مجرد كابوس، كابوس على وشك الاستيقاظ منه، لتخرج همسات من شفتيها"

- أشرقت: انا السبب....انا السبب...انا السبب..اتقتلت بسببي انا

" لم تتوقف شفتيها عن نطق تلك الكلمات برعب ليقطع مشاهدتها الحزينة لتلك للأخبار صوت إحدى سيدات القصر من خلفها"

- ايتن بضجر: واقفة عندك بتعملي اي يا بنت أنتي

- أعادت أشرقت النظر خلفها بخوف وقالت: اسفه يا هانم سرحت شوية

- ايتن: طب روحي شوفي شغلك هتفضلي وقفالي هنا

- أشرقت بتوتر: حاضر

" لتغادر المكان مُسرعة وقلبها يعتصر من الألم "

----------------------------

" وبعد مرور شهر كامل على تلك العائلة، قد بدأ الوضع يعود لمجراه الطبيعي فالحياة لا تتوقف على فراق أحد، بدأ الجميع في التجاوز إلا هو ما زال يشعر أن حياته قد توقفت في الليلة التي فارقت فيها زوجته الحياة."

- عائشة: الو يا ماما عاملة اي

- فاطمة وقد بدا على صوتها الغضب: هترجعي امتى البيت يا عائشة، الجيران بيسألوني عليكي كتير اقولهم اي دلوقتي بنتي عايشة عند جوز اختها وكمان مامت كريم كانت عندنا مبارح وحسيتها مدايقة من غيابك الكتير عن البيت

- انزعجت من حديث والدتها التي لا يهمها إلا كلام الناس وقالت: غصب عني يا ماما، كل ما اقول خلاص هرجع البيت سديم يفضل يبكي وميسكتش غير لما اوعدو اني هفضل معاه

- فاطمة: بس كدا مينفعش يابنتي، ابو واهله معاه وهياخدوا بالهم منه لكن أنتي قربتي تتجوزي كريم خلاص ومش هتقدري تكوني دايماً موجوده معاه

- عائشة بيأس: خلاص يا ماما النهاردة هحاول ارجع

- فاطمة: طيب

-----------------------------

" كان جالساً في شرفة القصر، ينظر للسماء بملل، فقد أصبحت حياته بأكملها مملة منذ توقفه عن الذهاب للمستشفى بسبب تلك الإجازة ليقاطعه دخول يائير"

- رمقه يائير بنظرات يائسة وقال: أعتذر

- إياد مُتعجباً: بتعتذر ليه مش فاهم؟

فقيـدتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن