مهمة رسمية ( مُكتملة )

الفصل الثاني والعشرون ( لن تكون إلا له )

تمادينا في الأحلام ونسينا أن الأقدار مكتوبة
-----------------------------------------------
هيا نأخذ بعض الحسنات
(وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)
لعلها تذكرة لمن يخشي اللَّه

لا تنسوا الصلاة علي النبي محمد صلى اللَّه عليه وسلم
---------------------------------------------------

كانت جايدا تجلس في مكتبها وهي تهز قدميها بتوتر ومعها والدتها علي الهاتف تبكي وتترجاها أن تخرج زوجها من السجن بعد أن تم القبض عليه لتردف جايدا بعصبية وهي تستقيم بحدة
_" لا ما هو مش سجن أبويا عشان أخرجه وأدخله زي ما أنا عايزة ، وبعدين مين قالك أصلًا أني عايزاه يخرج دي أمنية حياتي أن هو يفضل في السجن لحد ما يتعفن "

لتردف والدتها بغضب من أبنتها التي خرجت عن طوعها بالكامل ألا يكفي أنها تزوجت من دون علمها بل وأيضًا لا تريد الوقوف مع زوجها
_" أنتِ اللي عملتي كدة صح ، أنتِ اللي دبرتيله قضية عشان يتحبس، بتحبسي جوز أمك زور يا جايدا صح ، يا شيخة كان يوم أسود ما خلقتك وجيتي حياتي الكل قالي سقطيها بس أنا عاندت الكل ويارتني سمعت كلامهم من يوم جيتي وأنتِ مش جايبه غير القرف والهم ، ربنا ينتقم منك قلبي وربي غضبانين عليكِ ليوم الدين "

لم تشعر جايدا سوى بدموعها التي أنهمرت علي صفحة وجهها بقهر من حديث والدتها لتردف بنبرة متحشرجة وهي تجاهد قدر الإمكان حتي لا يظهر بكاءها
_" ولية مسقطنيش يا ما....آسفه أنتِ متستهليش يتقالك ماما أصلًا ، معاكِ حق أكبر غلطة عملتيها أنك تجيبي طفل تبقي أنتِ أمه ، عمومًا قضية سمير مش أنا اللي مدبرها لأني عندي حاجة اسمها ضمير ممكن متكونيش تعرفيها و وهو اللي أختار طريقه مش أنا "

لتغلق المكالمة دون أن تستمع الرد وهي تسند برأسها علي المكتب وهي تريد أن تتخلص من كل هذا ، تقسم أن لم يكون الإنتحار من المحرمات وعذابه سيكون شديد لم تستيطع تحمله ،لكانت تخلصت من حياتها الآن ، فهي لم تعد فقط تكره الرجال بل أيضًا تكره ذاتها ، سؤال واحد يدور في خلدها ، هل سيئة لذلك لا يوجد آحد يحبها ، وكأن تلك الفتاة القوية التي لا يهمها الرصاص حتي قد أختفت لتظهر جايدا الضعيفة والتي فعلت بها الكلمات ما لم تفعله الرصاص ، الأعيرة النارية لم تستيطع وجعها حتي ولكن كلمات والدتها أستطاعت بكل سهولة أن تسحقها كأنها ورقة شجر ألُقت علي الأرضية ليسحقها الجميع دون أهتمام لها ، وكأنها هي من أختارت أن تلقي بنفسها علي الأرض وليس الهواء من أجبرها علي ذلك