الفصل 21

609 30 11
                                    

تنهدت منى فى ضيق وهى تنظر إليه قائله فى غيظ مكبوت :
يا جمال احنا بقالنا ساعه قاعدين ساكتين كده قدام البحر من غير كلام ، هو فى ايه وجيبني هنا ليه مادام هنفضل زي التماثيل كده !؟

ضربته بخفه على كتفه محدثه اياه :
هاااي يا كبتن فى كائن بيكلمك هنا بقاله ساعه ، اااانت

استفاق جمال من شروده على لمست يدها لهو لينظر إليها فى صمت تام لتغتاظ هى من بروده لتهب واقفه فى غضب قائله :
لا كده كتير اوى والله ، خليك انت مع صمتك ده إللى هيمو*تنى فى يوم كده وانا سيبهالك محضره خالص اهو ، انا اصلا مانستش كل إللى عملته معايا ولوله ماما بطه هى اللى أصرت اجى معاك مكنتش جيت من أصلا و..

قاطعها قول جمال بصوت هادء جدا :
منى ممكن تقعدى لو سمحتي ، اتت لتعترض ليكمل برجاء ونفس الهدوء ، بقولك لو سمحتى هما دقيقتين بس وبعدها ابقي اعملى إللى انتى عايزاه

زفرت منى فى ضيق فقد تأكدت الان ان جمال به شئ وشئ كبير جدا ، فهدوئه هذا لا يبشر باي خير حتى نظرته تلك التى وجعت قلبها بشده تأكد لها صدق ما تشعر به ، تنهدت فى تعب وهى تجلس بجواره مره اخره محاوله ان تسيطر على اعصابها بشده فهو بحالته تلك تود لو تأخذه باحضنها لكى ترفه عن تعبه حتى ولو قليلا لتضع كل الزعل الذي بينهم جانباً أخيرا وينتصر قلبها هذا المره

وضعت منى يدها على يده قائله بحنان وهى تنظر إليه لكى تحثه على الحديث :
جمال مالك فيك ايه ؟ قولى...

تنهدت بحزن مكمله ، اوعى تفكر علشان متخنقين مع بعض مش هاخد بالى من حالتك دى !؟ انا بقالى فتره شايفك على نفس الحال ده وشكلك اللى اتبدل وخلاك مش انت جمال إللى اعرف حتى ضحكتك الباهته دى إللى بتطلع من غير نفس ، ضغطت على يده بحنان مكمله ، اتكلم يا جمال وقولى مالك ونشوف حل سوا لكن ماتشلش لوحدك ، احنا دلوقتي بقينا واحد ومهما كان إللى حاصل بينا وفى حاجه حصلت معاك واحتجتني جنبك تعلالى من غير ما تفكر فى اي حاجه وانا سعتها هشيل اي زعل أو اى خلاف بنا واسمعك بكل حب بس ماتعملش فى نفسك كده لأن سكوتك ده وهزلانك ده بيق*تلنى ظلت تنظر إليه بتوسل لكى يتحدث ، قولى فيه ايه ؟

اقترب جمال منها واخذها فى حضنه بقوه فهو كان يود ان يسمع ذالك الكلام منها وهو بحالته تلك ، شدد من احتضانها بكامل قوته كانهو آخر حضن لهم فبعد ما قد اقدم على فعله لا يعلم هل ستستمر تلك العلاقه التى بينهم او ستنتهي؟ هبطت دمعه من عيونه ليمسحها بسرعه قبل أن تشعر به ثم اغمض عينه بقوه لكى يتمالك اعصابه ليبتعد عنها قليلا ليتفاجأ بيدها التى وضعتها على وجهه فى جرئه منها فهو لم يتعود على تلك الجرئه التى بها الان منها هى

نظرت منى اليه قائله بحنان :
قولى يا جمال فيك ايه بس ؟

وضع يده على يدها وهو ينظر إليها بحب صادق لينزل يدها بعد وقت قليل وهو يحاول أن يجمع كلماته فهو لا يعرف كيف سيقول مثل هذا الشئ ومن الممكن أن تفهمه خطأ ولكن إلى هنا ويكفي فهو تحمل كل تلك الأيام وهو يعانى هذا التعب لوحده ولا يستطيع أن يكتم بداخله أكثر من ذالك

سوداء '' لا للتنمر '' الكاتبة اسو_احمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن