- ايه إللى مطلعك فى البلكونه بشعرك يا هانم
انتفض جسدها بشده عندما سمعت هذا الصوت ظلت تنظر حولها فى رعب فلا يوجد سوا الظلام الدامث من حولها ليعاود الصوت إليها مره اخره وهو يقول- انا مش قولت ميت مره ماتطلعيش بشكلك كده قدام الناس يا ست هانم
كانت فى هذه الحظه قد عادت الانوار فى الشوارع مره اخره لتلتفت من حولها لتجد صاحب هذا الصوت فلم تجد احد لتنظر إلى الأعلى لتجد انهو هو نفس الشخص السليط الذي انتقل الى الشقه التى فوقهم منذ ايام تذكر لتنظر إليه فى غضب وهى تقول
مني بصوت هامس يحمل كل معالم الغضب :
وانت مالك يا جدع انت اقف كده ولا كده ، خليك فى حالك احسنلك انا لآخر مره بحذركقالت جملتها وتركته ودخلت إلى غرفتها بسرعه فهى لم تكن تعلم أن يوجد أحد سيرها فى هذا الظلام الدامس لذا خرجت بشعرها ومع انقطاع الكهرباء من حولها ، لكن كلمته لازالت عالقه فى ذهناها وهى تتردد '' ماتطلعيش بشكلك ده قدام الناس ''
قد احست بالاهنه فى جملته ، هل لأنها بشعه كمان يقولون لا يريد أن يراها الناس ؟ ماذا تفعل لكى لا تسمع هذا التنمر من أفواه الناس حتى الأشخاص الذين لا يعرفونها حكمو عليها من شكلها ولا يريدون يريتها أمامهم
مسحت تلك القطرات التى هبطت من عينيها بقوه و ذهبت إلى المرحاض لكى تغتسل لاقامة الليل وانتظار الفجر حتى تصلي وتنام ، انتهت من صلاة الفجر أخيرا لتذهب إلى فراشها لكى ترتاح قليلا وتهرب من هذا العالم التى باتت تكره وجودها به
فى صباح اليوم التالى..
رن المنبه الذي فى هاتفتها لتتلملم فى فرشها بتكاسل وتمد يدها وتغلقه وهى تنظر إلى سقف غرفتها فى إرهاق شديد ، تأبي أن تخرج من هذه الغرفه ، وبعد مده ليست بكثيره نهضت أخيرا من الفراش بعد ان وضبته جيدا وغيرت ملابسها لترتدي بليزر زيتى وتحته توب من الون الاسود وبنطال واسع من القماش بالون الأسود وطرحه بيج ولم تضع اى مكياج غير الكحل الذي برز معالم عينيها وروج كشميري فكانت شديدة الجمال لتتحرك بهدوء و تذهب إلى الجامعه فهذه آخر سنه لها وستتخرج قريبا
خرجت من غرفتها فلم تجد احد فى الخارج تتنفس الصعداء وهى تحمد الله كثيرا وتتسحب باطراف قدمها لتخرج من المنزل قبل ان ترها امها او اخوتها ، فلو وجدوها لما كانت لتستطيع أن تتخلص من تنمرهم على شكلها وملابسها
هبطت من العماره أخيرا لتضع النظاره الشمسيه على عيونها لكى لا يرها احد إذ هبطت دوعها بسبب تنمرهم عليها فهى تكره أن تظهر ضعفها للناس ، لكن هيهات هيهات فقد امسكت بها تلك الجاره التى لا تترك شرفتها للحظه وحده
جارتها بسخريه واضحه :
لابسالى نضاره على ايه ياختى ، عاملالى فيها بت الباشه اوى ، امال لو مكانش لا شكل ولا منظر كنتى عملتي فينا ايه ؟
أنت تقرأ
سوداء '' لا للتنمر '' الكاتبة اسو_احمد
General Fictionالقصه بتحكى عن بنت بتعانى من التنمر بسبب لون بشرتها السوداء ورغم تفوقها فى دراستها الا انها أصبحت أسيرة التنمر من الأهل والأقارب والاصدقاء لم يرحمها العالم اجمع ، ليظهر فى كل هذه الفوضى التى تعيشها امير كما فى القصص التى نقرأها لا يوجد وصف فى جماله...