الفصل 29

664 21 16
                                    

- اطلقك !! 
هكذا اردف جمال بصدمه ودهشه لما تسمعه اذنه الان من نوبيته و التى كانت تبكي أمامه بقهر بعد ان جائو من عند الطبيبة وتطلب منه الان ان يتركها حقا !!؟ ولكن لما كل هذا الذي تفعله دون أي سبب

تعالت شهقات منى بقوه فقد كانت تتمني ان تأتى بطفل منه ولكن فى كل مره تنتظره لا ياتى وكانها هتظل محرومه إلى الأبد من كل شئ تريده ، اردفت بوجع  :
ايوه طلقني يا جمال واتجوز واحد غيري علشان تخلف منها انت مش زنبك انك تفضل كده من غير عيال بسببي

مسح جمال على وجهه فى غضب من تلك الغبيه التى أمامه فهو كيف يتركها ويتزوج غيرها وقلبه ينبض بها ليردف بصوت هادء كابح فى عدم اظهار غضبه لها لكى لا ترتعب منه ، قائلا بغيظ مكبوت :
منى يا حبيبتي هو الدكتوره قالت ان العيب منك ؟

هزت رأسها بالدليل عن الرفض ليمسح هو بيده على وجهها برفق وحنان بالغ قائلا بحب :
طب مش الدكتوره قالت ان مافيش اي حاجه تمنع سواء عندك او عندى وهى بس مسألة وقت مش اكتر ، تنهد فى تعب وهو ينظر إلى عيونها، احنا مش المفروض اتعلمنا فى أصول دين وعارفين ان الحاجه دى بأيد ربنا ومين عالم بكره هيحصل ايه ثم انى انا حتى لو فضلنا كده لآخر العمر انا من سابع المستحيلات  افكر بس انى اسيبك علشان موضوع هايف زي ده انا كفايه عليا انتى ،اكمل بحب صادق يا منى يا حبيبتي انتى بنتي قبل ما تكونى مراتى وعمري ماحبيت ولا هحب حد زي ما حبيتك انتى فامتخليش الشطان يلعب فى عقلك يا بنت الناس وقومى يلا نصلي العصر سوا وكفايه هبل على الصبح كده

اردفت منى باعتراض وتذمر طفولى :
بااس!!

قاطعها جمال بحزم :
منى مش عايز اي اعتراض ويلا قومى غيري هدومك واغسلي وشك كده علشان شكلك خرفتي على بدري وشيلي موضوع الطلاق ده من دماغك فاهمه لانى مش هسيبك تضيعي من ايدى تانى انا عملتها مره زمان واستحاله أكرر نفس الغلط ده من اول وجديد

اقتربت منى إليه قليلا حتى أصبحت أمامه مباشراً وهى تنظر إلى عيونه قائله بخوف :
يعنى انت يا جمال مش هيجى عليك وقت وتفكر تسبني يعنى لو حصل ومخلفناش ؟؟

أخذها جمال فى حضنه وهو يمسد بيده على ظهرها فى حنان قائلا بتنهيده :
صدقيني يا نوبيتي انا عمري ما اقدر افكر بس فى كده ولا اقدر اسيبك لحظه وحده ده انا بروح الشغل بس كام ساعه وباجي بسرعه بس علشان بتوحشني عيونك وشقاوتك وكل تفصيله بيكى يبقي تقدري تقوليلي اسيبك ازاى ؟

شددت منى بيدها من احضانه كأنها اذا تركت يدها هيسهرب من أمامها ويتركها وحيده مره اخره قائلا برجاء وصوت خافت :
وعد مش هتسبني مهما حصل يا جمال ؟؟

اغمض جمال عينه مبتسم لها قائلا بصدق وحب :
وعد يا نوبيتي مهما حصل ايه مش هسيبك

ابتسمت منى فى راحه فقد ارتاح قلبها الان بالحديث معه ومعرفة كل اجابه كانت بداخل عقلها فهو دائما كان دوائها لأى تعب او اى وجع تشعر به ، فبكلمه واحده فقد منه قادره على ان تغير كيانها وتبديل احوالها إلى الأحسن ، ابتعدت عنه قليلا ثم طبعت قب*له سريعه على خده ثم دخلت فى حضنه مره اخره ليبسم جمال بشده على فعلتها وحركاتها المجنونه تلك التى تسلب عقله فى كل مره ليضمها إليه اكثر فى سعاده وحب كبير ينبع من أعماق قلبه لها هى فقد

سوداء '' لا للتنمر '' الكاتبة اسو_احمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن