بسم الله الرحمن الرحيم
" اللهم إعثِ أهلنا في غزة وكن لهم ناصرًا ومُعينًا وحافظًا وظهيرًا "
لا تنسوا الدعاء لأهالي فلسطين 🙏
_______________________________
أتعلم ما هو الفرق بين الصدق والكذب ؟ .... الكذب يسهل تصديقه.
تجمد جسدها أمام هذا المقطع الذي يعرض هذه الشمطاء تقترب من زوجها بطريقة وقحة، تصاعدت ألسنة اللهب داخل جسدها وبدأت الدموع تتكوٌم على مقلتيها، تهدجت أنفاسها وبدا التنفس بالنسبة لها أمرًا مُستحيلًا، تحوٌل وجهها إلى اللون الأحمر وكانت على وشك الانهيار في تلك اللحظة، فحياتها التي ظنٌتها وردية تتدمر أمام عينيها في أقل من ثانية.
- إيه الفيديو .. ده ؟
قالتها بصوتٍ مُتقطع ونبرة أقرب إلى البكاء، انتهزت نرمين حالتها المُنهارة لتزيدها انهيارًا بكلماتها وابتسامتها الخبيثة :
- دا الحقيقة ... أصل إحنا قضينا يوم حلو أوي مع بعض امبارح ... ومش امبارح بس، دا كل يوم في الشُركة....
كلما زادت كلماتها كلما تفاقم الغضب بداخلها وأضحت على وشك إشعال المدينة بأكملها، خاصة وهي ترى نرمين تُداعب خُصلات شعرها وتتحدث بدلالٍ دون مراعاة لجمرة النار القابعة أمامها، بل إنها تتلذذ برؤية هذه الجمرة تشتعل أكثر فأكثر.
- مقولكيش بقى امبارح عملنا إيه .. قعدنا_
هنا ولم تعد تتحمل أكثر، فقد بدأ الوحش المُفترس يخرج من كهفه ويجعلها تتحوٌل إلى نمرة شرسة بعد أن كانت قطة وديعة، صرخت بصوتٍ مُرتفعٍ كاد يُزلزل الجُدران حولهما، فلو كانت الشقة المجاورة لهما ساكنة لما انتبه سُكانها على هذا الصُراخ.
- اخرصي بقى ... إنتِ كدابة
دفعتها كوكي دفعة قوية وصفعت الباب أمامها صفعة كادت تُهشم الباب إلى قطعٍ صغيرة، بقيت نرمين مُتصلبة أمام الباب ببسمتها الماكرة وكلماتها الشامتة :
- أنا بعتلِك الفيديو عشان تشوفيه على رواقة
بينما كانت كوكي تستمع إلى الخناجر الصادرة من جوف تلك الماكرة وقلبها يُصدر أصوات التحطم من داخلها، لم تستطع كبح دموعها أكثر ووجدت شلالاتٌ تنهمر من عينيها حتى تحوٌلت تلك الشلالات إلى أنهارٍ أكبر من نهري دجلة والفُرات، ارتمت أقدامها على الأرض وغطت وجهها بكفيها اللتان تبللتا إثر هذه الدموع، دموع الإنكسار والشعور بالخيانة.
نمت قهقهة ساخرة خبيثة على جوفها وهي تبتعد عن المنزل الذي دمٌرته بلامبالاة ولا اكتراث، انسلت بضع درجاتٍ ثم أخرجت جوالها كي تُجري مكالمة بالغة الأهمية، وضعت الهاتف على أذنها وشرعت تقول بجدية :
أنت تقرأ
أرواح ضائعة " أرواح متنقلة 2 " ( مكتملة )
Fantasyتخيل أن تستيقظ في جسدٍ ليس جسدٍك، ومنزلٍ غير منزلِك، بل وحياتك مُعرضة للخطر بسبب ذاك الجسد الذي لا تعلم لمَ تتلبسه، ما تعلمه فقط أنك يجب أن تعود إلى حياتك لتخوض رحلة شاقة هدفها فك هذه اللعنة التي تجعل صاحبها يتنقل بروحه ويتبادل مع العديد من الأجساد...