بسم الله الرحمن الرحيم
" اللهم احفظ أقصانا من المدنسين، اللهم احفظ اخوتنا المرابطين في فلسطين وسائر بلاد المسلمين "
لا تنسوا الدعاء لأهالي فلسطين 🙏🙏
_______________________
هناك صدمات تحوٌل حياتَك جحيمًا، وهناك صدماتٌ أخرى تجعلك تُرفرف من السعادة، فربما هذا النوع يُسمى مفاجأة، لكنها تأتي على هيئة صدمات...
ازداد ارتباكه وتعرق وجهه وهو يدوٌر حول نفسه بتيه، هل ما تقوله صحيح ؟ هل سيأتي طفلهم على العالم في هذا الوقت المتأخر من الليل !! أهٍ من هذه الليلة الطويلة، فلا يكفي ما حدث صباحًا حتى يختتموا اليوم بتلك المفاجأة.
إقترب نحوها ليجلس قبالتها وصوت أنينها وصُراخها يرتفع أكثر، فقد تحوٌل وجهها إلى اللون الأحمر وكانت تقبض بيدها على الأريكة حتى كادت تُمزقها، فما تشعر به أصعب من أي ألمٍ شعرت به فيما سبق.
- بـ.. بتوٌلدي إزاي ؟؟ .... بتتكلمي جد ؟
سألها بحيرة لتصرخ بوجهه بعد أن طفح كيَلها :
- أومل بهزر...
أدلت تلك الجُملة وواصلت الصراخ والاستنجاد حتى ينقلها إلى المشفى فورًا، فمع صراخها وأنينها ازداد توٌتره وبدأ يتلفت حول نفسه بأيدٍ مُرتجفة يبحث بها على الهاتف ويقول بقرارة نفسه :
- لازم أكلم إسلام بُسرعة
أمسك جهاز التحكم بدلًا من الهاتف ووضعه على أذنه استعدادًا لإجراء المكالمة، لكنه اكتشف أنه جهاز التحكم فألقاه بعيدًا وحاول مسُاعدة كوكي على الوثوب عن الأريكة حتى تستقل معه السيارة، فهو بالطبع لن يقدر على حملها وهي لا تتوقف عن الصُراخ وتمسك الوسادة لتضعها داخل فمها وتبدأ بعضٌها لعلها تُخفف القليل من هذا الألم.
وضع مُعتز الهاتف على أذنه كي يتحدث مع إسلام الذي أيقظه من نومه، كان يتحدث بفاهٍ مُتلجلج وصوتٍ يزداد ارتباكًا وخوفًا :
- إلحقني يا إسلام أنا بوٌلد ... قصدي ناجتس هي إللي بتوٌلد... أيوة بُسرعة
أغلق المكالمة بذعرٍ وهو يحاول حمل كوكي التي بدأت تضربه وتقبض على ذراعه تزامنًا مع صراخها الذي لم يتوٌقف حتى استطاع أخيرًا مساعدتها على استقلال السيارة بمساعدة من إسلام وداليا التي استيقظت هي الأخرى من نومها وبدأت تُساعدهما وتسبٌهما أيضًا لأنهما أيقظاها من النوم ومن الراحة التي اشتاقتها لعدة أيام.
________________________
صوٌت صراخها لم يتوٌقف وهي داخل حُجرة العمليات ترتدي سُترة زرقاء وتستلقي بظهرها على الفُراش وأمامها إحدى الطبيبات وبعض الممرضين يُساعدونها على الولادة الطبيعية، فالطبيبة أخبرتها أن الوقت قد تأخر وأن الولادة القيصيرية قد فات أوانها، فالطفل ينزلق ويصرٌ على مقابلة الحياة بصدرٍ رحبٍ وهو لا يعلم ما تحمله تلك الحياة من أهوال، فلو كان يعلم لما بقي داخل رحِم والدته إلى الأبد.
أنت تقرأ
أرواح ضائعة " أرواح متنقلة 2 " ( مكتملة )
خيال (فانتازيا)تخيل أن تستيقظ في جسدٍ ليس جسدٍك، ومنزلٍ غير منزلِك، بل وحياتك مُعرضة للخطر بسبب ذاك الجسد الذي لا تعلم لمَ تتلبسه، ما تعلمه فقط أنك يجب أن تعود إلى حياتك لتخوض رحلة شاقة هدفها فك هذه اللعنة التي تجعل صاحبها يتنقل بروحه ويتبادل مع العديد من الأجساد...