الفصل الرابع والعشرون ( أوقعهم العدو )

297 36 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" يارب لا نملك إلا الدُعاء : اللهم اهزمهم وأرنا فيهم عجائب قُدرتك؛ فإنهم لا يُعجزونك، اللهم احصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تُغادر منهم أحدًا "

لا تنسوا الدُعاء لأهالي فلسطين 🙏

__________________________

تذكر أنك ستواصل المحاولة حتى نهاية الطريق، فأفضل المفاجآت آخرها، وأصعب الصدمات لا تأتي سوى قُرب النهاية...

هالة متوٌهجة جعلتهم يغلقون أعينهم من شدة سطوعها، تراجعت أجسادهم إلى الوراء ليسمحوا لتلك الهالة أن تُغطي على الساحة وتجعلهم يُحدقون بها في ذهول، ليست هذه أول مرة يتسببون بها بفتح البوابة، لكن عوالم الذهول والانبهار ستزال على وجوههم كلما رأوها، وربما هذه آخر مرة يروها بها.

خرج رؤوف من ذهوله ليتقدم بخطواتٍ مُترددة مُرتعشة صوٌب هذه الهالة وداخله العديد من المشاعر المُختلطة، قلبه يحثه على المواصلة، وعقله يُخبره أن يُراجع قراره مرة أخرى، بقي يُبادل نظراته بين تلك الهالة المتوٌهجة ونظرات إسلام وداليا التي لم تخلو من الذهول وبعض الخوف، فعلى الرغم من قلة المُدة التي بقيا فيها مع رؤوف، إلى أنهما سيفتقدانه للغاية، لا يعرفان كيف سيشهدا رحيله عن العالم بسببهما، يشعرا وكأنهما يُعطيانه سكينًا كي ينحر به عُنقه.

ليتهما لم يدلانه على تلك البوابة حتى لا يشهدا رحيله، لكنهما قطعا وعدًا عليه حتى يُعطيهما الطريقة المُثلى للتثبيت، وحاولا أيضًا اقناعه بالعزوف عن تلك الخطوة، لكنه لم يأبى لهما، يريد أن ينتهي من تلك الحياة عديمة الفائدة بأية طريقة، لا يُريد أن يحيا مُتعلقًا ما بين الموت والحياة، وبما أن الجميع يعتبره ميِتًا، فلا أحد سينتبه من رحيله كُليًا عن العالم.

إقترب أكثر نحو البوابة ولاتزال تلك الترددات تعبث بعقله، لكنه في النهاية، استجاب لمَ يمليه عليه قلبه وقرر أن يُهديء من روعه ويتحمل نتيجة اختياراته، قُرر أن يُنفذ ما آراد تنفيذه كل هذه الأيام.

التفت نحو إسلام وداليا ليرسم لهما بسمة هادئة موٌدعة قال معها بامتنان :

- شكرًا ... أناا... مش عارف اشكركم ازاي على اللي عملتوه

تنهد تنهيدة عميقة كادت تجعل دموع داليا تنهمر كما لو أنها تعرفه مُنذ سنوات، فهذه أول مرة تشهد وداع أحدهم بهذه الطريقة، تشعر وكأنها توٌدع صديقها قبل أن يخوض المعركة والتي على الأحرى سيُقتل بها ولن تراه مُجددًا.

كانت حالة إسلام لا تختلف عن حالتها، بل آراد أن ينقض عليه ويُبعده عن تلك الهالة ويجبر زوجته على محو تلك الطلاسم، لكنه في النهاية لم يقدر على تنفيذ ما يُريده بسبب رغبة رؤوف وعزمه على تنفيذ ما يُريد، فهو يستعد لتلك الخطوة مُنذ أيامٍ عدة، وإذا قاما بمنعه فسوف يفتحها هو على كل حال، فهو قد علِم الطريقة منهما.

أرواح ضائعة " أرواح متنقلة 2 " ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن