بسم الله الرحمن الرحيم
" اللهم ارفع البلاء عن أهلنا في غزة، اللهم كن لهم حافظًا ومؤيدًا "
لا تنسوا الدُعاء لأهالي فلسطين 🙏
_________________________
سيأتي اليوم الذي ستضطر فيه للجوء إلى الحلول المجنونة، فالمنطق لم يعد يُجدي نفعًا بهذه الحياة....
وضعت الكوب الزجاجي على الطاولة لتملئه بالمياه الساخنة وتُحرك بداخله تلك الملعقة الحديدية حتى يذوب مسحوق القهوة سريعة التحضير، ما إن أنهت صٌنع المشروبات حتى وضعتهما على الصينية المعدنية استعدادًا لأخذهما والتمتع بهما برفقة زوجها لعلها تُهديء من نيرانه الثائرة وإحساس الظُلم الذي يشعر به.
استوقفتها كلمات لؤي الغاضبة وهو يصرخ بالهاتف بكلماتٍ لم تفهمها لكنها فهمِت تهديده الصريح الذي أظهر من خلاله أنه على وشك أن يقتل أحدهم؛ وضعت الصينية على الطاولة لتقترب من لؤي الذي كان أشبه بالتنين المُحنك وهو في تلك الحالة، حاولت ألا تقترب منه أكثر حتى لا يثور بوجهها لكن قلقها وخوفها عليه جعلاها تسأل :
- إنت ... رايح فين ؟... وعايز تعمل إيه ؟
بقيت الملامح الغاضبة تلوح على وجهه وتجعله كعاصفة رعدية، ودون أن ينتبه لنفسه وجد نفسه يصرخ بها :
- ابعدي من قدامي
زادت كلماته من قلقها وخوفها من تهوٌره، فهي تعلم غضبه جيدًا، وتعلم ما الذي قد يفعله وهو بهذه الحالة، لهذا السبب وقفت أمامه كالحائل وهي تقول بإصرار :
- أنا مش هبعد غير لما تقوٌلي رايح فين
اشتعلت النيران بعينيه وهو يصيح بها دون أن ينتبه إلى ما يقوله، فغضبه الآن هو ما يُحركه :
- قولتلك ابعدي من وشي يا قمر بدل ما اتجنن عليكي
التقطت بعينيها سلاحه الموضوع بخصره، تأكدت شكوكها بأنه لا ينتوي خيرًا أبدًا، فهذا الغضب ما إن يجتمع مع الأعيرة النارية، لا يُخلف وراءه سوى الدمار وربما يفقد حياته جراءه.
- إ..إيه المُسدس ده ؟.... لؤي وحياتك عندي قولي إنت رايح فين ؟
تغيٌرت نبرتها إلى التوٌسل الأقرب إلى البكاء وهي تلح عليه أن يُطمئنها بأنه على ما يُرام وأنه لا ينوي على أي شيء، لكن تصرفاته أتت عكس توٌقعاتها ما إن وجدته يدفعها بحدة عن طريقه ويواصل سيره بهمجية صوٌب الباب عازمًا على تدمير ما حوله.
واصلت الهرولة وراءه وهي تُناديه حتى يُجيبها ويتوقف عن السير لكنه لا يستمع لها أبدًا، فخطواته تقوده نحو الباب وعقله يقوده نحو التهلكة، لكنها لن تسمح له بالتهوٌر وقررت أن تستخدم آخر خياراتها حتى تطمئن عليه وتعلم سبب غضبه بتلك الطريقة.
أنت تقرأ
أرواح ضائعة " أرواح متنقلة 2 " ( مكتملة )
Fantasyتخيل أن تستيقظ في جسدٍ ليس جسدٍك، ومنزلٍ غير منزلِك، بل وحياتك مُعرضة للخطر بسبب ذاك الجسد الذي لا تعلم لمَ تتلبسه، ما تعلمه فقط أنك يجب أن تعود إلى حياتك لتخوض رحلة شاقة هدفها فك هذه اللعنة التي تجعل صاحبها يتنقل بروحه ويتبادل مع العديد من الأجساد...