بسم الله الرحمن الرحيم
" اللهم إن الأرض أرضك، والجُند جُندِك، والأمر أمرك، وأنت القوي العزيز، فانصرهم نصرًا عزيزًا مؤزرًا تشفي به صدور قومٍ مؤمنين "
لا تنسوا الدُعاء لأهالي فلسطين 🙏
______________________________
عليك أن تحذر السعادة والراحة، فلا يأتي بعدهما سوى شوطًا من المشقة والأزلام....
تيبست أجسادهما على الأرض وتصلبت نظراتهما أمام بعضهما، ربما تلك ليست أول مرة يتقابلان فيها مع مُتنقلٌ آخر، لكن هذه المرة هي الأصعب، فدائمًا ما يذهبان إلى المتنقلين بأرجلهما، تلك أول مرة يأتي المُتنقل منزلهما، بل ويجلس معهما وكأنه على صلة بهما.
مرٌت بُرهة وجيزة من الصمت والتحديق حتى قرر إسلام إنهاء الأمر والتحدث مع ذاك المُتنقل الذي على الأحرى سيجد صعوباتٌ بحياته وربما تُطارده تلك المُنظمة المُختلة إذا لم ينصحاه بالتثبيت... سينتهي بهما المطاف وهم ينصحان جميع المُتنقلين بالتثبيت وهما بالأساس لا يعلمان الطريقة للوصول إلى ذلك.
اقترب إسلام صوُب ذاك الرجل ذي الملامح الهادئة عكس بقية المُتنقلين، فللوهلة الأولى، تظنه رجلًا عاقلًا بُخصلات شعره البُنية المُرتبة وقميصه الأرزق الأنيق، بل وبشرته ناصعة البياض وعيناه الزرقاء البارزة أوهمتهما أن مكانه ليس هنا، ليس وسط هذه العائلة المجنونة.
طالعه إسلام بنظراتٍ مُتشككة أشبه بنظرات القُطط وهي تُراقب شيئًا جديدًا يأتي منزلها، واصل التحديق بهذا الرجل الذي ابتسم بسمة هادئة مُطمئنة وهو يقول ببعض الارتباك :
- أنا آسف إني أزعجتكم ... أنا مكنتش اعرف إنكم متنقلين زيي .... أناااا... بلف وبدخل أي بيت
كاد يواصل الحديث لكنه توقف أمام نظراتهما الحادة المُترقبة والتي جعلته يتحمحم ويُقرر التعريف بنفسه أولًا :
- أنا اسمي رؤوف جويدة
ربط إسلام ذراعيه وهو يُطالعه بتشفٍ أنهاه بسؤال :
- وإيه اللي بيخليك تلف على البيوت .... شغال طيار
تدارك رؤوف سُخرية إسلام التي جعلته يزداد توترًا وهو يحاول التفسير :
- لأ أناا_
قطع حديثه صوٌت رجلٍ يخترق منزلهما دون استئذانٍ وينقض على رؤوف من وراء ظهره وهو يهتف بمرحٍ حمل العديد من طيٌات الاشتياق :
- أه يا روفو ... وحشتني يلا ... هو ده البيت إللي هنسهر فيه ؟
كان الرجل الآخر يحمل نفس ملامح رؤوف بحذافيرها، نفس تلك العيون الزرقاء ونفس هذه الخُصلات البنية والبشرة البيضاء باختلاف ثيابه التي كانت مكونة من سُترة صيفية قمحية وبنطالٍ بُني، ولم يكن ينتبه هذا الرجل إلى نظرات داليا الحانقة ونظرات إسلام التي تجعلك تعتقد أنه سيلكم هذين الدخيلين، بل وتلك الطفلة الصغيرة التي كانت تتشبث بالرجل الآخر بابتسامتها البريئة وجديلتيها التي جعلتها ملاكًا بريئًا يتربع فوق عرشٍ من الغيوم.
أنت تقرأ
أرواح ضائعة " أرواح متنقلة 2 " ( مكتملة )
خيال (فانتازيا)تخيل أن تستيقظ في جسدٍ ليس جسدٍك، ومنزلٍ غير منزلِك، بل وحياتك مُعرضة للخطر بسبب ذاك الجسد الذي لا تعلم لمَ تتلبسه، ما تعلمه فقط أنك يجب أن تعود إلى حياتك لتخوض رحلة شاقة هدفها فك هذه اللعنة التي تجعل صاحبها يتنقل بروحه ويتبادل مع العديد من الأجساد...