الفصل السادس عشر ( النصف الآخر )

376 37 9
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم إن نستودعك غزة وأرضها وجوها وبحرها ومجاهديها ومٌرابطيها، فاحفظهم بحِفظك يا خير الحافظين "

لا تنسوا الدُعاء لأهالي فلسطين 🙏

__________________________

يومًا ما، ستكتشف أن من حوٌلك هُم مجموعة من المجاذيب والأوغاد...

انتهى مصيرهما داخل حُجرة عريضة داخلها أكثر من عشرة أسرة يحتوي كل منهم على سيدة يتراوح عُمرها ما بين الثانية والعشرون حتى الأربعون، جميعهن يرتدين ثيابًا بيضاء وعلى وجوههن ابتسامات طفولية ومنهن من تجلس في شرودٍ على فراشها تُحدق في الخِواء، تتلفت داليا حولها في تيهٍ لا تعلم ماذا تفعل، تتحسٌر على حالتها وحياتها التي وضعتها في مكانٍ كهذا، أحقًا سينتهي بها المطاف وهي مُحتجزة داخل مشفى للأمراض العقلية !!

بقيت تسٌب ذاتها وتسبٌ هاتفها الذي منعها من الاتصال بأصدقائها وأوقعهما في مأزقٍ كهذا، بل بدأت تسب حتى هذه اللحظة التي قررت فيها أن تأتي مع إسلام إلى هنا، هي حتى لا تعلم أين تلك المُتنقلة وإذا كانت مُتنقلة من الأساس كما يقول إسلام أم لا.

لم تكد تغوص أكثر داخل بحر أفكارها حتى باغتتها فتاةٌ تبدو بالثلاثين من عُمرها، كانت تربط خُصلات شعرها جديلتين وتضع يدها برقة على فخذ داليا حتى تسألها بصوتٍ بدى طفوليًا للغاية :

- إنتِ قاعدة كدة ليه ؟... تعالي العبي معايا 

قطبت داليا حاجبيها في حيرة من تصرفاتها لكنها سُرعان ما قررت مسايرتها لعل هذه الفتاة لديها خللٌ ما بعقلها كما هو المُعتاد في مكانٍ كهذا، حاولت داليا تقليد نبرتها الطفولية وهي تقول :

- ألعب إيه ؟

اتسعت بسمة السيدة بطفولية وهي تهتف بحماس :

- نلعب صلح ... أنا هلف ضهري وانتِ ابدأي 

أغلقت داليا عينيها محاولة الحفاظ على هدوءها ومراعاة عقلية تلك السيدة التي تبدو بعُمرٍ أكبر منها، وضعت يدها برفقٍ على كتِف السيدة متفوٌهة :

- طب بوصي ... ممكن نلعب مرة تانية عشان أنا مصدعة وعايزة أنام

قطبت السيدة حاجبيها بتذمرٍ بدا واضحًا للغاية وهي تربط ذراعيها وتلوي شفتيها ثم تقول :

- لأ ... سرسورة عايزة تلعب دلوقتي 

تنهدت داليا بنفاد صبرٍ حتى لا تغضب على هذه الصغيرة والكبيرة بالوقت ذاته، حاولت المحافظة على هدوءها وهي تلح عليها للمرة الثانية وكأنها أمٌ تُحادث طفلتها :

أرواح ضائعة " أرواح متنقلة 2 " ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن