بسم الله الرحمن الرحيم
" اللهم مِدهم بجُندٍ من عِندك وسخِر لهم ملائكة السماء والأرض واحفظهم بعينِك التي لا تنام "
لا تنسوا الدُعاء لأهالي فلسطين 🙏
____________________________
إذا صدٌقت الخُرافات، تُصبح مجنونًا، وإذا صدٌقت الحقائق ... تُصبح مذعورًا
انقبضت أوزاره واحتُقن وجهه وهو يرفع يديه المُرتجفتين في السماء داعيًا ربه في قرارة نفسه ألا يطلق الرجل تلك الرصاصات عليه وينفجر وجهه مُلطخًا أرجاء المنزل بدماءه، بقي مُتصلبًا كالصنم حتى أمره المُلثم بالتحرك في هدوءٍ دون اعتراضٍ حنى لا يُلقيه صريعًا؛ نفذ إسلام أوامره مُجبرًا وبدأ يتحرك بضع خطواتٍ هادئة حتى داهمه المُلثم بسؤاله الحاد :
- مراتك فين ؟
حمحم إسلام بارتباكٍ مانعًا تلك القطرات من الانسياب على جبهته وهو يجُيبه بكذب :
- مـ...مش هنا ... مش في البيت، أنا لوحدي
لم يشأ أن يُعرض داليا للخطر لأنه لا يعلم ما الذي سيفعله أولئك المُجرمون به والذي على الأحرى لن يضحى جيدًا أبدًا، لهذا السبب أخفى حقيقة أن زوجته بالمنزل لعلها تبقى بمأمنٍ بالداخل، لكن هذه الغبية أفشٌت كذبته بصوتها المُرتفع من داخل الحُجرة :
- مين إللي برة يا إسلام ؟
أغلق إسلام عينيه وهو يسبها بخفوتٍ في قرارة نفسه، حيث وجدها تترك الحُجرة بعد أن ارتدت سُترة مُحتشمة لترى من الذي يزورهما في وقتٍ متأخرٍ كهذا.
ما إن تركت الحُجرة حتى انتفض جسدها بذعرٍ إثر هذا السلاح الذي انتقل ليُصوٌب على رأسها ويجعلها تكاد تهوي على الأرض هلعًا، أمرها المُلثم أن تتحرك بجوار إسلام وما كان أمامها سوى أن تُلبي رغباته دون اعتراضٍ حتى لا تلقي حتفها؛ أخذت تسير بجوار إسلام الذي ينهرها بصوٌتٍ هامس :
- إنتِ إيه إللي خرجِك من الأوضة ؟
بررت له داليا بذات الصوت الهامس وهي تسير بجواره اتجاه البهو :
- ما انت اتأخرت وأنا قلقت عليك
لم يكد إسلام يواصل حديثه معها بتوٌبيخٍ حتى داهمه دفعة قاسية من المُلثم دفعته للأمام حتى الأريكة، فيبدو أن ثرثرتهما كانت تُصيبه بالإنزعاج.
اندفع إسلام بجسده صوٌب الأريكة لتتسع حدقتيه بذهولٍ من رؤيته لجابر يجلس هو الآخر في منزلهما وعلى وجهه إمارات الذعر والإجبار، جلس إسلام بجواره كما جلست داليا بجوار إسلام تحاول الاحتماء به من نظرات المُلثمين المصوٌبة نحوهم مع تلك الأسلحة التي تُصيبهم بالذعر.
أنت تقرأ
أرواح ضائعة " أرواح متنقلة 2 " ( مكتملة )
Fantasiaتخيل أن تستيقظ في جسدٍ ليس جسدٍك، ومنزلٍ غير منزلِك، بل وحياتك مُعرضة للخطر بسبب ذاك الجسد الذي لا تعلم لمَ تتلبسه، ما تعلمه فقط أنك يجب أن تعود إلى حياتك لتخوض رحلة شاقة هدفها فك هذه اللعنة التي تجعل صاحبها يتنقل بروحه ويتبادل مع العديد من الأجساد...