بسم الله الرحمن الرحيم
" اللهم قد طالت الغُمة واشتدت المحنة وعظُم البلاء، ففرج عن أهل غزة يا الله "
لا تنسوا الدُعاء لأهالي فلسطين 🙏
_______________________________
سيأتي اليوم الذي ستُحاسب فيه على صمتِك، كما يُحاسب المجرمون على جرائمهم....
انهمار المياه على يديها لم يُشكل فارقًا لما يكنيه فؤادها، فالنزاعات الناشبة داخل رأسها لا تُرطبها المياه ولو كانت مُثلجة.
وضعت الصحن الذي قامت بجليه على مِصفاة من المعدن ليتقاطر المياه حتى يجف وحده، أغلقت صنبور المياه لتُجفف يدها بمريولها ثم تنزعها لأنها أخيرًا انتهت من جلي الصحون، فهي بالأساس تقوم بهذا حتى يتوقف عقلها عن التفكير في ذاك التهديد الذي يلاحقهم أينما ذهبوا، تقسم أنها أكثر سذاجة من أن تُهددها مُنظمة لعينة من أعتى المُنظمات وأقواهم، فقط لو أدركوا كم أنها حمقاء لمَا نعتوا أنفسهم بالحمقى لمُجرد تخيٌلهم أنها ستستطيع مُساعدتهم.
عادت بذكرياتها لبضع ساعاتٍِ تخُص اليوم المُسبق، اليوم الذي كان من المُفترض أن يتم به التثبيت، أو تجربته على الأقل.
لكن تأخر الوقت وازدياد حدة الليل جعلتهم يؤجلون تلك الفكرة باليوم التالي، الذي هو اليوم، فكان هذا اقتراح لؤي الذي أتى المنزل متأخرًا وعوالم وجهه تُنظر بالتخبط، لكنه كعادته الدائمة، أخفى حقيقة ما يكنيه وطلب من قمر أن تأتي معه حتى لا تتأخر أكثر من هذا.
لا يوجد فرقٌ إن كان التثبيت سيتم الآن أو البارحة، فهو سيتم أخيرًا في جميع الأحوال، وهذا ما يجعلها تتحمس أكثر، فهي على وشك التخلص من تلك اللعنة نهائيًا...
قطع تفكيرها صوٌت الباب الذي يتم فتحه بهدوءٍ ليدلف إسلام المنزل وصوٌت الحقائب البلاستيكية يتخبط بين يديه كأجراس الفنادق قبل التسعينات، وجدت إسلام يقترب نحوها ويضع الحقائب البلاستيكية على الطاولة ببعض العرق الذي ينساب على جبهته، فهو يتبضع لأكثر من ساعة حتى يأتي بطلبات المنزل.
ترك إسلام حُجرة الطعام ليستريح على أريكة البهو مُسترخيًا بظهره للوراء لا يقدر حتى على تبديل ثيابه، أو أنه لا ينوي تبديلها من الأساس، فهما سيستقبلان ضيوفًا بعد قليلٍ لتنفيذ تلك المُهمة.
فتحت داليا الحقائب لتتفقد ما أحضره إسلام كعادتها، فكانت تقول وهي تُنقب عن محتويات الحقائب بيديها :
- جِبت كل حاجة ؟...
آجابها إسلام بصوٌتٍ مُرتفعٍ استطاع اختراق نافذة حُجرة الطعام المُطلة على البهو :
أنت تقرأ
أرواح ضائعة " أرواح متنقلة 2 " ( مكتملة )
Fantasyتخيل أن تستيقظ في جسدٍ ليس جسدٍك، ومنزلٍ غير منزلِك، بل وحياتك مُعرضة للخطر بسبب ذاك الجسد الذي لا تعلم لمَ تتلبسه، ما تعلمه فقط أنك يجب أن تعود إلى حياتك لتخوض رحلة شاقة هدفها فك هذه اللعنة التي تجعل صاحبها يتنقل بروحه ويتبادل مع العديد من الأجساد...