الفصل العشرون ( كشف المستور )

338 33 5
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم أنت الناصر وأنت المُعين وأنت على كل شيءٍ قدير، انصر إخواننا في فلسطين "

لا تنسوا الدُعاء لأهالي فلسطين 🙏

_______________________________

يُشبه الخُذلان هذا البِئر في الصحراء الجرداء... تظن أنه سيروي ظمأك، لكنك تكتشف أنه خالٍ من المياه....

ساعات من السكون اعتمرت أركان هذا المنزل، الجميع يجلس في البهو يضع يده على ذقنه وعوالم الوجوم لا تترك وجهه وكأنهم فقدوا فقيدًا، وكان فقيدهم في هذه اللحظة هو الأمل...

بعد بُرهة طويلة من الصمت قررت قمر أن تقطع وجومهم وهي ترفع من نبرة صوٌتها لعلها ترفع من عزيمتهم :

- ايه يا جدعان ؟... هنفضل ساكتين كدة زي الولية المتطلقة ... ما تقولو هنعمل إيه في المصيبة دي 

لوٌحت بكفها المبسوط أمامها وهي تُعرب عن تذمرها بما حدث، ففشل عملية التثبيت سيُقربهم أكثر من التهلكة، بل ربما يقف عُثرة في سبيل حمايتهم من تلك التهديدات.

- هو أنا هفضل كدة علطول ؟

قالتها سُمية بضيقٍ وهي داخل جسد إحسان تنعي حظها بسبب ما حدث، كم لعنت نفسها على الوثوق بهم بأنهم سيستطيعوا إنقاذها، بل يبدو أنهم هُم من بحاجة إلى مساعدة وليست هي.

- لأ ... إن شاء الله هنلاقي حل 

قالتها داليا بهدوءٍ رغم النيران المُتأججة داخلها، وما كان هدوئها سوى سببًا لاشتعال سُمية أكثر حتى بدأت تُلقي عليهم أسهم العِتاب :

- إنتو السبب في إللي حصل ... يارتني ما صدقتكم

ارتمت على أحد المقاعد تحني جذعها ليتقابل رأسها مع فخذيها وتستطيع إدثاره بين كفيها وكأنها على وشك البُكاء بحسرة، إقترب إحسان نحوها والذي كان داخل جسد سُمية لكنه لم يكن مُنفعلًا مثلها، بل أنه قرر أن يتحلٌى بالهدوء حتى يستطيعوا التفكير بتلك المُعضلة، وضع كفه على ظهرها وبدأ التربيت عليه بحنانٍ بالغٍ قال معه :

- متخافيش ... أكيد في طريقة هنرجع بيها لجسمنا تاني 

لم تنبس ببنت شفة وبقيت في حالة من الصمت والتبلم حتى هتف إسلام موٌجهًا حديثه نحو مخيمر :

- ما تقول حاجة يا عم العالِم ... مش قولت إنك عدٌلت طريقة التثبيت ؟

كان التهكم جليًٌا على حديث إسلام ومع ذلك آجابه مخيمر بهدوءه المُعتاد أثناء اعتصاره لعقله محاولة أن يعثر على سببٍ لمَ حدث :

أرواح ضائعة " أرواح متنقلة 2 " ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن