بسم الله الرحمن الرحيم
" اللهم إني أشهدك في هذه الأيام العظيمة المباركة، إني أبرأ إليك من كل ما يحدُث لأهالينا في الأرض التي باركت فيها وحولها "
لا تنسوا الدُعاء لأهالي فلسطين في تلك الأيام المباركة 🙏
_________________
لم يكن الهرب من صفاتي يومًا ما، ولا أذكُر سوى هروبي من والدتي حينما افتعل كارثة وأحطم طنجرة عزيزة عليها، وإن جئنا للحق، دائمًا ما فشلت جميع محاولاتي للهرب، أما من والدتي، أو من ذاك الرجل ذا الشوارب الكثيفة التي تُذكرني بكُفار قريش.
صوٌت أقدامه تقترب نحوي داخل هذه البناية التي بالكاد تسع لجميعنا، فالأخشاب عتيقة تبلغ من العُمر أرزله، أشك أن هذه البناية بُنيت قبل الحملة الفرنسية.
تقهقرت قدماي للوراء لأتدثر خلف مُسلم الذي بسُط ذراعيه حتى يحميني من نظرات هذا الباخع، أما عن بيناك_ رئيس هذه العصابة_ فلم تتوقف نظراته عن التهامنا وكأن نظراته آكلة للحوم البشر.
- لن أجعلكم ترحلون قبل أن تركعوا لجانيشا وتُقبلوا يد برهاما
حسنًا، كانت كلماته تأكيدًا لتشبيهه بكُفار قُريش، لكن بالعصر الحديث، فهذا المُخنث لن يتركنا أحياء قبل أن نركع أمام آلهته، وهذا فقط لأننا حاولنا الرد على تهكماته وسُخريته من الإسلام.
كانت نظرات مُسلم لا تختلف كثيرًا عن نظرات بيناك المُتقدة بالشر، الفرق الوحيد أن نظرات مُسلم كان بها تحدٍ سافرٍ وشجاعة منيعة.
- ابتعد عن وجهنا يا هذا .... فنحن لن نُنفذ رغباتك ما حُيينا
قالها بُلغة فرنسية مُتقنة حتى يفهمه هذا الهندي الذي بالكاد يتحدث الفرنسية نظرًا لكوٌنه يعيش هنا بفرنسا، وما كانت تلك الكلمات المُتحدية سوى قذيفة ألقيت على بيناك وجعلته ينفجر كما انفجرت قُنبلتي هيروشيما وناجزاكي.
- هل تتحداني أيها الحشرة السفيقة ؟.... أقسم ببرهاما أنني لن أترككما أحياءً بعد هذه اللحظة
أنهى كلماته تزامنًا مع إخراجه لمدية ذات نصلٍ حادٍ ونقوشٍ مُزغرفة دثٌرها داخل ثيابه الرثة وجسده البدين، باتت نظراته الآن أشبه بنظرات الجزار حينما يقبل على ذبح الشاه، حسنًا، لا يُمكن اعتباره جزارًا يذبح الشاه وهو بالأصل يركع لها.
ارتعدت فرائسي وأنا أكتم صرختي واتقهقر المزيد من الخطوات للوراء، ولايزال مُسلم باسطًا ذراعيه أمامي يحاول طمأنتي بنظراته المُتحدية وهو بالأصل يتقهقر للوراء هو الآخر، فإن لم يتحرك، سينفصل رأسه عن جسده بسبب هذا الذي فقد عقله وبدأ يهوي بالخنجر أمامنا.
أنت تقرأ
أرواح ضائعة " أرواح متنقلة 2 " ( مكتملة )
Fantasyتخيل أن تستيقظ في جسدٍ ليس جسدٍك، ومنزلٍ غير منزلِك، بل وحياتك مُعرضة للخطر بسبب ذاك الجسد الذي لا تعلم لمَ تتلبسه، ما تعلمه فقط أنك يجب أن تعود إلى حياتك لتخوض رحلة شاقة هدفها فك هذه اللعنة التي تجعل صاحبها يتنقل بروحه ويتبادل مع العديد من الأجساد...