بسم الله الرحمن الرحيم
" اللهم بردًا وسلامًا على غزة وأهلها يارب... احفظ غزة وأهلها، اللهم إني أستودعك غزة وأهلها وسماءها ورجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها وشبابها وكل شبرٍ في فلسطين "
لا تنسوا الدعاء لأهالي فلسطين 🙏
____________________________
تبًا لك أيها قدر، أعطيتني هدية رائعة، لأفتحها وأجدها سُما قاتلًا....
العديد من الأقدام تتهاود على المنزل وتبحث في كل شبرٍ به إلى أن أخرجت حقيبة جلدية مليئة بتلك الممنوعات المُذهبة للعقول، كان مُعتز كالصنم وهو واقف مكانه لا يسعه التحرك أمام هذا المشهد الذي حوٌله إلى صنمٍ يكاد يتحطم لأجزاء، يشعر بالخُذلان يُسيطر على جنباته، يشعر بالحرقة داخل أحراشه، يشعر وكأنه يُريد أن يصفع ذاك الذي خدعهم أكثر من مرة حتى بات كالأبله، هو بالفعل أبله، لم يكن يجب أن يُسامحه بهذه البساطة، تبًا لهذا القلب الذي ظنٌ لوهلة أن شقيقه تغيٌر وأصبح شخصًا جيدًا.
كبلت الشُرطة رسغ ميجو وبدأت تدفعه خارج المنزل أمام مُعتز الذي حافظ على سكونه حتى لا ينفجر، كان يتلفت ميجو بعينيه نحو شقيقه محاولًا تكذيب ما قالته الشُرطة بصوٌتٍ متوٌسل بدا لأول مرة صادقًا بالنسبة لمُعتز :
- أنا بريء يا زيزو ... وربنا أنا بريء ... أنا مش بتاجر في حاجة ... وحياة المُصحف ما بكدب...
بقي يتوٌسله بعينيه وصوته الأجش الأقرب للبكاء والانهيار، وما كان من مُعتز سوى الصمت والوجوم، لا يعرف كيف يُصدقه هذه المرة على الرغم من كلماته المتوٌسلة، فإن كان صادقًا لما ترك تلك الممنوعات بمنزله ؟ ومع ذلك قلبه اللعين يجبره على اللِحاق بأقرب شخصٍ يُساعده في تلك المُعضلة....
_________________________
فتحت عينيها بوهنٍ على ضوء المصباح فوقها، أصوات صافراتٍ تُطلق بجوار أذنها تجعلها تتأكد أنها لا زالت على قيد الحياة، نعم ... فقد أهدتها الحياة فُرصة أخرى لا لأن الحياة تُحبها، بل لأن الحياة لا تزال تحمل لها المزيد من المفاجآت السارة، وربما الشاقة...
حركت جسدها بصعوبة بالغة أحست معها وكأن عظامها تتهشم كزجاجة بالية، رأسها يزن أطنانًا وهي تُحرك عينيها جهة اليمين إلى أن أبصرت إسلام يستلقي على الفراش بجوارها ويداه موٌصلتان بأجهزة تعرض مؤشراته الحيوية، ترى رأسه المُضمدة وملامحه الواهنة التي يبدو عليها الإعياء.
التفت للجهة اليُسرى حتى بصرت ذراعها المُضمد بأكمله والذي يبدو أنه تهشم واضطرت لتركيب الشرائح والمسامير، تجاهلت ذراعها وبدأت تتحسس جبهتها بذراعها السليمة إلى أن أحست بوجعٍ طفيفٍ سببته تلك الندبة أسفل عينها والتي تم تغطيتها بضمادة لاصقة، ورغم أنها لا تتذكر ما حدث بعد رؤيتها لتلك الشاحنة، إلى أن جميع شكوكها تُشير إلى أن الأمر لم يكن هيِنًا، فقد كانت رؤيتها لتلك الشاحنة في الصباح، وها هما الآن في المساء تكاد تقترب الساعة من التاسعة مساءً.
أنت تقرأ
أرواح ضائعة " أرواح متنقلة 2 " ( مكتملة )
Fantasyتخيل أن تستيقظ في جسدٍ ليس جسدٍك، ومنزلٍ غير منزلِك، بل وحياتك مُعرضة للخطر بسبب ذاك الجسد الذي لا تعلم لمَ تتلبسه، ما تعلمه فقط أنك يجب أن تعود إلى حياتك لتخوض رحلة شاقة هدفها فك هذه اللعنة التي تجعل صاحبها يتنقل بروحه ويتبادل مع العديد من الأجساد...