الفصل الثالث عشر

54 3 1
                                    

مد باسم يده لمصافحة الضابط، وقال بابتسامة:
_متشكر جدًا لجهود حضرتك.

رد الضابط بابتسامة:
=احنا تحت أمر حضرتك المهم تكونوا بأمان وخير... دلوقتي تقدروا تروحوا البيت من غير قلق.

رد باسم بنبرة ثابته:
_متشكر ليك...عن إذنك.

غادر باسم، وأبناؤه الموقع، وصعد كل منهم إلى سيارته الفاخرة. فاندلع غضب جلال، وصرخ:
=جرا ايه يا سعادة الباشا...احنا عملنا ايه؟

ضايع بسخط:
_ماتسيبنا يا عمنا!

نشب العسكري بجلال بقبضة قوية، وصدح صوته في الهواء الطلق:
=اطلع ياض...اطلع!

جلال بجلبة:
_ما براحة يا عم!

انطلقوا بمهابة إلى سيارة الشرطة، وبعدما وصلوا للقسم، وقف الضابط أمام مكتبه الضخم، وترنح صوت ضربات يده القوية في جدران المكتب، وهو ينفجر بصوت يهز الأرجاء:
=انتوا ليلتكم طين هنا...جرا ايه يا شوية صيع؟ انتوا عارفين انتوا عملتوا ايه؟

في الصباح الباكر، استيقظت ليالي من سباتها العميق، ولاجت عينيها في الغرفة بحثًا عن جلال دون جدوى، حينها ارتدت حجابها بتأنٍ ونزلت إلى شقة أم الديب، حيث تصدح أصوات اليقظة، وأشعة الشمس الأولى تتسلل من خلال النوافذ. وعندما وصلت، طرقت الباب بقوة، فانفجرت أم الديب بصوت يهز الجدران:
_أيوه جاية أهو...ما براحه!

وبعدما فُتح الباب من قِبل أم الديب، نطقت ليالي بخوف متدفق:
=مشوفتيش جلال؟

أم الديب بتعجب:
_ايهي هو مرجعش؟

ليالي بخوف:
=لا يا حماتي مجاش من إمبارح.

أم الديب بصداح:
_يا خرابي لا يكون الواد حصله حاجة!

ليالي بخوف:
=حرام عليكي يا حماتي...طب ما تشوفي حمايا يسأل عليه!

وضعت أم الديب يدها في خصرها، وقالت:
_حماكي مش هنا يا بت.

استيقظت نعمة من نومها، وهي تتثاءب بكسل، فنطقت بتثاقل:
=صباح الخير.

نظرت نعمة أمامها، واكتشفت ليالي تقف بجوار أم الديب، فتحدثت بعد أن تمعنت النظر:
=ايه ده ليالي؟ ما تدخلي!

دخلت ليالي الشقة، ونطقت بخوف، وتوتر ملحوظ:
_أخوكي مرجعش من امبارح.

نعمة بصدمة:
=يا نهاري، وبعدين؟

فجأة، رن جرس المنزل في تلك اللحظة الحرجة، وعندما تسلل الصمت ليخيم على الجميع، سُمِعَ صوت نداء الراقصة بوضوح، وهي تنادي المعلم حنفي بصوت مرتفع، ومليء بالاستغاثة:
_يا حنفي... يا حنفي.

خرجت أم الديب من البلكونة، وإذا بها تصادف الراقصة التي تزوجها المعلم حنفي في السر، فانفجرت بالشر، ونطقت:
=هو انتي يا بت الكلب؟

أم الديب الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن