جلال بتعجب:
_انتي مين يا ست؟ضحكت الراقصة ضحكة وضيعة، وقالت:
=انت اللي مين ياخويا؟ ومين الولية المكوره دي؟مضغت علكتها بهدوء، ثم اقتربت منها أم الديب، وقالت بصوت متهور، ومليء بالغضب:
_هي مين اللي ولية مكوره يا بت الـ***؟الراقصة بسخرية:
=يالهوي دي بتشتمني! لا بقولك ايه يا حاجة شكلك كده خدامة هنا... اجري هاتيلي كوباية ليمون جري.أم الديب بإعوال:
_يا خرابي بتتهجم عليا في بيتي! الحقوني يا ناس.جلال بوعيد:
=اطلعي برا يا ست بدل ما أشقك نصين!طارت أم الديب فوق الراقصة كالطائر المفترس، وبينما تتراوح في هذه الحالة الهستيرية، نزعت بعنف الباروكة الاصطناعية من رأسها، مما أدى إلى سقوطها بقسوة على الأرض، وهي ما زالت تضربها بوحشية لتفكيرها الخاطئ بأنها طائر وليست إنسان. ومع تزايد صراخ الراقصة في كل ضربة، أتى الجيران بالشرطة التي أحضرتها إلى القسم، فوجدت أم الديب نفسها أمام الضابط، تبكي بشدة كمظلومة في الأمر، بينما يتعجب الضابط من تكرار مجيئها المتواصل، يعكس غرابة الموقف وتصرفاتها العنيفة... فقال:
_ايه ده هو انتي يا ست كل شوية جاية في مشكلة شكل؟أم الديب ببكاء:
=ضربتني يا سعادة الباشا...اتعديت عليا في بيتي وعدمتني العافية!الراقصة ببكاء:
_كدابة محصلش، ده هي اللي ضربتني وبهدلتني، حتى شوف.وأرته الكدمات التي بجسدها، فقال الضابط:
=نفهم الأول سبب المشكلة.بعد مرور ربع ساعة من الجدال الناري بينهم، بعد أن حكى كل طرف ما حدث من وجهة نظره، تحدث الضابط بصوت حاد ينم عن الحزم، والوضوح:
_خد الاتنين على الحجز.تدخل جلال في الحديث، وقال:
=يا سعادة الباشا أمي ست كبيرة ومش هتستحمل!الضابط بسخرية:
_ده احنا اللي مش هنستحمل، شكلكم ناس لبط.خرج جلال من القسم، واتصل بخاله المُصلح الاجتماعي أبو محمد، وبعد أن حكى له كل ما حدث من البداية للنهاية، غضب أبو محمد غضبًا شديدًا، وفي صوته بريق من الحزم، قال:
=يا ولدي انا قولت لأمك تبطل مشاكل! هو مفيش فايدة فيها؟جلال بيأس:
_يا خالي طلعها انت بس، وملكش دعوة!أبو محمد بحزم:
=المحامي معانا يا ولدي، بس والدتك انا ليا كلام تاني معاها.جلال باختناق:
_خلصنا بس من الحوار ده يا خالي!حضر أبو محمد بالمحامي وأخرج أم الديب من السجن، كان يسير بجانبها والكمد يملأ قلبه ويعكس ذلك في خطواته الثقيلة، وفي نبرة صوته المحمومة، والحادة، فقال بصوت متجدد للتأكيد على استيائه من الأحداث:
=انا عملت اللي عليا وبزيادة يا أختاه، ولو رجعتي للمشاكل يبقى لا انتي أختي ولا أعرفك، استغفر الله العظيم.
أنت تقرأ
أم الديب الجزء الأول
Humorعندما تكون المرأة متسلطة اللسان وقوية، ولا تخشى أحدًا، ويعاني الجميع، بما في ذلك أبناؤها، من تصرفاتها، فإنها تصبح مصدرًا للمشاكل والصراعات في المنزل، الذي يتواجد في قرية تُدعى أبو حلاوة. رغم زواجها من زوجها دون موافقته، وتحت تهديد سلاح أخيها المتسلط...