صرخت هبة بشدة، مشيرةً بيديها نحو والدتها بانتقام، فانتبه عم سلامة للوضع بدهشة وصاح قائلًا:
_حسبي الله ونعم الوكيل.بعيدًا، وقف جلال إزاء غرفة العمليات، وقد أصابته صدمة عميقة جراء ما حدث لزوجته. فجأة، توجهت نعمة بخطوات هادئة من خلفه، ووضعت يدها الدافئة بلطف على كتفه. كانت متأثرة بما مروا به، فتحدثت بصوت هزيل:
=اهدى يا جلال!جلال باستياء:
_امشي يا نعمة!ردت نعمة بتأثر:
=اهدى يا جلال عشان أعصابك!أجاب جلال بانفعال:
_بقولك امشي يا نعمة!تقدم المعلم حنفي بخطوات حذرة من بعيد، وكانت علامات الخوف واضحة على محياه، وهو يقول بصوت مرتجف:
=مراتك مالها؟رد جلال بابتئاس:
_سقطت يابا.رد المعلم حنفي بصدمة:
=سقطت ازاي؟رد جلال بحسرة:
_كانت حامل وسقطت بسبب أمي.ظهر عم سلامة وهو يتجه نحو المعلم حنفي، وجلال، ووجهه يعبر عن كمده بوضوح، وقال بصوت ملؤه الغضب:
=آني لا يمكن أسكت على اللي حصل ده، آني هوديكم في ستين داهية!رد المعلم حنفي برهبة:
_اهدى بس يا عم سلامة، وحق بتك هيرجع زي مانت عايز!تلفظ عم سلامة بانفعال قوي:
=أم الديب دي تستاهل العدم مش الحبس بس، المرا دي لو أطولها هفرمها تحت ايدي!رد المعلم حنفي بسعادة:
_طب ياريت، تبقى عملت فيا جميل كبير مش هنساهولك طول عمري!بسبب هذا الحادث، أصدر الضابط حكمه بسجن أم الديب لمدة سنة كاملة، وفي غرفة العناية المركزة بالمستشفى استيقظت ليالي، لتجد عائلتها محاطة بها، وكانت والدتها تعول بشدة، متأثره بابنتها، وهي تقول بصوت مكسور:
=يا عيني عليكي يا بتي، منها لله اللي كانت السبب!ردت ليالي بإرهاق جسدي منين:
_حصلي ايه ياما؟تباهي بنواح:
=كنتي حبلة يا بتي...كان زمانك هتخاوي ابنك!نظرت ليالي إلى بطنها بحنان، ولمستها بيديها برقة، فلم تتمالك دموعها، قائلة بصوت مكسور:
_كنت؟ وراح فين؟تباهي بإعوال:
=سقطتي بسبب حماتك.ليالي بصراخ:
_منك لله يا حماتي، ربنا ينتقم منك.دخل جلال ووراءه عائلته، فكانت رأسه مطأطأة بالأسفل، مشعرًا بالحيرة حول ما سيقول لليالي، لكنه أخيرًا قال بصوت متألم:
=عامله ايه يا ليالي؟ليالي بنواح:
_امشي يا جلال مش عايزه أشوفك تاني!جلال بندم:
=كانت ساعة شيطان وراحت لحالها.ليالي بصراخ:
_تضربني بالقلم؟ وأمك تسقطني؟جلال بتأثر:
=أمي هتاخد جزائها.
أنت تقرأ
أم الديب الجزء الأول
Humorعندما تكون المرأة متسلطة اللسان وقوية، ولا تخشى أحدًا، ويعاني الجميع، بما في ذلك أبناؤها، من تصرفاتها، فإنها تصبح مصدرًا للمشاكل والصراعات في المنزل، الذي يتواجد في قرية تُدعى أبو حلاوة. رغم زواجها من زوجها دون موافقته، وتحت تهديد سلاح أخيها المتسلط...