الفصل الثامن عشر

42 2 3
                                    

فرح أحمد فرحٍ شديدٍ لا يُضاهى لدى علمه بخبر حمل زوجته، فأبدى للطبيب انبهارًا قائلًا:
_بس احنا مأجلين الخلفة سنة كمان، وجميلة ماشية على نظام معين!

رد الطبيب بابتسامة:
=ولا مليون طريقة هتمنع إرادة ربنا... ياما ناس مشيت على الموانع وفي النهاية ربنا رزقهم بالأطفال دلوقتي.

بينما زادت السعادة بوجه أحمد، واصل الطبيب:
=انتوا بقالكم قد ايه متجوزين؟

رد أحمد بسعادة:
_من حوالي سنة ونص.

نطق الطبيب:
=انا شايف أن ده الوقت المناسب جدًا، على العموم مبروك.

رد أحمد ببهجة:
_الله يبارك فيك.

فجأةً خرجت جميلة من خلف الستار، فوقف أحمد متجهًا نحوها، وبدت السعادة تتفجّر من عينيه وهو يمسك بها بيديه، وببهجة غامرة قال:
=ألف مبروك يا حبيبتي، ده أحلى خبر انا سمعته في حياتي كلها!

ردت جميلة بابتسامة تنبعث منها السعادة ولكنها ممتزجة بالتعب، تعكس مشاعرها المختلطة:
_الله يبارك فيك يا حياتي.

كتب الطبيب الأدوية التي ستلتزم بها جميلة طوال فترة الحمل، ووضع القلم جانبًا وأخذ لحظة من الصمت، ثم ألقى نظرة متأملة نحوها، وقال باهتمام:
=انا كاتب الميعاد المناسب قصاد كل علاج، ياريت نلتزم بيه يوميًا.

استلم أحمد روشتة العلاج من الطبيب، وبعد أن أمسك بها بيديه بعناية، قال بثقة:
_حاضر يا دكتور متقلقش.

خرج أحمد، وجميلة، وعقبهم قمر الدين، بينما غادر علاء الدين دون أن ينتظر، حتى وصلوا إلى سيارة جميلة التي كانت هناك، في لحظة مفاجئة من الفرح، عانق قمر الدين أخته الصغيرة بشدة، معبرًا عن فرحته بها وباللحظة التي تعيشها العائلة، وقال بهمسٍ مليء بالمودة:
=ألف مبروك يا جميلة، عقبال ما حبيب خالو يوصل بالسلامة.

ضحكت جميلة، وقالت:
_الله يبارك فيك يا حبيبي، ربنا يخليك ليا، وميحرمنيش منك.

رد قمر الدين بفرحة غامرة:
=خدي بالك من نفسك.

بينما أردف لأحمد باهتمام:
=وانت يا أحمد خد بالك منها وحطها في عينيك!

رد أحمد بمودة:
_كل ده هيحصل من غير ماتقول.

نطق قمر الدين بابتسامة تملأ وجهه، وهو يركب سيارته، حيث تتجلى السعادة في عينيه، وتنعكس على ملامح وجهه:
=سلام.

رد أحمد:
_سلام.

أخذ أحمد جميلة إلى مقعدها بالسيارة، وفتح الباب بنفسه بعناية، وبعد أن جلست بهدوء، جلس هو الآخر على مقعده، ثم انطلقوا في رحلة العودة إلى المنزل. وبعد وصولهما، ودخولهما الشقة الخاصة بهم، أغلق أحمد الباب خلفهما، ثم أمسك بيد جميلة بلطف، وحنان، فوصلت إلى سريرها وجلست. فجلس حيالها، وأمسك يدها بين كفيه، وبوجه ينبض بالسعادة، قال بهمس مفعم بالفرح:
=اعملي حسابك يا حبيبتي، مش هتعملي أي حاجة في البيت لحد ما التمن شهور الجايين يعدوا على خير!

أم الديب الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن