الفصل السادس عشر

42 4 1
                                    

انتفض غضب المعلم حنفي حين علم أن أم الديب ما زالت تتنفس، واندلعت كلماته بغضب يُشبه بركانًا مُتوهجًا:
_ياريتها ماتت!

رد عم إسماعيل بكلماتٍ ثقيلة الوزن، تملأ الأذن بثقلها، كأنها تصدح بقوة الجبال:
=بتقول حاجة؟

رد المعلم حنفي بكَمَد:
_لا ياخويا.

رد عم إسماعيل:
=تعالوا خدوها.

المعلم حنفي بعصبية:
_ياخويا ياريتك ما لقيتها...ياريتك!

خرج جلال بخطواتٍ هادئةٍ من غرفة النوم إلى البلكونة، وفي غمرة الدهشة من صياح المعلم حنفي، سأله الوالد بصوتٍ مليءٍ بالاهتمام:
=عامل ايه دلوقتي ياض؟

رد جلال:
_بقيت كويس يابا.

نطق المعلم حنفي:
=يا ألف بركة...عندي خبر وحش ياض.

رد جلال بفضول:
_ايه هو؟

ظهرت ابتسامة على وجه المعلم حنفي، وهو ينظر بترقب إلى رد فعل جلال، كما لو كان ينتظر تفسيرًا، أو ردًا مفاجئًا:
=لقوا أمك!

جلال بصدمة:
_يا نهار مهبب لقوها فين؟

المعلم حنفي بسخط:
=آني عارف لقوها فين، أهو لقوها.

فيما كان أحمد، وجميلة يجلسان على طاولة في شاطئ البحر، ويتناولان وجبة الإفطار، استفسر أحمد بابتسامةٍ ودودةٍ:
_ايه رأيك في الأكل؟

ردت جميلة بسعادة، وهي تتناول الطعام:
=واو تحفة أوي!

أحمد بابتسامة:
_كنت متأكد إنه هيعجبك...عايزين نخلص أكل عشان ننزل البحر.

ردت جميلة بصوتٍ هادئٍ، وهي تحدق بالبحر بتأملٍ:
=بحب ريحة البحر أوي، ومنظره!

أحمد بابتسامة:
_ومين ميحبش البحر؟

فجأةً، رنّ هاتف أحمد، وعندما نظر إلى الشاشة، وجد اسم والده يظهر، فقال بترقب واضح:
_ايه ده بابا؟

ثم قام بالرد، وهو يقول بصوتٍ مبتسمٍ:
_ألو...أيوه يا بابا عامل ايه؟

المعلم حنفي بسعادة:
=صباحية مباركة يا سيد العرسان.

أحمد بابتسامة:
_حبيبي يا بابا.

رد المعلم حنفي:
=ازيك وازي العروسة ياض؟

رد أحمد بابتسامة:
_كلنا بخير.

ضحك المعلم حنفي، وقال بدهاء:
= ايه كسفتنا ولا ايه؟

شعر أحمد بالإحراج تجاه والده، ولكنه لم يتمالك نفسه، وقال وهو يضحك:
_ايه اللي بتقوله ده يا بابا؟

ضحك المعلم حنفي، وقال:
=ايه انت ياض يابن الكلب؟

أحمد بإحراج:
_ايه يا بابا بس...مالك كده في ايه؟

أم الديب الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن