انتفض غضب المعلم حنفي حين علم أن أم الديب ما زالت تتنفس، واندلعت كلماته بغضب يُشبه بركانًا مُتوهجًا:
_ياريتها ماتت!رد عم إسماعيل بكلماتٍ ثقيلة الوزن، تملأ الأذن بثقلها، كأنها تصدح بقوة الجبال:
=بتقول حاجة؟رد المعلم حنفي بكَمَد:
_لا ياخويا.رد عم إسماعيل:
=تعالوا خدوها.المعلم حنفي بعصبية:
_ياخويا ياريتك ما لقيتها...ياريتك!خرج جلال بخطواتٍ هادئةٍ من غرفة النوم إلى البلكونة، وفي غمرة الدهشة من صياح المعلم حنفي، سأله الوالد بصوتٍ مليءٍ بالاهتمام:
=عامل ايه دلوقتي ياض؟رد جلال:
_بقيت كويس يابا.نطق المعلم حنفي:
=يا ألف بركة...عندي خبر وحش ياض.رد جلال بفضول:
_ايه هو؟ظهرت ابتسامة على وجه المعلم حنفي، وهو ينظر بترقب إلى رد فعل جلال، كما لو كان ينتظر تفسيرًا، أو ردًا مفاجئًا:
=لقوا أمك!جلال بصدمة:
_يا نهار مهبب لقوها فين؟المعلم حنفي بسخط:
=آني عارف لقوها فين، أهو لقوها.فيما كان أحمد، وجميلة يجلسان على طاولة في شاطئ البحر، ويتناولان وجبة الإفطار، استفسر أحمد بابتسامةٍ ودودةٍ:
_ايه رأيك في الأكل؟ردت جميلة بسعادة، وهي تتناول الطعام:
=واو تحفة أوي!أحمد بابتسامة:
_كنت متأكد إنه هيعجبك...عايزين نخلص أكل عشان ننزل البحر.ردت جميلة بصوتٍ هادئٍ، وهي تحدق بالبحر بتأملٍ:
=بحب ريحة البحر أوي، ومنظره!أحمد بابتسامة:
_ومين ميحبش البحر؟فجأةً، رنّ هاتف أحمد، وعندما نظر إلى الشاشة، وجد اسم والده يظهر، فقال بترقب واضح:
_ايه ده بابا؟ثم قام بالرد، وهو يقول بصوتٍ مبتسمٍ:
_ألو...أيوه يا بابا عامل ايه؟المعلم حنفي بسعادة:
=صباحية مباركة يا سيد العرسان.أحمد بابتسامة:
_حبيبي يا بابا.رد المعلم حنفي:
=ازيك وازي العروسة ياض؟رد أحمد بابتسامة:
_كلنا بخير.ضحك المعلم حنفي، وقال بدهاء:
= ايه كسفتنا ولا ايه؟شعر أحمد بالإحراج تجاه والده، ولكنه لم يتمالك نفسه، وقال وهو يضحك:
_ايه اللي بتقوله ده يا بابا؟ضحك المعلم حنفي، وقال:
=ايه انت ياض يابن الكلب؟أحمد بإحراج:
_ايه يا بابا بس...مالك كده في ايه؟
أنت تقرأ
أم الديب الجزء الأول
Humorعندما تكون المرأة متسلطة اللسان وقوية، ولا تخشى أحدًا، ويعاني الجميع، بما في ذلك أبناؤها، من تصرفاتها، فإنها تصبح مصدرًا للمشاكل والصراعات في المنزل، الذي يتواجد في قرية تُدعى أبو حلاوة. رغم زواجها من زوجها دون موافقته، وتحت تهديد سلاح أخيها المتسلط...