المعلم حنفي بصياح:
_اطلع ياض على المستشفى بسرعة!ليالي بإعوال:
=بسرعة يا جلال...بسرعة!زاد جلال سرعته، وأعرب عن قلقه قائلًا:
_حاضر أهو.جرى جلال بسرعة فائقة، حتى وصل لدرجة أنه يسير بين السيارات يمينًا، ويسارًا، ومن شدة السرعة في تلك اللحظة، اصطدمت أم الديب بنعمة والعكس صحيح، حتى وصلوا إلى أروقة المستشفى، وما زالت ليالي تعول بشدة، فحملها جلال بين ذراعيه، ووشاح القلق يعلو وجهه، ودخل بها إلى المستشفى، ووراءه العائلة بأسرها، ولم يتأخر موظفو الاستقبال في نقل ليالي على الكرسي المتحرك، ودخلوا بها إلى غرفة الطوارئ. وهناك، كان جلال يتلمس بين الأوراق الطبية. اقترب الطبيب من ليالي ملتفتًا إليها بترقب، وبدأ بتوجيه بعض الأسئلة لها، قائلًا:
=انا هسألك كذا سؤال.وبعد أن سألها، تأكد الطبيب أن ليالي قد جاء لها طلق الولادة، فقال لها بصوت ملؤه الاطمئنان:
_لا دي ولادة.ثم نظر للممرضة، وواصل:
_هيام هاتلي الكانيولا.ليالي بصراخ:
=بطني مش قادرة!ركبت الممرضة الكانيولا ببراعة في يد ليالي، حيث اندمجت مهارتها بدقة في هذا العمل الدقيق، ثم أخذوها ببطء متناهي داخل غرفة العمليات، بينما كان جلال يترنح بلا هدوء في الخارج، يتلهف بكل أعصابه المتوترة، لا يستطيع أن يجلس كبقية أخواته، مما أثار انزعاج أم الديب، فانفجرت بصوت يفوق الأمواج الصاخبة:
_ماتقعد ياخويا...خيلتنا.جلال بقلق:
=اسكتي ياما انا على أعصابي!أم الديب بضيق:
_يا عيني على السفرية اللي باظت، كان زمانا بنبلبط في البحر... منها لله البعيدة!نعمة بدهشة:
=ماتسكتي ياما...هي دي حاجة بمزاجها؟أم الديب بكراهية:
_دي بتدلع يا بت، وأهو سامعة؟ عماله تصوتلهم أهو.في حضور نعمة، التي كانت متأثرة بتعب ليالي وتشعر بألمها، لم تتمالك نفسها وانفجرت بدموع، قائلة بصوت مهزوز بالحزن:
=يا عيني عليكي يا ليالي...قلبي بيتقطع عليكي.أم الديب بجلبة:
_اسكتي يا بت الجزمة ميصعبش عليكي غالي!نعمة بعصبية:
=يوه ياما...هو كل حاجة شتيمة؟أم الديب بصوت حاد:
_اخرسي يا بت!داخل غرفة العمليات، تمزجت أصوات الأجهزة الطبية بصرخات ليالي المرعبة، حيث كانت تصرخ من شدة خوفها من إبرة الظهر، وكلما اقترب الطبيب منها بها، هربت بسرعة كالفراشة المذعورة، حتى ثبتها بقية الأطباء بقوة، فاندلعت قائلة بصوت مليء بالخوف:
=والنبي لا...بلاش حقنة الضهر.رد الطبيب:
_هنديكي منوم ومش هتحسي بحاجة.ليالي بخوف:
=انا خايفة يا داكتور.
أنت تقرأ
أم الديب الجزء الأول
Humorعندما تكون المرأة متسلطة اللسان وقوية، ولا تخشى أحدًا، ويعاني الجميع، بما في ذلك أبناؤها، من تصرفاتها، فإنها تصبح مصدرًا للمشاكل والصراعات في المنزل، الذي يتواجد في قرية تُدعى أبو حلاوة. رغم زواجها من زوجها دون موافقته، وتحت تهديد سلاح أخيها المتسلط...