ردت ليالي بسخط:
_ملكش كلام معايا يا جلال...انا قاعدة في بيتي، ومش ماشية منه...عايز تمشي امشي، وشوفلك حتة تانية!رد جلال باستياء:
=وانا ذنبي ايه يا بت؟ مانتي عارفة أمي دماغها ناشفة، ومش بتحبك!أجابت ليالي بكراهية:
_قال انا اللي بموت فيها، دي ولية هم جاتها ميت مصيبة تاخدها!رد جلال بانفعال:
=ماجرا ايه يا ليالي؟ دي أمي برضة!نطقت ليالي باهتياج:
_حنيت ياخويا لأمك دلوقتي؟ أمك اللي عايزه تخرب بيتي!استلّ جلال المطوى من جيبه، وهتف بصوت مفعم بالحدة:
= اسمعي يا ليالي هما كلمتين، يإما تتعدلي معايا، يإما تروحي على بيت أهلك!تسمّرت ليالي في مكانها، وصرخت بصوتٍ مبحوح:
_بترفع عليا المطوى يا جلال... بقى دي اخرتها؟رد جلال بلا مبالاة:
=أه برفعها عليكي يا ليالي، ويلا اتكلي على الله متعمليش لينا وَش، ووجع دماغ!صرخت ليالي في وجه جلال قائلةً:
_مش هسيبك.أمسكت ليالي بجلال وهي تغلي من الغيظ، وكتفته بقوة من عنقه، ثم خلعت نعلها وضربته على ظهره صارخةً:
_مش هسيبك يا جلال، وانا هعلم أمك الأدب...أمك الضايعة، أمك الغبية، أمك اللي مابتفهمش، أمك اللي شبه البقرة!زمجر جلال وهو يجاهد لإبعادها عنه، قائلًا بجلبة:
=أه رقبتي...الحقوني...أه...أوعي يا بت!صرخت ليالي قائلة:
_مش هسيبك.وطأها جلال بساقه الطويلة في بطنها بقوةٍ عارمة، فسقطت مغشيًا عليها وهي تنزف الدماء. انحنى جلال نحوها ورجّها بذعر، قائلًا بخوفٍ:
=ليالي اصحي، قومي يا بت... ايه اللي حصلك؟ مكنش قصدي...قومي.بينما المعلم حنفي لم يفارق ضرب أم الديب، حتى انبثقت الدماء من جسدها، وهي تصرخ بوجعٍ لا يُطاق:
_يا لهوي.ثم فقدت وعيها حتى جاء ضايع متجولًا بالقرب من المعلم حنفي، وقام بسحب السوط من يده، وصاح:
=كفاية كده يا معلم، انت ايدك موجعتكش؟ يلا خد مراتك وعلى البيت، ورايا تلات حالات سرقة النهارده، واتنين قتل...انتوا كده بتعطلوني!في الواقع، عاد المعلم حنفي إلى المنزل بأم الديب، وكأنها محمولة على أيدي شياطين، وأخرجها من السيارة النصف نقل بجهدٍ ملحوظ، حتى وصلا إلى باب المنزل، حيث بذل جهدًا كبيرًا لسحبها برفق عبر السلالم المتعبة. وبعد وصولهما إلى الشقة بأمان، دخل بها ووضعها بقسوة على الأرض، لتستريح. وبينما هايدي خرجت من غرفتها متعجبة، لم تتمالك نفسها إلا وهي تقول بتساؤل:
_ايه ده يا بابا؟ ايه ده؟صاح المعلم حنفي قائلًا بسخط:
=ادخلي جوا يا بت...مسمعش صوتك، يلا!خطت هايدي إلى غرفتها بخوفٍ مترقب، وصكت الباب خلفها، وفي تلك اللحظة الهادئة، وبينما المعلم حنفي يتنفس ببطء، انخرط في تحضير محلول التعذيب، تلك الخلطة المريرة من الماء، والملح، ونكهة الليمون الحادة. وعندما أطلق المحلول على جسد أم الديب، اشتعلت صرخات الألم وسط الصالة، كشعلة تترنح في أعماق الجحيم:
_يا خرابي...جتتي بتاكلني... يا لهوي...الحقوني.

أنت تقرأ
أم الديب الجزء الأول
Comédieعندما تكون المرأة متسلطة اللسان وقوية، ولا تخشى أحدًا، ويعاني الجميع، بما في ذلك أبناؤها، من تصرفاتها، فإنها تصبح مصدرًا للمشاكل والصراعات في المنزل، الذي يتواجد في قرية تُدعى أبو حلاوة. رغم زواجها من زوجها دون موافقته، وتحت تهديد سلاح أخيها المتسلط...