صرخت أم الديب صراخٍ عاتٍ، وأرادت أن تفتن في اثارة مشكلةٍ على الرغم من أنها استمعت جيدًا، فقالت:
_يا خرابي هتجيب بت؟ يا عيني عليك يا جلال.نعمة بصوت أوضح:
=بقولك واد ياما واد!أم الديب بأسلوب طريف:
_واد مين؟ردت نعمة:
=ليالي هتجيب واد مش بت.أم الديب بحزن:
_ايهي جات الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح.ردت نعمة بدهشة:
=ايه ياما اللي بتعمليه ده؟ انا بقولك واد من ساعتها انتي اللي مصممة!أم الديب بغضب مَنين:
_كان نفسي أشمت يا بت...كان نفسي!في اليوم الثاني، وفي لحظات ساعات الصباح الباكر، كان أحمد مستلقيًا على الأريكة في زاوية الصالة، حيث يسودها الظلام المُظلم، وفجأة اشتعل هاتفه المحمول برنينه الصاخب، وعلى الرغم من نعاسه الشديد، تمكن من الرد على المكالمة، وهو يترنح بين وعيه، وغفوته، وفي ذلك الوقت الضبابي، سمع صوت جميلة تنطق ببهجة مفرطة:
=بابي وافق!جلس أحمد بسرعة مذعورًا، وأزاح الغطاء الثقيل المُلقى فوق جسده بحركةٍ مُتسارعة، بينما انبعث السرور، والبهجة ليملأ ملامح وجهه المتعبة، وانبثقت ابتسامةٌ عريضة كالقمر على شفتيه المرهقتين، وعبّر بصوتٍ مفعم بالفرح:
_ايه ده بجد؟جميلة بسعادة:
=أها تعالى بليز...متتأخرش!أحمد بسعادة:
_هلبس وجاي حالًا.ضحكت جميلة، وقالت برقة:
=أوكي، وانا مستنياك، باي.رد أحمد بلهفة:
_سلام.بعد انتهاء المكالمة القصيرة بينهما، هرع أحمد بخطى مُتسارعة نحو المرحاض، حيث قام بغسل وجهه بالماء البارد، والصابون بدقة فائقة، مُجديًا جهده في تنظيف البشرة من أي أثر للتعب أو النعاس، ثم استخدم فرشاة الأسنان بانتباه شديد، حتى أصبحت أسنانه تلمع كاللؤلؤ وتزخر بالنضارة، والبياض الناصع، وعندما دخل الغرفة، استأنف ترتيب ملابسه بعناية فائقة، وواجه تحدي اختيار الطقم المناسب من بين القليل من الخيارات المتاحة أمامه، وبعد البحث والتفكير، وجد ما يراه ملائمًا وارتداه بانسجام، ثم واجه المرآة بتفاعل حيوي وبدأ في ترتيب شعره بأنامله الناعمة، ورش العطر الذي يعتمده بانتظام، وأخذ هاتفه، ومحفظته بتنظيم متناهٍ، وبسرعة لا مثيل لها نزل الدرج المؤدي للطابق السفلي، حيث كانت تجلس أم الديب بصحبة نعمة في مدخل المنزل، متفاعلتين في عملية العجن، والخبز، ولفتت عيناها بدهشة سرعة خروجه وتحضيره الفوري، كما لو كان هناك حدثٌ غير متوقع، فلم تتمالك نفسها عن التعبير وقالت بدهشة:
=رايح على فين ياخويا؟أحمد بسعادة:
_أبو جميلة وافق.أم الديب بفرحة:
= يا ألف بركة.
أنت تقرأ
أم الديب الجزء الأول
Humorعندما تكون المرأة متسلطة اللسان وقوية، ولا تخشى أحدًا، ويعاني الجميع، بما في ذلك أبناؤها، من تصرفاتها، فإنها تصبح مصدرًا للمشاكل والصراعات في المنزل، الذي يتواجد في قرية تُدعى أبو حلاوة. رغم زواجها من زوجها دون موافقته، وتحت تهديد سلاح أخيها المتسلط...