الفصل الثاني والعشرون

43 2 1
                                    

نطق الطبيب بفزع:
_اهدى لو سمحت! احنا من نص ساعة بالظبط كنا عنده بنديله العلاج، وبعدها اختفى.

رد جلال بسخط متقدّمًا نحو المطوى، وباتّجاهٍ قريبٍ من رأس الطبيب، باغتنامٍ لحظة الغضب المحتدم في داخله:
=رجعلي الكاميرا ياض لا أشقك نصين!

الطبيب بصوت حاد:
_لو سمحت من فضلك بلاش كده، هعملك اللي انت عايزوا بس شيل اللي في ايدك ده.

تعجب جلال بعدما استرجعوا كاميرات المراقبة، وقد رأى المعلم حنفي يخرج مع أم الديب من المستشفى، ويديهما بيدي بعضهما، فنطق متسائلًا:
=ازاي بس يا ناس؟

رد الموظف:
_في حاجة غلط يا أستاذ؟

تحدث جلال بتعجب:
=ازاي أبويا ماسك في إيد أمي؟ في حاجة غلط!

نطق الموظف بدهشة:
_هي المشكلة في إن أبوك ماسك ايد أمك؟

رد جلال بصوت حاد:
=اسكت متوجعش دماغي، انت مش فاهم حاجة!

صرخ جلال بصوتٍ مليء بالحيرة، وخرج يبحث عن والده في كل مكان، لكن دون جدوى، فعاد إلى المنزل ووجد أم الديب في المطبخ، وهي تطهو الطعام، فصرخ متسائلًا عن مكان والده بقلق لا يخفى:
=ياما.

ردت أم الديب بتعجب:
_ايه يا ولا عايز ايه؟

تلفظ جلال بذهول:
=ايه ده ياما؟ انتي بتتكلمي عادي؟

ردت أم الديب، وهي تقلب الطعام في القدر:
_ايهي أمال هتكلم ازاي؟

رد جلال بفزع، وهو يتلجلج في حديثه:
=طب ما.. ما.. متعرفيش أبويا فين؟

أجابت أم الديب بصوتٍ غليظ، ونظرت إليه نظرة حادة، تكاد تنفجر من الانزعاج:
_امشي!

أيقن جلال أن من تحاوره، ليست والدته، فقال بهلع:
=حاضر.

وصعد إلى شقته بسرعة متنقلًا بخطىً مستعجلة، وأثناء جلوسه مع زوجته، سمعوا دربكة مريبة في البلكونة، فانتبه جلال، وزوجته بحذر، وفتحا البلكونة ليجدا أم الديب هناك. اقتربت منهم والدماء تسيل من عينيها الغاضبة، فراجع جلال خوفًا وقال بصوت مرتجف:
=أعوذ بالله من الشيطان.

ونطق في حين يتراجع خوفًا:
= في ايه ياما؟ ما تبعدي!

تحدثت ليالي برهبة:
_انتي جيتي ازاي يا حماتي؟

ردت أم الديب بصوت غليظ:
_آني أدخل المكان اللي يعجبني في الوقت اللي يعجبني...فاهمين ولا لا؟

ردت ليالي، وهي ترتجف خوفًا:
=حا... حاضر.

صرخ جلال وهو يختنق تحت قبضة أم الديب، ونشبت برأسه بقوة مثلما فعلت في المعلم حنفي، فانتابه الذعر، وقال بصوتٍ متقطعٍ:
_الحقيني يا بت يا ليالي، الحقيني بسرعة... أمي هتموتني...مش عارف أتنفس!

أم الديب الجزء الأول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن