رد باسم:
_تجيب لبنتي فيلا قريبة مننا.تردد أحمد، وهو يحمل عبء الحيرة بين يديه، خصوصًا أنه لم يمتلك ما يكفي لشراء حتى شقة صغيرة، فكيف سيقوم بشراء فيلا مرة واحدة؟ كان يعصف به الشك، والقلق، حيث لم يكن أمامه سوى الخيار الصعب: الموافقة على طلبات والد جميلة، وإلا سيفقدها للأبد!، قال:
=موافق.أراد باسم أن يجعل تعجيزه أكثر فعالية من السابق، حتى لا يتم الزواج، فنطق بثقة متجددة:
_و عايز بمية ألف جنية شبكة، وهيكون ألماس، احنا محدش فينا بيجيب شبكة دهب!انصدم أحمد من طلبات باسم الباهظة، فقال بتردد:
=مش كتير؟باسم بثقة:
_أخواتها البنات كلهم جالهم بملايين... المية ألف اللي بقولك عليهم دول بالنسبالنا شوية ملاليم.أحمد بحيرة:
=يعني لو انا نفذت طلبات حضرتك هتوافق؟باسم بثقة:
_طبعًا بس اعمل اللي قولتلك عليه الأول!أحمد بإحباط:
=متشكر جدًا...عن إذنك.باسم بإحسان:
_اتفضل.عندما خرج أحمد من المكتب، لم يعير باسم اهتمامًا، بل استمر في العمل كأن شيئًا لم يحدث، وعندما غادر أحمد المبنى واتجه إلى موقف السيارات، جلس في السيارة وألقى نظرة من النافذة، وعقله يراوغه بأفكار متناقضة. كانت هناك صراعات داخلية بين قلبه، وعقله. شعر لحظة بأنه يقوم بتحطيم ذاته بيديه. فعلى الرغم من أنه وعائلته يعيشون في فقر، ويواجهون الحياة بصعوبة، ويحاولون عيش اليوم بيومه إلا أنه كان مضطرًا للتقبل. وكان في صراع دائم بين حبه وبين الفقر. في المقابل، في منزل باسم، دخل قمر الدين بصحبة سامية، وكلاهما يبدوان غاضبين للغاية بعد ما سمعوه. فانفجر قمر الدين بصوت عال:
=يعني ايه عايز تجوز بنتك لناس زي دي؟ جميلة اللي عاشت طول حياتها ملكة، والخدم حواليها، تكون نهايتها تتجوز واحد من الفلاحين؟وقف باسم أمام ابنه، ووضع يديه في جيب بنطاله، ثم قال بصوت متردد:
_ومين قالك إن انا هجوزه جميلة؟ انا عجزته وانا عارف كويس إنه مش هيقدر يعمل أي حاجة من اللي انا طلبتها منه!ردت سامية بسخط مليء بالاعتراض:
=الجوازة دي مستحيل تكمل يا بابا... الناس دي مش شبهنا، ده كفاية والدته، ست بيئة وبلدي أوي، الناس دي تفضح...متشرفش أبدًا.رد باسم بحزم:
_وانا قولت وهفضل أقول إنها مش هتكمل!...انا عملت كل ده عشان أرضي ضميري، ومتجيش جميلة أختكم تقول إن انا وقفت في طريقها، أديني قعدت معاه وطلبت منه طلبات بسيطة جدًا، وانا عارف ومتأكد إنه مش هينفذها، بس قدامكم انا كده عملت اللي عليا وزيادة.نطق قمر الدين بصياح:
=محدش فينا موافق على الجوازة الزفت اللي تكسف دي... ده لو الجوازة دي كملت هنتفضح وسط الناس وهيبقى شكلنا زبالة، متجيش ناس زي دي تهد اسم عيلة الهواري، وسيرتنا اللي عملناها في سنين.
أنت تقرأ
أم الديب الجزء الأول
Humorعندما تكون المرأة متسلطة اللسان وقوية، ولا تخشى أحدًا، ويعاني الجميع، بما في ذلك أبناؤها، من تصرفاتها، فإنها تصبح مصدرًا للمشاكل والصراعات في المنزل، الذي يتواجد في قرية تُدعى أبو حلاوة. رغم زواجها من زوجها دون موافقته، وتحت تهديد سلاح أخيها المتسلط...