بين براثين شيطان(10)

835 48 8
                                    


    بعد ان ودعت فيرونيكا جولييت...توجهت نحو العربة.... و دون أن تلتفت إلى الخلف ركبت فيها....و عقلها يكاد ينفجر من كثرة الافكار التي تراودها...

  ...بدأت العربة الحركة متوجهة نحو قصر الدوق...او هذا ما يظنه السارئق...اما بالنسبة الى فيرونيكا فهي متوهجة نحو قاع الجحيم من جديد...

        ظلت الافكار تطارد فيرونيكا طيلة الطريق و هي تكاد تموت من الخوف...القلق...منتظرة ان يحصل اي شيء...اي شيء حرفيا فقط كي لا تصل الى ذاك المكان...

☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️

  بعد ثلاثة أيام من الطريق...ليلتين بدون نوم...ارهاق شديد...جثة حية...هذا اقل ما يمكن وصف به حالة فيرونيكا التي لا تكاد تقوى على الحركة أو الكلام...العودة إلى هناك بالنسبة لها...كالعودة  الى دائرة لا مخرج منها...

عندما توقفت العربة...توقف قلب فيرونيكا كذلك...لقد كانت تشد شعرها الذهبي الحريري....و هي تحول ان تستجمع ما تبقى من قوتها فقط من أجل ان تتحرك...كانت تريد ان فقط ان تحاول الوقوف....لكن جسدها خانها...و الارهاق واضح على محياها...

          خطأ واحد...يمكن ان يكلفها الكثير حقا...نظرت من نافذة العربة كي تجد اندرويس واقفا ينتظر نزولها....اللعنة...لماذا  يجب ان يحصل هذا...و من بين جميع الاوقات الان فقط...

     كانت فيرونيكا تحاول أن تنهض من مكانها....اخيرا...تحرك جسدها...نهضت حتى يفتح لها السائق الباب...نزلت فيرونيكا مع ابتسامة زائفة...فقط اصبر قليلا ايها الجسد اللعين....توجهة فيرونيكا نحو اخيها و بكل رسمية قالت :
"كيف حالك يا سيدي الشاب...لقد مر وقت منذ اخر مرة رأيتك فيها..."

  نظر إليها اندرويس لعدة ثوان ثم رد عليها مع ابتسامة عريضة على وجهه:
"انا بخير يا اختي...اتمنى ان تكون بخير...بعد ما حصل لكي"

      ...اللعنة...هل يريد استفزازي...كانت نظرات الشفقة و الأخوة المزيفة تلك.... تخطي ملامحه بالكامل...كيف له ان يبتسم كالمجنون...هل هو يعلم حتى ما يفعله..او..يقوله...و فجأة شعرت فيرونيكا...ان جسدها سوف يسقط...و لكي تحاول ان الهروب قالت له و بكل برود:
"اعتذر يا سيدي الشاب...لكن..كما تعلم السفر يترك بعده تعبا شديدا... لهذا استأذنك بالعذر"
  
   نظر إليها اندرويس بكل هدوء... قام بإيماءة خفيفة دليلا على أنه يتفهمها تماما...اللعنة على هذا المتصنع....

    غادرت فيرونيكا بسرعة...كي لا تسقط امامه...تفضل حقا ان تسقط في واد من الحمم البركانية...على ان تظهر ذرة ضعف امامه...و خاصة بعد ما فعله اخر مرة...ذاك اليوم لا يكاد يخرج من ذهنها نهائيا...

       و لم تفكر فيرونيكا...في ان تنتقم منه الان...لكن من قال انها لن تنتقم...فحقدها عليه...كان اكثر تعقيدا من اي شيء حرفيا...مع انها التقت به حديثا...لكن ما فعله معها...اشعل فقط نيران الكره..بل كان اكثر من ذلك...البغض فقط كلمة بسيطة تصف مشاعرها نحوه...

𝗛𝗲𝗹𝗹'𝘀 𝗮𝗻𝗴𝗲𝗹- ملاك الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن