𝗛𝗲𝗹𝗹'𝘀 𝗮𝗻𝗴𝗲𝗹- ملاك الجحيم

مالح جدا..!!!(23)

  خرج تاركا إياها في بحر افكارها...ظلت تحدق في السقف لمدة طويلة...قبل ان يدخل عليها رجل ضخم..يحمل في يده صينية طعام..تقدم دون قول كلمة ثم وضع صينية و غادر...نظرت الى الطعام ثم تنهدت..و عادت بنظرها الى السقف...فجأة اتطمت السفينة بشيء ما..استقامت مفزوعة..تشعر بجسدها قد تجمد..حتى يزداد رعبها عند تسمع صرخات و اصوات السيوف تلتقي ببعضها...ظلت هادئة وهي تنظر الى الباب...مرت اكثر من ساعة مع تلك اصوات.. كي تبدأ بسماع ضحكات من الخارج...نهضت متوجهة ناحية الباب..وهي تترنح في مشيتها..

  واخيرا وصلت الى الباب..امسكت بالمقبض..و فتحته كي تشاهد العشرات من الرجال الغارقين في دمائهم...و مجموعة أخرى تصرخ فرحا...تسمرت في مكانها حتى احست بيد فوق كتفها..التفتت كي ترى يوجان ينظر إليها بأعينه البنية الداكنة...و يمد لها كأس..امسكت الكأس كي تكتشف انه شراب..وقف الاثنان في هدوء يشاهدان الرجال يرمون الجثث من فوق السفينة..قطع ذاك الصمت تحدث يوجان بنبرة هادئة:"سوف نصل قريبا الى فارس..حينها يمكنك ان تردي دينك.."
نظرت اليه باستغراب:"كيف سأرده..؟"
(يوجان):"عندما نصل ستعرفين.."
(فيرونيكا)بقليل من العصبية:"لا احب المفاجئات..تحدث بصدق فقط.."
(يوجان)مبتسما:"لا داعي للتسرع.."
بدأت تشعر بصبرها ينفذ تدريجيا..لكنها لم تنطق بحرف و ظلت تنظر اليه محدثة نفسها:"يجب أن أغادر هذه السفينة.."

  غادر القبطان تاركا ذات الشعر الذهبي..متسمرة في مكانها..تنظر اليه بحذر..

--------

كانت اصوات الموسيقى و ضحكات نساء..اكثر ما يسمع في ذاك المكان المملوء بالثاملين..قدم له الساقي كأسا..اخذه لكنه لم يشرب منه..بل ظل ينظر الى شدة احمرار الشراب..متذكرا شيء ما..لم يقطع تأمله في الكأس شيء..حتى سمع شخصا ينادي عليه باسمه:"مالطي..!! مالطي..!!" استدار ناحيه مصدر الصوت..كي يرى رجلا يتقدم ناحيته..جلس الرجل بجانبه و على وجهه ابتسامة عريضة..نظر اليه مالطي قليلا ثم اعاد نظره الى الشراب..كي يربت عليه ذاك الرجل قائلا:"هل انت خائف عليها أم حزين على فقدان ابيك..؟" لم يبعد نظره عن الشراب و قال بنبرة هادئة:"ربما الاثنان.. هارد" ابتعد هارد عنه بعد ان تنهد على حال صاحبه...ظلا الاثنان صامتين..

  بعد صمت طويل بدى كأنه قرن من الزمن..نهض مالطي من مكانه و قال لصاحبه:"اخبرني مكانه.." ابتسم هارد وقال بحماس:"هذا هو مالطي الذي اعرفه..!!"

كي خرجا من الماخور.........

-----

تجلس فوق السرير وهي تعض اظافرها بقلق و ترقب..صوت انفاسها واضح..دقات قلبها مسموعة للابكم..خوفها ظاهر للاعمى..ارتجافها ملموس للمشلول..تنظر ناحية الباب..تنهض فجأة و تسير ناحيته..لم تفتح الباب بل وضعت اذنها فوقه..

  لم يكن هناك اي صوت..تتدفع درفة الباب..و تبدأ بالتحرك..اخيرا وصلت الى مقدمة السفينة...لكنها توقفت..عندما سمعت تلك غناءا في البحر..ابتلعت ريقها ثم اكملت تقدمها نحو مقدمة السفينة..رمت بنظرها نحو امتداد شاسع للبحر لم يظهر خلاله شيء غير المياه.. لكنها فجأة امسكت بخصرها بيدها..لكي ترفع يدها و تراها ملخطة بلون احمر قاتم..تحرك اعينها للخلف لكي ترى خنجرا مغروسا في بطنها و يد تمسكه..