عبدك المخلص(27)

166 8 4
                                    

  بنظرة هادئة رمقها ينتظر ردها..وهي تنظر الى الاسفل دون رد..تعطيه جوابها الاخير..ورقتها الأخيرة...صمتها..

  شعرت به يرفع يده..ظنت انه سوف يؤذيها لكنه فقط..وضعها فوق رأسها..و قال بنبرة كنظرته:"عندما تكونين قادرة على قول ما في داخلك سأكون هنا.."

لم تبدي اي تفاعل على كلماته..ازال يده الموشومة عن رأسها..و توجه ناحية الباب..امسك بالمقبض لكنه نظر اليها يطلب منها قول اي كلمة لكنها فضلت الصمت كجواب...غادر الغرفة..فرفعت رأسها و نظرت الى الباب..نظرة كانت خاوية..تشعرك كأن تلك الاعين الحمراء الياقوتية الجذابة صنعت من الدماء و كثير من الألم...استدارت و تحركت ناحية السرير..جثت على ركبتيها و نظرت اسفل السرير..مخرجة صندوقا..فتحتها فإذ هو صندوق ادوات خياطة..ابعدت الابر و الخيوط..كي تخرج خنجرا..رمت صندوق الخياطة بعيدا..و ذهبت تبحث عن ورقة و قلم كي تكتب..

  وجدت مرادها..بدأت تكتب بخط انيق و الخنجر قربها...واصلت الكتابة حتى اخر سطر في تلك الورقة.. و عندما انتهت..اخذت الخنجر و صنعت جرحا صغيرا في اصبعها..كي تنزل قطرات الدم على الورقة..تصنع منظرا فريدا على الورقة..اخذت قطعة قماش كانت قريبة منها..و اغلقت الجرح بها..وضعت الورقة المزينة بدمائها داخل ظرف و ختمته...وضعت الظرف فوق سطح المكتب..و استلقت على سرير حتى تأخذ قسطا من الراحة..تحاول ان تنام قبل طلوع الفجر..

***

فتحت اعينها..على اثر طرق الباب..ارادت تجاهل الطرق لكن الطارق لم يتوقف..فقالت بصوت هادئ:" ادخل.."
فتح الباب و فدخل الطارق الذي كان مجموعة من الخادمات...تقدمت اثنتان و ازالتا الستائر..كي يدخل ضوء الشمس..مما دفع فيرونيكا الى وضع الغطاء على وجهها..لكن خادمة تقدمت ناحيتها وعندما اصبحت فوق رأسها قالت:" نعتذر اذا ازعجنا جلالتك لكن لديك ضيف و يجب ان تتجهزي.."
ردت عليها فيرونيكا دون أن تخرج رأسها من تحت الغطاء:" اخبريه اني مريضة او اي شيء..فقط اجعليه يغادر.."
اجابتها الخادمة وقالت:" لا يمكننا سيدتي فالارشيدوق جالس بالفعل معه.."
بدأت فيرونيكا تلعن في سرها..ازالت الملائمة و كي يظهر شعرها الذهبي الذي يصبح مموجا بشكل مثالي على الرغم من أنها كانت نائمة..بدأت الخادمات يجهزنها بأسرع وقت ممكن..

*
تمشي داخل الرواق المملوء باللوحات..تطرق الارض بكعبها الاسود مرتدية فستانا ازرق داكن..لقد كان الرواق المؤدي الى غرفة استقبال الضيوف..وقفت امام الباب كي تتقدم خادمة و تفتح الباب لها..اول ما وقعت اعينها عليها كان الارشيدوق بشعره الاشقر البلاتيني..و اعينه الزرقاء الداكنة..و زيه الاسود الذي زينه بروش ذهبي كلون شعرها بياقوتة مثل لون اعينها...رقت اعينها للحظة..لكنها سرعان ما عادت إلى الواقع...تعلم ان الأمر مصادفة لكن اعجبها انه فضل هذا اللون كي يزين ملابسه شديدة السواد كدواخلها تماما..

𝗛𝗲𝗹𝗹'𝘀 𝗮𝗻𝗴𝗲𝗹- ملاك الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن