العاصمة (13)

732 30 13
                                    

خرجت فيرونيكا من مكتب اندرويس متوهجة نحو غرفتها...بدأت تمر في الرواق الذي كان مملوء بالخادمات...وهي تتحرك لاحظت ان القصر كان غريبا حقا...ليس بسبب تغير الزهور او تغير الديكورات الموجودة...بل بسبب الهالة التي كانت تحيط بالجميع...هالة قاتمة سوداء...لكن فيرونيكا لم يكن يهمها هذا بقدر ما يهمها ان تبدأ التجهيز للذهاب إلى العاصمة من اجل الحفلة الامبراطورية...

اثناء تحركها...فكرت فيرونيكا بأنه يجب عليها أن تتوجه نحو المكتبة بدلا من تضيع الوقت في النوم او شيء عديم الفائدة...لهذا غيرت اتجاهها الى المكتبة...عندما وصلت إليها...كاد فكها ان يسقط من شدة ضخامتها و عدد كتبها التي لا يمكنك حتى عدها...بدأت تتجول داخلها...تلمس رفوفها بأناملها...و تستنشق رائحة كتبها التي تشبه رائحة الخشب الى حد ما...و مع هدوئها و كونها فراغة خالية من الاشخاص...تشعرك و كأنك الشخص الوحيد على هذه الارض....ولقد كان سيد ذاك المكان الاصلي هو الصمت...انه حقا شعور لن يفهمه الكثيرون...مميز بشكل خاص...فريد و يجعلك تشرد بذهنك...كما حصل لفيرونيكا تماما الان...ظلت تمشي بشرود داخل المكتبة لعدة ساعات...بفستانها الازرق الداكن الطويل الذي لا يصل إلى قدميها...بشعرها الذهبي المموج بتموجات طبيعية جاعلا منها تبرز بشكل افضل بكثير....

بدأت فيرونيكا تبحث بين كتب المكتبة...تقرأ عن كل عائلة...و عن تاريخ الامبراطورية و كل ما يخصها...تدون الملاحظات في مذكرة...ظلت تقوم بذلك...تقرأ و تدون...مرت الثوان لكي تصبح دقائق...و الدقائق تتحول الى ساعات...مر الوقت بسرعة بالنسبة لمن في خارج حدود المكتبة اما هي فلم يكن الوقت يحكم قدرته داخل تلك المكتبة...كانت فيرونيكا تكتب ملاحظة حول عائلة البارون سيتيبوليف...حتى تسمع صوت خطواتها قادمة نحوها...لهذا نهضت من مكانها مستعدة...لكي تدخل انسة ذات شعر احمر....و عيون حمراء كذلك و وجه ملائكيا و شيطانيا في آن واحد و بخطواتها الواثقة كانت تخطو على أرض المكتبة...بفستان بالذهبي الهادئ لم يكن لون ملفتا للانتباه...مع كعب بالابيض....دخلت مع ابتسامة على وجهه...

"ألم تشتاق لي أنسة فيرونيكا..."

لقد كانت القديسة جولييت كيرالدين...تنهدت فيرونيكا بخفة و هي تنظر لها...:

"ما سبب مجيئك الى هنا قديسة جولييت..."

"لا..لا تنادي قديسة فأنا لم اعد كذلك.."

ظهرت ملامح التفاجئ على وجه فيرونيكا لكن سرعان ما غيرتها بملامح هادئة و جادة و قالت:

"لا اظن ان المكتبة مكان مناسب لكي نتحدث عن هذا...هناك اذان اكثر مما يبدو..."

تنهدت جولييت و ابتسمت كأم ترى ابنتها قد نضجت و كبرت...لهذا أومأت برأسها...حينها أشارت لها فيرونيكا لكي تتبعها و بالفعل لقد بدأت تتبعها...و اثناء سيرهما...بدأت الاثنتان الحديث...

𝗛𝗲𝗹𝗹'𝘀 𝗮𝗻𝗴𝗲𝗹- ملاك الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن