23

1.4K 45 9
                                    

وجد آلفرد نفسه وحيدا على السرير حين استيقض، الليل قد حل، و لا يوجد أثر لهايلي بقربه سوى جهتها من السرير المجعدة.

قام من مكانه بسرعة حتى كاد يسقط، رفع لباسه الداخلي يرتديه ثم فتح باب الحمام باحثا عنها بهلع.

غير موجودة.

أغلق الباب بقلق و هو يلعن تحت أنفاسه، بالطبع ستكون قد رحلت، و هو الذي قام بخنقها و اعترف لها بعدها بحبه، بالتأكيد ستتركه.

لم يكن عقله يشتغل بشكل جيد حين اعترف لها سابقا، شعر بأنه إن لم يعترف لها في ذلك الوقت، كانت ستتلاشى من بين يديه.

منذ مدة طويلة و هو يشعر و كأنه يمشي على الماء بسبب مشاعره التي تمنى لو أنها فقط أثقلت عليه.

غير أن حبه لها كان هادئا، ذلك النوع من الأحاسيس الذي تشعر بأنها موجودة في المكان و الزمان و اللحظة المناسبة.

رغم معرفته التامة أن زواجهما مجرد اتفاق، و لكن كيف يطاوع قلبه حتى يتمكن من تركها؟

لربما هي فعلا تحب سام، لا يمكنه معرفة مشاعرها.

غموضها يزيد وضعيته صعوبة، حتى و هي تتكلم و تقول الكثير، هي لا تقول الكلمات التي يجب قولها.

لذا، في تلك اللحظة، حين تجاهلته لسبب يجهله، شعر بالخوف.

اعتراه الهلع من فكرة أن تتركه، و تكون هذه نهايتهما، لذا لسانه أخرج تلك الكلمتين سريعا.

المرة الأولى خرجت دون وعي، و لكن الثانية أعادها من أعماق قلبه.

لذا، كل ما بقي عليه فعله هو تمنيه أن تكون مشاعره قد وصلتها.

نزل الدرج عاريا مرتديا لباسه الداخلي فقط، ليجد أخيرا هايلي جالسة على الأرض تشاهد التلفاز في غرفة المعيشة.

ترتدي إحدى البلوفر خاصته، و التي كان لونها أزرقا فاتحا.

تنفس براحة، و هايلي التي تركز نظرها على التلفاز شعرت بوجوده خلفها، لتسأل "لما تجري حول المنزل؟ هل جننت أخيرا؟"

تنهد آلفرد براحة، ليسحب غطائا بني اللون موضوعا على الأريكة يلفه حول جسده "ضننتكِ رحلتِ"

سمح لنفسه بالجلوس قربها، هذه الأخيرة لا تبعد نظرها عن التلفاز و هي تقول "لما سأرحل؟"

يمكنه رؤية علامة كفه حول عنقها و التي أصبح لونها ورديا، هو لم يضغط على رقبتها بقوة كبيرة، ليس و كأنه يريد قتلها، و مع ذلك تلك العلامة جعلت ندمه يزداد.

𝑾𝒆 𝑫𝒐𝒏'𝒕 𝑳𝒐𝒗𝒆 𝑬𝒂𝒄𝒉 𝑶𝒕𝒉𝒆𝒓 |+18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن