❤️الواحد والخمسون💖

4K 120 0
                                    

الأخيرة جزء ٢
أزاحت خصلاتها خلف أُذنها تسأله بقلق وهي تتأمل وقفته أمام النافذة (واقف كدا ليه يا يوسف.؟)
ابتسم وهو يستدير على صوتها يتقدم ببطء متأملًا لها، ضمها بين ذراعيه هامسًا (مستني الفجر.؟)
رفعت نظراتها بإستنكار منطوق (الفجر طلع يا يوسف)
انحنى يلثم شفتيها هامسًا بأنفاس ثائرة (مستني فجري يا جميلة.. انتي فجري.. لما تبتسمي وتقولي يوسف فجري الي مستنيه بييجي)
أحاطت عنقه بذراعيها مُعاتبةً بدلال وتنهيدة أفشت بهيامها (أجبلك منين أنا حب يكفيك يا يوسف)
أحاط خصرها بكفيه يسألها (هتروحي معايا فرح جلال)
أكدت وهي تميل ناحيته(أكيد مش هسيبك ياحبيبي)
جذبها ليجلسا كما تعودا يسألها بإهتمام (مش عايزه حاجه؟ نفسك فحاجه.؟.. ولا مرة طلبتي مني حاجه .؟) ضيقت عينيها مُفكرة قبل أن تقول(أوعدني متبعدش عني تفضل تحبني طول الوقت)
قال بتأكيد وهو يلملم خصلاتها عن وجهها(إنا عاهدتك مش هيحصل)
قطبت مستفسرة وهي تميل تجاهه(امتى.؟)
ابتسم موضحًا بعشق (قولتلك بحبك، وبحبك في العشق عهد وحبك علمني مخونش العهد يا جميلةُيوسف..)
همست متأثرة بتنهيدة رضا (كلامك حلو ياحضرة الضابط.. مبقتش عارفه أقول زيه)
هتف بحدة وهو يجذبها بقوة لتستقر جبهتها الناعمة فوق جبهته(يوسف)
مال فمها بإبتسامة مغناج وهي تنطق اسمه بتمهل كما يريد (يــــــو ســـف)..
تركته ووقفت تسأله وهي تطالع الأسفل من النافذة بحذر (في إيه.؟ انهردا)
أخبرها بإبتسامة وهو يقف ليتبعها ويحتضنها (في وليمة من بتوع الشيخ)
قطبت مستفسرة وهي تميل برأسها تطالع محياه (بس دي مش مواعيدها ولسه من كام شهر عمل واحدة)
أخبرها بإبتسامة وذقنه يستريح فوق كتفها(أنا الي عاملها المرة دي، والي قبلها)
هللت بسعادة (ماشاء الله.. ربنا يبارك فيك يا يوسف.. خير الصدقة إطعام الطعام)
أكد وهو يأخذ نفسًا عميق معبق برائحتها وهو يخبرها بحنو(صح.. بس مسألتنيش عملتهم ليه.؟)
(ليه..؟)
لثم كتفها قبل أن يخبرها بحرارة تشاركه أنفاسه المضطربة تلك العاطفة (المرة الأولى علشان ربنا نجاكي وحفظك ورجعتي ليا بخير... والمرة دي علشان ربنا ردك لقلبي)
استدارت تطوقه دامعة، متأثرة بكلماته سألته (هو أنا أستاهل كل دا.؟)
قرص وجنتها مؤكدًا بإبتسامه(مفيش شك إنك تستاهلي الدنيا كلها مش قلبي بس)
اسقطت ذراعيها تحيطه بهما وتضمها في عناق دافيء تخبره من بين دموعها (مكنتش أعرف بتحبني كدا)
ربت فوق ظهرها بحنو وهو يخبرها بصدق (لا وأكتر من كدا)
ابتعدت تمسح دموعها قائلة (مش هننزل نساعد معاهم.؟)
(لا إحنا يادوب نجهز علشان نمشي، متشليش هم الحاجه هي مش هتعمل حاجه في طباخين جايين هيقوموا بالواجب وهتتعمل وجبات تتوزع لو حد مش هييجي)
ابتسمت بفرحة قائلة (حلوة الفكرة دي)ثم ضيقت عينيها على ملامحه مفكرة قبل أن تفتحهما على وسعهما تسأله بدهشة (إنت سمعتني وأنا بقولها لعيسى..؟)
ضحك مستمتعًا برد فعلها قائلًا وهو يلملم خصلاتها عن وجهها (أيوة، وكل الي نفسك تعمليه قوليلي عليه وأنا فالخدمة ياجميلة يوسف)
سألته بصدق وهي تنظر لعينيه اللامعة بحب (أسعدك إزاي يا يوسف؟؟)
طوق وجهها بكفيه يمرر لها عشقه لها وهو يخبرها بصدق نبع من قلبه الهائم بها (تكوني دايمًا بخير وأفضل حال)
ضمته بصمت لا تريد إفلاته أو الإبتعاد، يربت على خصلاتها بحنو ورقة متفهمًا صبورًا (يلا علشان نمشي)
تشبثت به مُعترضة، ترفض تركه (لا)
ابتسم ومال يحملها بين ذراعيه يقول بجدية (مفيش لا هنتأخر فكريني لما نرجع أكسر دماغك )
قهقهت بنعومة وهي تريح رأسها على صدره (ماشي هفكرك)
***
دخل متسللًا يسأل عليها باهتمام (فين براءة.؟) نفخت إسراء بإستياء لائمة (نايمة إنت ناسي إنك رجعتها الصبح)
تأفف منزعجًا وهو يقول بضيق من غيابها عن نظراته الآن وشفقته عليها من التعب (خلاص متصحيهاش سبيها)
رفعت حاجبها تسأله بتعجب (وإنت صحيت وجيت بدري ليه يا ابني.؟)
اتجه للمطبخ قائلًا بإبتسامة (عادي اتعودت)
أمسكها من معصمها وسحبها قائلًا (تعالي نرغي شوية علشان وحشتيني، فرصة براءة نايمة)
جلست إسراء حول الطاولة الصغيرة المركونة في المطبخ تستند عليها بساعديها قائلة ببشاشة (وإنت كمان)
اتجه جلال ناحية الموقد يُعدّ لهما كوبين من الشاي وهو يسألها بإهتمام (عاملة إيه مع عاصم..؟)صمتت مُفكرة تراقبه بحب، مما جعل الخوف يأكل راحته فإقترب يجلس بجانبها سائلًا بقلق وملامح متحفزة(زعلك.؟ ضايقك.؟ عمل حاجه.؟) اتسعت ابتسامتها الممتنة وهي تطمئنه (يا ابني إهدأ معملش حاجه..)
حمد الله وهو يتأملها بمودة حقيقية لتقول بخجل وحرج مما ستنطقه (جلال متجيش على عاصم علشاني،ومتضغطش عليه، هو ميستاهلش إنت عارف وفاهم الي كان بينا سببه ضغط والدته وخلاص.. وعارف كمان إنه بيحبني ومش هيزعلني)
هتف جلال مهددًا بحماية (لا أجي عليه لو زعلك ولا ضايقك)
زفرت بقنوط محاولة إفهامه متفهمة محبته الشديدة لها (إنت لو زعلته أنا هزعل يا جلجل، عاصم طيب وحنين زيك كدا) توردت وجنتاها بخجل، ليضيّق عينيه على ملامحها قائلًا (أممم.. ماشي وأنا ميرضينيش زعلك يا إيسو)
نهض واقفًا يصنع كوبين من الشاي، عاد بهما بين أنامله أعطاها واحدًا والآخر وضعه أمامه وهو يعاود الجلوس من جديد.
نظر إليها طويلًا يتأملها بدفء وهو يخبرها بصدق (عايزك دايمًا مبسوطة يا إيسو وفأفضل حال.. أوعي تفكري إني كنت ناسيكِ ولا مش حاسس بيكِ الفترة الي فاتت.. أنا بس كنت مستني وجع قلبك يخف وتقرري بنفسك الي يريحك) هزت رأسها دامعة تخبره بيقين (أنا عارفة يا جلال)
ثم أكدّ وهو يعاود النظر إليها بحب (أنا جنبك طول الوقت وفضهرك متنسيش دا وعمري ما أنشغل عنك)
ابتسمت بإمتنان قائلة تبادله مودته الضعف(ربنا يخليك ليا ياحبيبي ويباركلي فيك)
ثم مال يقترح بغمزة شقية (بقولك إيه ما تيجي نزوغ نتمشى شوية زي زمان فاكرة؟)
ضحكت للذكرى، اتسعت ابتسامتها تلومه (انهردا فرحك يا ابني) نهض في استعداد يخبرها بإستهانة، يعطيها الأولوية (قومي يلا هنفطر بره ونلف نشتري شوية حاجات ، علشان أخوكي مجابش ولا حاجه لنفسه.. وأنا اتعودت إنك بتشتري معايا)
نهضت وقد إنتقل إليها حماسه(تمام اديني خمساية ألبس وأجي)
هز رأسه بالموافقة سعيدًا لأجلها (يلا طيب بسرعة)
إندفعت بفرحة، إرتدت ملابسها وعادت إليه.. تأبطت ذراعه في استعداد ليغادرا للخارج مقررين التبضع والسير قليلًا كما كانا يفعلان وهما صغارًا..بعد مرور وقت
عادت إسراء للمنزل متنهدة بيأس بعدما اكتشفت أن جلال خدعها بالنهاية لم يشتري شيئًا لنفسه كما أوهمها بل اشترى لها هي كل شيء، ولم ينس براءة انتقى لها بعض القطع بمشاركة إسراء،كانت نزهة رائعة أعادت لقلبيهما السعادة والراحة، تشاركا فيها الطعام وما يحبانه والثرثرة الكثيرة كما تعودا..
حكت له بإستفاضه عن مشاعرها تجاه عاصم وإعترف هو بتعلقه الشديد ببراءة وحبه الكثير لها وأمنياته للقادم معها.. تشاركا الرأي والحماس، حتى قررا الرجوع ..
لامته إسراء وهي تطالع الحقائب الكثيرة (صرفت كتير يا ابني) ابتسم يطمئنهابدفء (فداكي فلوس الدنيا)
تأففت منزعجة مؤنبةً نفسها (أنت مش ناقص مصاريف يا جلال) قطب يسألها بعتب حاني (هدية من أخوكي هترفضيها.؟ ) ابتسمت لحنانه وأهتمامه بها لتقول (لا مرفضهاش ربنا يخليك يا حبيبي ويسعدك)
سألته وهي تخطو ناحية سلّم العمارة (مش هتيجي.؟) هتف وهو يطالع ساعة معصمه (مش هلحق ومالك بيرن)
أمسك بالحقائب المحتوية على ملابس زوجته وغادر بعدما لوّحت له إسراء مودعة.
*****
في المساء وقف جلال أمام الحجرة الخاصة بتزيين زوجته،يخبر إسراء بما يريده همسًا،لتنفلت ضحكاتها وهي تسأله بإندهاش(بتهزر صح)
نفخ بسأم يقول بغيظ (لا..وكمان قوليلها الميك أب يبقا خفيف عايزها بملامحها العادية عجباني كدا وبحبها كدا..)
طاوعته إسراء برضا (حاضر هبلغها امشي بقا) ليؤكد عليها بتوسل قبل أن يبتعد (إسراء لما تخلّص كلميني أجي أشوفها لو سمحتي)
هزت رأسها بطاعة وابتسامة حانية لا تفارق ثغرها، سعيدة لأجله..(حاضر)
دفعته وقد نفذ صبرها من طلباته (امشي بقا.. لو براءة عرفت إنك هنا هتطلع ومش هنعرف ندخلها الله يكرمك)
غادر وهو يُلقي لها قبلة مُحبة ممتنًا لصبرها وتفهمها ضاحكًا لأجل ما قالته عن براءة... عادت هي للداخل تخبر براءة بما طلبه نهضت براءة واقفة ملهوفة (هو لسه بره.؟)
أجلستها اسراء قائلة من بين أسنانها (لا مشي واتهدوا بقا كام ساعة ونخلص)
زفرت براءة بضيق متحملة، تخفي اشتياقها بتجلد وعزيمة.. غاب عنها اليوم بأكمله اكتفى ببضع رسائل قصيرة لا تسد جوعها إلى رؤيته، ولا تلقم شوقها له فتهدأ نيرانه.. جلست مستسلمة للأيادي لاتفكر في سواه.
بعد أن انتهت السيدة من تزيينها هاتفت إسراء مالك تخبره بمشاكسة (جاهز يا مستر) ليأتيها صوته المشتعل بالحماس والمرح (قشطة جاهز اطلعي يلا)
تسللت إسراء تاركةً براءة ، تنفّذ ما إستعدت له وجهزته.. إنتقلت للقاعة الواسعة وقفت بجانب مالك كتفها يستند على كتفه بطريقة مائلة، بينما جلال يقف منتظرًا بنهاية القاعة لا يفهم ما يحدث ولا ما يخططان له، صمت الجمع مترقبين لتفرقع إسراء أصابعها بإبتسامة وهي تأثر نظرات جلال..
من فوقهما كانت شاشة كبيرة حينما فرقعت عمّ السكون وانطفأت الأنوار لتضيء الشاشة أمام الجميع.. صور لجلال بمراحل عمره المختلفة يشاركه فيها مرة عاصم ومرة مالك ومره وحده وآخرى والدها، ذكرياته المنسية وصباه، فرحه وحزنه .. ارتفعت نظرات جلال للشاشة بترقب وإنبهار جعل ذراعيه يرتخيان، يشاهد بإهتمام متناسيًا كل شيء يصب تركيزه فيما يشاهد غير مصدق، أفكاره تفتش عن أحداث تلك الصور وتقرأ تاريخ تلك اللحظات.. يعود معها للماضي من جديد.
في خلفية الصور كانت موسيقى لأغنية مشهورة.. لتنتهي الصور وتبدأ مقاطع فيديو مصورة، ومازال هو واقفًا أحيانًا تصيبه البلاهة وأحيانًا آخرى يبتسم غير مصدق..
كانت أولهم إسراء التي ظهرت عبر الشاشة تقول بسعادة (جلجل حبيبي وأخويا... أحن وأطيب راجل في الدنيا.. ألف مبروك يا حبيبي ربنا يسعدك، أخيرًا بقا هنفرح بيك وهبقا عمة.. مبسوطة علشانك كتير وإن خلاص بقا هتعمل عيلة صغيرة دافية زي قلبك.. بحبك كتييير)
استدار جلال يمسك جبهته تتأرجح مشاعره وتختلط ، قلبه ينبض بعنف من كلماتها .. ليعود بنظراته للشاشة حين صدع صوت مالك بفيديو آخر (أحلى حاجه عملها خالي هو وجودك وسطنا... مطمن إن عندي أخ زيك فضهري دايمًا مهما اختلفنا.. سند وقت الشدة.. مبرووك ربنا يتمم فرحتك على خير وعايز أبقا عم فأسرع وقت )
مسح جلال دمعات تتابعت دون حذر،ابتسم لكلمات مالك الأخيرة ومايقصده بمواربة، لينتبه لصوت عباس تلك المرة ( لو خلفت ابن مكنتش هحبه زيك، إنت ضهري، عينتك للزمن يا ابني وأغلى ما امتلكت.. تحويشة العمر والكنز الي بتباهى بيه، ابن عمري. ربنا يفرحك يا ابني ويعوضك خير)
استدار تلك المرة لا يستطيع التحكم بدموعه ولا مواجهة النظرات المسلطة عليه، ينحني مستندًا بكفيه على ركبتيه يلتقط أنفاسه الثائرة بصعوبه.
ليأتي دور عاصم فيلتفت من جديد (أخويا وأبويا.. مهما قولت مش هوفيك حقك.. مبرووك ربنا يتمملك بخير)
المفاجآة الأكبر بالنسبة له كانت ظهور خاص ليوسف لا يعرف كيف وصلوا إليه (صاحبي الجدع المحترم، ألف مبرووك ربنا يتمملك بخير، مستنيك ترجع من تاني)
ليضحك مستمتعًا من بين دموعه حين ظهرت بركة هي الآخرى (جلال مبرووك يا حزين.. وحشتنا البلد ضلمت من غيرك.. متتأخرش وأرجع تاني، الأرانب هيموتوا)
ضحك كل من في القاعة أثر كلماتها وعفويتها
اختتموا الفيديوهات بصور أخرى لهم، يتشاركان فيها العبث والمرح.. لتمسك إسراء بالمايك وتتقدم مُغنية خاصةً له... حين إقتربت منه جذبها لأحضانه شاكرًا ممتنًا، تشاركا دموع السعادة ونحيب الفرح.. ليتقدما عاصم ومالك ويحتضانهما مشاركين لهما تلك السعادة والفرحة.. بينما كان عباس يتابع ما يحدث باكيًا مثلهم راضيًا حامدًا الله على زرعته الفالحة وحصاد أيامه المُبشر .. تركهما جلال وتقدم ناحيته منحنيًا يقبل رأسه وكفه شاكرًا بدموع.. جعلت عباس يضمه مربتًا على ظهره بحنو داعيًا الله له بالسعادة والتوفيق.
عبر الهاتف كانت براءة تشاركه تلك اللحظات السعيدة، باكية رغم التحذيرات سعيدة لأجل سعادته..
طرق الباب فانتفضت تهمس بلهفة (جلال)
قد صح ظنها حين أطل برأسه ضاحكًا يستأذن الدخول، ولج للداخل بعد أن تأكد من خلو الحجرة.. وقف أمامها مبهورًا يغمغم بصدق وإعجاب (ماشاء الله.. إيه الجمال دا يا بنت؟) ابتسمت بخجل من إطرائه ونظراته.. ليدور حولها يتأملها بينما هي ساكنة تنتظر إقترابه منها بلهفة.. وقف أمامها يزرع نظراته بوجهها هامسًا بفرحة (مبرووووك يا بيبو)
ردها عليه كان عناقًا يخلو من الصبر وهمس مرتعش بالصدق (مبرووك عليَّ إنت)
ضمها بقوة يتنفس عبقها مع ذرات الهواء، ليصله همسها الخجول (مرضتش أصور معاهم كنت مستنية أقولك وجهًا لوجه زي ما بتحب)
أغمضت عينيها تاركة قلبها يقودها وبصيرة روحها وهي تهمس له بعشق ملكها(بحبك.. يا أحن وأجمل راجل فالدنيا.. يا عوضي وسندي.. فرحة قلبي وضي عنيا.. وتؤام روحي...) تذكرت ما فعله لأجلها طوال السنوات الماضية فاستطردت بدموع (يا ملاكي الحارس)
ضمها لا يريد تركها صامتًا مستمعًا بصبر، يدع كلماتها ترمم ما إنهدم داخله وتعيد بناء الجديد منه، تطبب ندوب روحه وتمر في صحرائه فتنبت زهرًا، تقتلع بعشقها خناجر الحرمان، وتكتم نزيفه.. تنتزع ألغام القسوة المزروعة بقلبه مبدلتةً أياها ببذور الحنان والحب. تداوي جراحًا ما ظنها يومًا تندمل.. ليكتشف أن همس واحد منها يعطيه ألف حياة جديد، يمسح كل ما مضى كأنه لم يكن.
إبتعدت تتأمله هامسةً بإعجاب (لو أعرف هتبقا حلو كدا مكنتش وافقت وكنت فضلت معاك فبيتنا ومرجعتش وكنا عملنا فرح لوحدنا)
لثم كفيها هامسًا ومازال في دوامته (عايزك تفرحي زي البنات.. يكونلك ذكريات حلوة تخص اليوم دا)
قالت بتأكيد وابتسامة واسعة (الفرح عرفته فضحكتك يا حبيبي، لما تحضني وتخبيني كأني أهم حاجه فالدنيا،)
غمزته بجرأة متخلية عن خجلها لتفوز به وبأحضانه(ما تيجي تخطفني) ابتسم قائلًا وهو يتأملها كنجمة سقطت من السماء إليه (والناس يا بيبو)
رنين هاتفه جعله يبتعد مُشيرًا (اهو شوفتي.. أي حركة تهور مني عاصم ومالك هيولعوا في..همست بإستسلام(يلا بينا يا جلجل) أمسك بكفها في حماس موافقًا (يلا يا بيبو)
**********
في الحجرة التالية كان مالك يدلف للداخل صائحًا بإعجاب (إيه الجمال دا يا حنون.؟)
تأملته لدقائق تبادله إعجابه، ليقترب منها طابعًا قبلة فوق جبينها وهو يهمس بفرحة (مبروووك ياحنون أحلى عروسة)
صمتت مطبقة الشفتين نظراته تطوف على ملامحه بكلمات غير منطوقة، تصطف داخل حنجرتها لكن نظرة عاشقة له تفرق جمعهم وتشتتها، سألها مالك بضحكة (بتبصيلي كدا ليه.؟)
طوقت عنقه بذراعيها هامسةً (أصلك حلو أوووي انهردا يا لوكا)
قال بثقة وغرور أفتقدته(ما أنا عارف قولي حاجه جديد)
همس بتأثر وهي تتأمله بشغف(أنا بموت فيك) ابتسم لها هامسًا بجدية (وأنا بموت فيكِ على فكرة)
صارحته بدموع (بحمد ربنا إني رجعت واتقابلنا والله، لو أعرف إن ربنا كان شايلي كل السعادة دي والعوض دا مكنتش حزنت مره واحدة)
ضمها لصدره يخفي تأثره بكلماتها يهمس بحب (سلامتك من الحزن ياحبيبتي.. ربنا يقدرني وأسعدك يا حنان)
أبتعدت عنه تأمره (يلا بقا علشان منتأخرش)
تأبطت ذراعه وخرجا لتبدأ ليلتهما.
بالخارج كان جلال يستقبل صديقه وزوجته بترحاب شديد واهتمام، يحتضنه بمودة حقيقية وحفاوة شديدة.. ليأمره يوسف بضحكة (إنت هتقعد معايا روح يا ابني لعروستك)
سأله جلال قبل أن يعود (محتاجين حاجه.؟)
دفعه يوسف ضاحكًا (يا ابني امشي)
غادر ناحية عاصم يهمس له وهو يشير ناحية الطاولة الخاصة بيوسف يوصيه لو انشغل هو بتفقده والإهتمام بتلبية طلباته وسؤاله الدائم لو يحتاج شيئًا.
همست جميلة وهي تميل ناحيته (معلش يا حضرة الضابط تسمحلي بدراعك شوية)
مال يهمس بإبتسامة واسعة (طبعا عُلم وينفذ) لفت ذراعها حول ذراعه ثم أمالت رأسها تستريح عليه ونظراتها تتابع العروسين بسعادة وفرحة داعية الله لهما من قلبها .
سألته بإهتمام (هو جلال فين أهله)
أجابها بإشفاق ونظراته تتابع صديقه بعطف وابتسامة حنون (جلال يتيم مالوش غير بنت خالته وأبوها وأخوه من أم تانية) ضمت شفتيها بآسف وحزن لتهمس بصدق(ربنا يكرمه ويسعده)
تابع الحبيبان الفرح بسعادة، حتى انتهى..وغادرا برفقة جلال الذي أصرّ علي توصيلهما بنفسه والإطمئنان على راحتهما
*'*****
دخل الشقة يهتف بغضب وإنزعاج وهو يخلع عنه سترته ويلقيها جانبًا(يا ابني اتهد خلي نصايحك لنفسك قرفتني)
صاح مالك ضجرًا من فعلته (تسيب مراتك وتيجي توصل يوسف.؟)لكمه جلال بكلماته الحادة (مالكش دعوة مراتي راضية)قهقه مالك قائلًا بتشفي ووعيد، فلا فائدة من النقاش معه(أنا موجب معاك انهردا)ابتلع جلال ريقه يسأله بقلق(هببت إيه.؟)قال مالك قبل أن يغلق الإتصال (هتكتشف بنفسك.. بالتوفيق والسداد ياحبيبي)
رمى جلال الهاتف جانبًا وخطا ناحية الحجرة يفك ربطة عنقه، حين ولج وجدها جالسة بإنتظاره وقد تخلصت من حجابها وطرحتها.. أطلقت صراح جديلتها لتنساب معتنقة خصرها برقة أربكته، تأملها هامسًا وهو يطوي ما بينهما من مسافة (معلش اتأخرت)
ابتسمت قائلة تتقاسم معه الإرتباك والخجل (ولا يهمك دول ضيوفك )
نظراته كانت تركض على كلها حتى استقرت فوق وجهها ، لتميل رأسه وهو يهمس (حلم دا يا بيبو.؟)
كان صادقًا نبرته ترتعش، لتبتسم وعينيها تنهب ما تطاله منه وهي تخبره (لا مش حلم)
مد ذراعه فاردًا كفه يستأذنها الإقتراب، وضعت كفها بكفه ونظراتها مازالت عنده... أمسك بها، رفع كفها، فدارت حول نفسها تحت نظراته الشغوفه حتى توقفت بين ذراعيه تلهث بإنفعال وهو يضمها، محيطًا خصرها
أغمض عينيه مستشعرًا لحظة قربها ليفتحهما هامسًا برضا (الحمدلله) تابع وهو يديرها لتواجهه (حلوة بالفستان يابيبو)
همست بحياء (وإنت كمان يا جلال) تهربت من ذراعيه تسأله (مش هنصلي) قرأ ما في نظراتها من خوف ليبتسم مطمئنًا بحنو (هنصلي طبعا) طوق وجهها هامسًا (بيبو مالك.؟) رمشت متهربة من نظراته (لا مفيش)
تركته وإندفعت ناحية الخزانة، تبحث عن ملابسها تحت نظراته، التي زادتها توترًا.. أقترب منها بصمت سحب ملابسه وخرج تاركًا لها الحجرة وهو يقول(خليكي هطلع أنا) أغلق خلفه وتركها.. نظرت لتلك الملابس التي جهزتها لها حنان بخجل وتردد.. قبل أن ترتديها بالأخير برضا.. بعد دقائق كانت تجاوره في الصلاة.. انهياها وجلسا...همست (جلال)
أجابها بحنو متفهمًا ما تعانيه (جلال تحت أمرك يا بنت) كان يقصد ما وصلها، يخبرها أن أمرها بيدها ماتريده هي أولًا، ما يرضيها سينفذه بصمت، رفعت رأسها تسأله بإهتمام (أكلت.؟) لثم جبهتها هامسًا (مش مهم)
نهضت واقفة تلملم سجادتها منسحبة من بين ذراعيه بخجل بينما بقيّ هو فوق السجادة صامتًا بتفكير، يتذكر حياته من بدأيتها حتى ما وصل إيه، حمدالله كثيرًا على بلوغه ما تمنى على وجود عباس ومحبة يوسف وأخوية مالك و إسراء.. على المر الذي مرّ.. لينال بالنهاية مكافأته.
بحث عنها بنظراته قلقًا من اختفائها على غير العادة،
ليقرر انتظارها تمدد فوق سجادة الصلاة.، فلتأتيه برغبتها لا يريد قربًا إلا بصك قبولها وموافقتها، بمباركة قلبها وقربان لهفة من روحها.. لايدري أن النوم سرقه لمدة ساعة
***
بحثت عن فتاتها متسائلة (فين كنزي يا مالك.؟)
هتف بخبث (وزعتها) حملقت فيه ليبدل كلماته قائلًا متصنعًا بمكر(إسراء شبطت فيها وقالت خليها تبات معايا وعيطت واتشحتفت، فقولتلها خلاص مش مشكلة ولو إن فراقك واجعني يا أم يزيد)
لكمته بكتفه توقف مزاحه (يا ابني قول كلمة جد)
امسك كتفه متألمًا يدعي (آه ايدك تقيلة يابطل)
رمقته شذرًا ليقترب غامزًا مبدلًا انفعاله وكلماته ( بس ايه الجمدان دا يا حنان الفستان يخربيت الي عمله ودفعني فيه دم قلبي)
طوقت عنقه بذراعيها هامسة بدلال (مولاي عايز صدقات ولا زكاة ولا بيت المال ممتليء ولا يحتاج)
أنزل ذراعيها يقول بحدة إمتزجت بسخريته وأضاءت نظراته بالرغبة (نفذ ما في بيت المال يا مولاتي الشهية البهية)
إبتعدت تتثاءب بقوة وهي تقول بتلعثم (هغيّر هدومي)
هز رأسه غامزًا بوقاحة (طب ما أساعدك دا أنا صارف ومكلف ياحنون)
تأففت ممتعضة توبخه بفظاظة ( إهمد ذلتني يا مالك)
وضع كفه فوق صدره متنهدًا يهتف بحماس (سجل عندك بضاعة أتلفها الهوى)
قهقهت حنان على هيئته قبل أن تختفي خلف الباب... اتجه هو للحجرة الآخرى ليبدل ملابسه متحمسًا لليلة لا تنسى.. دقائق وكان بالمطبخ يجهز العشاء متشوقًا، أغنية رومانسية تؤطر اللحظة يردد خلفها منتشيًا..قبل أن يمسك بهاتفه مقررًا الاتصال بجلال.
********'
(بتعملي إيه) سألها وهو يجلس بالقرب منها، فاعتدلت جالسة على الفور تخبره بإبتسامة متألقة ونظرات مفتونة به على الدوام(معرفتش أنام فسيبتك وطلعت أقرأ شوية)
قطب يستكشف اسم الكتاب بنفسه، لترميه مستغنية وهي تقول بشقاوة (مش مهم الكتاب المهم إنك صحيت)ثم سألته وهي تميل ناحيته مستفسرة بدلال (منمتش ليه.؟)
أكد وأنامله تداعب خصلاتها (معرفتش من غيرك)
نهضت واقفة تسحبه من كفه للحجرة قائلة (خلاص يلا ننام)
استلقت بأحضانه تهتف بإنشراح وسعادة (الفرح كان جميل يا يوسف، فرحت لفرحتهم)
أكد يوسف بنفس السعادة (فعلا كان جميل)
ثم نهضت تستند على ساعديها أمامه وهي تسأله (هنرجع بكره.؟)
ضيق عينيه قائلًا (سؤال معناه إنك عايزه ترجعي)
أكدت وهي تهز رأسها (بحب بيتنا يا يوسف.. مش بيفرق معايا غير وجودك جنبي)
نهض بجسده رفع رأسه يسندها بقبضة يده اليسرى وهو يلومها(عايزك تغيري جو وتشوفي الدنيا)
همست بوله وعشق جارف(إنت دنيتي يا يوسف)
زفر بإحباط وهو يهمس أمام عينيها المتألقة بالعشق (تايه معاكي أنا؟كأنه مكتوب علي قلبي ميدورش غير عليكي كنتِ بعيدة أو قريبة.. مش عارف طلعتيلي منين.؟)
استلقت على ظهرها تخبره بضحكة مغوية (من الفانوس)
انحنى يلثم جبينها وهو يستأذنها بإبتسامته الجذابة (ما تدخليني معاكي الفانوس.؟)
سحبته من ياقة قميصه القطني ليميل بوجهه ناحية وجهها فتلثمه هامسة بشغف(اتمنى تلت أمنيات يا يوسف قبل ما أدخلك الفانوس)
أغمض عينيه مستسلمًا لها وهو يهمس بعاطفة (تفضلي معايا.. أبقا معاكي..وتكوني جنبي) همست بمشاعر ولدتها كلماته تنطق اسمه بعشق (يوسف)
ليتنهد مُفصحًا بهيام (مغرم أنا بإسمي من بين شفايفك)
قالها وأنفاسه تعلو تهبط بإنفعال قبل أن يتسلل معها داخل فانوسهما السحري ( ومغرمة أنا بابن الشيخ) همستها قبل أن تغيب معه في عالمهما الخاص
****
استيقظ منزعجًا من رنين هاتفه، مسح وجهه بكفه يستعيد وعيه قبل أن يُطالع شاشة الهاتف بتأفف واستياء، بنصف تركيز ونبرة مهزوزة هالكة ببقايا النُعاس(في إيه يا زفت دلوقت)
ليأتيه صراخ الآخر غير المصدق (إنت نايم.؟بجد ولا بتهزر.؟)زفر جلال بملل وهو يهتف بنوم (هو دا فيه هزار.. عايز إيه.؟)
هتف مالك موبخًا بإنزعاج (يخربيتك دي ليلة حد يتخمد فيها) إعتدل جلال يستعيد وعيه وهو يسأل (ليلة إيه.؟ بتخرب بيتي ليه هو أنا لحقت)
حك جلال خصلاته بضياع ونظراته تبحث عنها متذكرًا الساعات الماضية وسقوطه منهكًا عند عودته(عايز إيه.؟ اخلص) قالها جلال بإرهاق وبؤس..
وبخه مالك بإستياء (فضحتنا، أمال بس فالح جوزوني جوزوني.. جات الحزينة تفرح)
مسح جلال وجهه مرة آخرى يسأله بصبر (اتنيل قول عايز إيه وخلصني)
(غور حرقت دمي.. كنت بطمن عليك)ثم استطرد بسخرية
(مستنيك عالفيس بعد ما تاخد علي دماغك، ولا اسيبلك مفتاح الشقة تحت الدواسة يمكن تتطرد، يارب براءة تعملها ولو إني أشك)
أيغلق جلال الاتصال ويرمي الهاتف مقررًا المواصلة..
لينتفض بعد دقائق متذكرًا أنه تزوج، وعاد لينام تاركًا زوجته وهي ليست موجودة الآن بمحيطه.
رمى هاتفه لاعنًا مالك اتجه ناحية الحجرة، فتحها متنفسًا بقوة مُحرجًا مما فعل ، ليجدها تتوسط الفِراش، تنظر للأعلى بصمت بينما أناملها تداعب نهاية جديلتها، شاردة لم تشعر بدخوله.. أغمضت عينيها سامحة لأنفاسه أن تقترب و تعبق رئتيها.. أقترب يتأملها بإنبهار قبل أن يحمحم يجلي صوته من تأثيرها عليه وهي بكل تلك الفتنة (أنا آسف)
بقيت مكانها تتأمله لدقائق قبل أن تهمس بدلال وابتسامة واسعة (على إيه.؟)
تخللت أنامله خصلاته وهو يوضح بحرج دون أن ينتزع نظراته من عليها (إني نمت) همسها خافتة.. إعتدلت جالسة تقول بحنو وتقدير (عادي، إحنا بقالنا كتير صاحيين وإنت جيت من سفر)تأملها بصمت، بنظرة جريئة إعتادتها منه مؤخرًا وأجاد تخبأتها الآن، سألها وهو يجلس بجانبها (وإنتِ منمتيش ليه.؟)
أحنت رأسها للأسفل في اضطراب ، تفرك كفيها بتوتر بالغ بعدما نزعت عنها رداء الثبات
همست(مجانيش نوم وقولت استناك تصحى) كان يعلم ما يحدث لها طبيعي، وما تعانيه يتفهمه..
قال مُعاتبًا بحنو (ومصحتنيش ليه ولا جيتي لحضني يا بنت)
أوضحت بإرتباك (محبتش أزعجك أو أضايقك) أرادت بُعدًا تمقته لكنها مُرغمة عليه لتستعيد رباطة جأشها
تأملها لدقائق منبهرًا مُعجبًا بتفاصيلها.. همس بتأثر ومضت به نظراته ولم يستطع تخبأته (بيبو فيكِ إيه )
رفعت رأسها، نظراتها مشتتة، خوف مجهول يستقر بزوايا عينيها يخصه هو..بماذا ستخبره.؟ أن معلوماتها عن تلك الليلة ضحلة للغاية، بسيطة لاترقى لشغفه وشوقه، لم يكن لها أُمًاترشدها أو أختًا تنصحها أو حتى صديقة تسألها وتستشيرها في حياتها لم تأمن لغيره ولم تتقرب لسواه، كان متخفيًا بهوية مجهولة أو ظاهرًا لها.. لا تعرف لما قفزت توبيخات عمتها لعقلها الليلة، ولا سبب تذكرها كلماتها الدائمة أنها سمراء ليست جميلة عكس مروة وقد كان مقياس الجمال عندها لون البشرة الفاتح.. أصابتها الذكرى بغصة في قلبها فتألم داخلها رغمًا عنها وخافت أكثر، كلما أحبته وتعلقت به خافت أكثر وأكثر من فقدانه وإبتعاده.
لا تفهم ماعليها فعله بالضبط. هو يستحق أن تُهدى له السعادة على أطباق من فضة..وهي أقل مما يستحق هذا الحنون،قرأها كما يفعل دائمًا، فَهِم ما تعانيه لكنه راوغ كعادته.
جاورها متفهمًا، أمسك بكفيها يثبتهما بين كفيه وهو يهمس بحاجب مرفوع(مخوفتيش كدا زمان.؟)
إرتبكت من اتهامه لها بالخوف، رفعت نظراتها المشوشة بالذكريات تسأله بإبتسامة تتعلق في زوايا فمها(مين قال إني خايفة منك.؟)
سألها برفق وهو يتأملها (آمال مالك يا بيبو)
ثم أوضح بإضراب وبعض الحياء (متخافيش مني أنا مستحيل أأذيكي،)
ابتسامتها طردت كل الخوف الذي عشعش في ملامحها، مالت بجسدها تشاكسة بشقاوة محببة خلبت لُبة(مش خايفة منك يا جلال.؟) ثم استطردت وهي تحتوي نظراته بحب (دا أنا لو سألوني إيه هو الأمان هقول اسمك، مرادف الأمان جلال.. ومرادف جلال الأمان)
ابتسم قائلًا وتنهيدة مطمئنة تفارق صدره الملبد بأنفاس مشتعلة راغبة (غلبتيني يا بنت)
مرر نظرات مُعجبة فوق ما ترتديه ليغمزها بشقاوة (بس ايه الحاجات الجامدة دي.؟)
سألته بعفوية محببة وإندفاع ينبع من عاطفتها تجاهه(عجبك..؟)
قال بصدق ونظراته تلتهم ما تطاله (كلك عجباني على فكرة.. متعجبنيش إزاي وكل ما فيكِ حلو ويتحب) أضاء وجهها بالسعادة من كلماته الرائعة التي تُخضع روحها له دائمًا وتطرد كل حزن وأفكار سيئة.
همست بخجل وابتسامة متوترة تجاهد لتظهر فوق ثغرها(بصتك ليا اتغيرت ياجلجل)
رمقها بنصف عين ليسألها بجدية (حلو ولا وحش يا بيبو.؟) أزاحت خصلاتها خلف أذنها هامسةً بحياء (كل حاجه منك حلوة ياحبيبي)
سألته بنصف ضحكة مُهلكة (مقولتليش إنت حبيتني كام سنة.؟)مال يهمس بإنطلاق (حبيتك عمر)
قطبت مشككة فيما يقول (إزاي يعني..؟)
ضحك قائلًا بمرح (أصلا نزلت أقول بيبو)
قهقهت بنعومة مشككة فيه (أممم ياسلام...)
سألته بعودة للماضي في تأثر وجدية (صبرت عليّ ليه ياجلجل.؟ أدتني كل حاجه ومستنتش ولا أخدت حاجه، مع إنه حقك)
طوق وجهها يهمس أمام شفتيها بحرارة وصدق (كنت عايز قلبك ياروح جلجل هو دا بس، والي بعده يخصك، جلال عايزه منك وبرضاكي. مش هقرب منك غير برغبتك افهمي دا ولو فضلتي ألف يوم يكفيني منك قلبك )
تذكرت بدموع جملته المكررة وغمغمت بها(عايزك تحبيني)
لتؤكد بهزة رأس ويقين (وخدت قلبي زي ما عايز ياجلجل) ليبتسم فخورًا بما نال (ومكنتش هقبل بغيره يابيبو، مهما طال الوقت)
أغمضت عينيها متنفسةً بقوة تخبره (حفظت كلام كتير أقولهولك بس قدامك نسيت)
أخبرها بهمسٍ صادق(عنيكِ قالته ياحبيبي)
قالت مُكدرة بالندم (آسفة إني محبتكش ياجلجل من زمان) تنهد مُجيبًا بدقات عالية (مش مهم)
بللت شفتيها مترددة، قبل أن تنطق بحزن عميق وخزي اشتعل وميضه فأحرق سعادته والتهم ابتسامته (إنت كتير عليَّ يا جلجل، تستاهل أحسن مني) ما كانت تقدر أن تحمل ذلك الهم والكدر وحدها، شاركته إياه كصديق
إحتدت نظراته، أبعدها عنه ليهدأ قبل أن يعود إليها يمرر لها عدم رضاه (متقوليش كدا تاني،ولا تفكري فالي فكرتي فيه وشوفته فعنيكِ أول ما دخلت ) نبرته ترتجف بغضب يحاول السيطرة عليه أمامها، أغمض عينيه لثواني ململمًا شتاته ضائق الصدر، أمسكت بكفيه ضمتهما بحنو ففتح عينيه التي استقرت فوق ملامحها التي يعشق (أنا آسفة)
انحني يلثم كفيها يتوسلها بضعف (انسي الي فات يا براءة، اقفلي صفحاته وكفاية.. أنا محبتش ولا اتمنيت غيرك فحياتي.. كل الي عملته علشان أوصلك لبر الأمان وللحظة دي متضيعيش كل دا..صمت قليلًا يلتقط أنفاسه ثم تابع ( أنا مستحقش غيرك) قالها بنبرة واثقة محتدة يقحمها في عقلها
ليتابع بلين يؤكد لها(احنا نصين يا براءة مكملين بعض كل واحد فينا مكمل بالتاني، إنتِ حتة مني وأنا حتة منك..) لانت ملامحه بضعف هز قلبها، تبدلت نظراته للضياع (بالله متحسسنيش إن كل الحب الي فقلبي دا مش حاسه بيه ولا شيفاه)
تركت دموعها تنساب فلملمها مرتجفًا قبل أن يضمها في عناق طويل وهو يسألها برجاء ونبرة متحشرجة مرتعشة بالتأثر (قوليلي أعمل إيه تاني.؟ قوليلي حبك دا كله مش كافي يا جلال وهديكي أكتر.. قوليلي أزاي تحسي بجلال والي جواه وهعمله، فهميني وأوعدك هنفذ برضا.. ما أنا مش عايز غيرك وعادي أحاول تاني وتالت ورابع ومليون علشان أطولك يا نجمة عالية وغالية)
دفنت وجهها بكتفه باكية، تنتحب بقوة من عاطفته وصدق كلماته، من حبه الكبير لها وعشقة الذي لا ينتهي ولا يعرف له حدودًا، جسدها يختض بين ذراعيه من شدة البكاء فيهدهدها كطفله ويربت على ظهرها بحنو وتفهم كأب مراعي، هدأت فأبعدها يمسح دموعها بكفيه متسائلًا (قولي وجلال تحت أمرك)
عادت لذراعيه من جديد وهي تهمس بأذنه (مش عايزه غيرك، أنا بحبك وبحب كل الي بتدهوني، راضية بيه وممتنة للحياة الي هادتني بيك، ومش عايزه غير أقدر أسعدك وأعوضك عن كل الي شوفته وأبدل كل الوجع فقلبك فرح وكل الذكريات الوحشة بغيرها جديدة حلوة تشبه قلبك)
تأوه وهو يخبرها بعاطفة (آه لو تعرفي إن حتى اسمك لما بيتقال جنب اسمي بيكفيني ويرضيني)
ابتعد عنها يلثم جبينها قبل أن يمسك بكفها قائلًا بمرح يزيل بحنانه وتفهمه خوفها وإرتباكها وحزنها(بقولك إيه ما تيجي ناكل أنا جوعت وإنتِ أكيد جوعتي)ابتسمت متفهمة تهز رأسها بموافقة (تمام يلا)
دخل المطبخ يسحبها خلفه، أجلسها على أقرب مقعد بأمر (اقعدي هنا وأنا هجهز كل حاجه)
امتنعت في رفض (هساعدك) طبع قبلة فوق رأسها برفض قاطع (لا.. أنا فخدمتك لمدة أسبوع )
شاكسته بإعتراض مستنكرة (أسبوع، ليه كل دا.)
أكد بغمزة شقية قبل أن يستدير(عروسة وبدلعك في مانع.؟) تابعت تحركاته في المطبخ حماسه وابتسامته التي لا تفارقه.. ثرثراته بمواضيع مختلفة مشتته أراد بها نزع خوفها وإذابة توترها، يمنحها الأمان والإطمئنان لتمرّ تلك اللحظات بردًا وسلام.. مهما بلغ حبها له، هي فتاة وحيدة منذ الصغر بريئة دون تجارب، كان لها من اسمها نصيبًا مضاعفًا... لذلك هو متفهم لا يخطو تجاهها إلا بحذر وتمهيد وصبر.
من معرفته بها يفهم أن تلك الليلة مجهولة لها، ربما ما تعرفه عنها لا يتعدى سطرين قرأتهما في رواية أو قصة، .. لانت نظراته المتجهة لها بحنو بالغ .. أحاطها بين جفنية بنظرة مُحبة مُشفقًا عليها، هو كان رجلًا وتحمل فراق أهله وعوّضه الله بعباس ، أما هي فبريئة هشة للغاية، لم تحظى يومًا بأحد، قلبه يؤلمه دائمًا لأجلها كلما نظر إليها وتذكر، لذلك يفعل كل ما بوسعة لها، يعوضها خيرًا أضغاف ما عانت، يدثرها بالحب والدفء، يحتويها دون طلب أو غاية يمشى معها الطريق حتى نهايته بكل تسامح.
أنهي عمله واتجه بالطعام ناحية السفرة الصغيرة وهي خلفه..
جلسا ملتصقين يقلبان في الهاتف بإستمتاع، يشاهدان الفيديوهات المصورة وصورهم، يضحكان وهما يتأملانها غير مصدقين.. يتذكران ماحدث فتلمع نظراتهما وتتوهج ووسط كل ذلك كان يطعمها، بينما هي تمسك الهاتف وتقلب فيه بإهتمام.. يقرّب الطعام من فمها فتأخذه بتلقائية.
انتبهت أخيرًا فتركت الهاتف (إنت مأكلتش) ابتسم ونظراته تحيطها بدفء خاص(عادي خلصي وأكليني)
فعلت كما قال، أمسك هو الهاتف تلك المرة وأطعمته هي بإهتمام.. حتى انتهيا وفرغا منه جلسا فوق آريكة مريحة يضمها بذراع والآخرى يرفعها ممسكًا بالهاتف، لتسقط نائمة بعد عناء يوم طويل مكلل بالتعب، تمددت بنعاس واضعةً رأسها فوق فخذه.
ترك الهاتف من يده وانتبه يحيطها بإبتسامته الحنون، وضع كفه فوق خصلاتها يربت برفق وحنان تسرب إلي روحها فنامت قريرة العين وخشى هو أن يوقظها فبقى مكانه، على أيه حال هو لن ينام مجددًا... دثر كتفيها بسجادة الصلاة القريبة وأمسك بالمصحف الموضوع جانبًا يقرأ فيه حتى يسقط مثلها في النوم أو تستيقظ هي. حين انتهى وضع المصحف جانبًا وأراح رأسه للخلف مُفكرًا.
تململت تتمطأ بكسل، فرّقت بين جفنيها تستكشف المكان لتدرك أنها نامت مثله... انحني يسألها بلهفة وابتسامة بشوش وحنان أب (بيبو.. تعبتي أدخلك تنامي جوا.؟)
نظراتها إليه يشوبها الخجل، ليبدد حرجها بإبتسامته وربتاته فوق خصلاتها فتعتذر (أنا آسفه تعبتك بس محستش) قالتها وهي تعتدل جالسه فيضمها لصدره مُطيبًا خاطرها (ياريت كل التعب كدا)
سألته بإرتباك (أنا نمت كتير.؟)
أمسك بكفها قائلًا بلا مبالاة (مش عارف)
عاتبته برقة (مصحتنيش ليه يا جلجل؟)
أخبرها بتفهم وإحتواء (خوفت اصحيكي تقلقي ومتعرفيش تنامي تاني فسيبتك).
صدع بالأجواء صوت آذان الفجر فرددا خلفه قبل أن ينهضا للصلاة.
بعد الصلاة دخلا للحجرة، تمدد جلال مُقررًا النوم وفعلت هي مثله مدركة أن حبيبها لن يأخذ خطوة ناحيتها إلا بمباركتها.. لن يفعل إلا لو بادرت هي.. لن يأخذ شيء ولو بقيّ في انتظارها ألف يوم كما قال.
تاهت وشردت بخجل سرعان ما إلتقطه وسألها وهو يسحبها لأحضانه(عايزه إيه.؟)
أسبلت أهدابها تهمس بتوتر (جلال عايزه أقولك إن أنا... )
(جلال فاهمك أكتر من نفسه وعارفك، متخافيش ولا تقلقي) همسها ليطمأنها وهو يشدد من احتضانها،
لا تريد التحامل عليه ولا استغلال صبره ، هو يستحق أن تفعلها لأجله ولإرضائه، وأن تعطيه حقوقه بشجاعة ورضا، وترحم لهفته عليها وشوقه الذي يخبأه بعيدًا رأفةً بها
تلعثمت وهي تخبره بلهاث من شدة التوتر، (جلال أنا عايزه أكون ليك.. وبرضا متخافش)
ابتسامته الدافئة كان موافقة رقيقة مثله دون إندفاع، لتنطلق متحررة من خجلها تستأذنه بضحكة ناعمة شقية تشبهها وقد بدد بكلماته خوفها وتوترها (تسمحلي أخطفك يا جلجل)
صمت لا تسمع إلا صوت أنفاسه لتقهقه قائلة (إنت خايف ولا إية.؟)
(أممم شوية، أصلي مش متعود اتخطف) همسها من بين براثن تشابكه في لذة قربها... ثم همس بإبتسامة يرجوها (بس رجعيني بدري ياسندريلا)
همست ضاحكة وهي تفرد كفها موضع قلبه (وإنت لما خطفتني رجعتني يا أميري الوسيم.؟)
أجابها بتنهيدة متأثرة (لا ولا عمري أقدر)
(يبقا خلاص متحددش سيبني أنا أحدد) انتهت حروفها بين شفتيه ، تسللت كفيه تحيطان خصرها بتملك قبل أن تبتعد لتلتقط أنفاسها مؤكدة(أنا أفتكرتك حاجات كتير نفسي احكيهالك، أقولها..؟)
كأنها أمدته بما يحتاج إليه من قوة أهدته مفاتيح أبوابها دون حرب ، أشرق وجهه عاد لطبيعته يخبرها ويتولى هو الأمر رحمةً بها(أنا كمان عايز أقولك حكايات كتير بس تفتكري اليوم هيكفي..؟)
اتسعت ابتسامته، سرقتها محلقة بها في عالمهما الخاص بعدما همست برقة وإستسلام (وليكن في أيام جايه كتير....)
سألته قبل أن تسقط بدوامته (الحكاية كدا خلصت ياجلجل.؟ )
تنهد برضاوهو يسحبها بين ذراعيه بتملك، ينال انتصاره الخاص غنائم معركته، جزاء صبره.. ومكافأة حنانه وصك الملكية همس (عمرها ما تخلص دي بتبتدي)
***************
وقت آذان الظهر كان يتسلل، ليغتسل مؤديًا الصلاة تاركًا لها نائمة، قريرة العين بعد أيام طويلة من التعب والإرتباك والخوف.. لثم جبينها ونهض بعدما دثرها جيدًا.. ابتسم بحب، لخصلاتها المفرودة بعشوائية تحمل توقيع عبثه بجديلتها الساعات الماضية.
أدي فرضه وجلس ممسكًا بالهاتف يفتش فيه متذكرًا مالك.
ليجتمع أربعتهم في شات..
حياهم عاصم بضحكة ساخرة (منورين يا شباب.. مش لسه بدري عالقعدة دي)
كتب مالك بغيظ (اخرس مش نقصاك)
لتتدخل إسراء رافضة إهانة زوجها(ايه يا لوكا ما تهدا اتطردت ولا إيه.؟)
كتب مالك (صرفت وكلفت آه ياحرقة قلبي.. فستان وفرح)
كتب جلال (من أعمالكم سلط عليكم يا وحش علشان تبقا تحطلي زفت منوم فالعصير)
قهقه مالك قائلًا(اهي مراتي هي الي نامت لابجد ملعوبة بحرفنه يا جلجل)
كتب جلال يغيظه (عيب أنا الي بييجي عليا مبيكسبش لو شاطر بقا فوّق حنان)
كتب بيأس(أفوق مين دي مقتولة)
أغاظة جلال (يلا أشوفك بعد أسبوع يا مالك)
قالها ونهض يصنع لنفسه كوبًا من القوة منتظرًا استيقاظها..
تمطأت بكسل فوق الفِراش، فردت ذراعيها متثائبة.. ليتوقف التثاؤب في حلقها ونظراتها تدور في الحجرة بدهشة وكل ماحدث الليلة الماضية يمر داخل أفكارها بتتابع جعلها تنكمش بخجل وتعاود التدثر بحياء شديد
ضحك جلال وهو يراقبها بتلذذ، أقترب يسألها (إيه ما تقومي.؟)
سألته بإرتباك ومازالت تخفي وجهها المشتعل بحمرة الخجل تحت الدثار (هو إيه الي حصل بالضبط)
جلس على الفِراش يخبرها بإبتسامة مُغيظة لها(ولا أي حاجه، الي فاكره إني اتخطفت بس)
أغمضت عينيها متذكرة ليلتهم الأولى فتزداد خجلًا وإنزواء تحت الدثار، كشف عنها الغطاء قائلًا (قومي يلا)
أعتدلت تمط شفتيها بإستياء،
قهقه تلك المرة بإستمتاع فضربته بالوسادة موبخة (متبصليش كدا.؟ ومتضحكش)
أطبق شفتيه علامة الصمت، بينما هزت رأسها تحاول التذكر.. شهقت محملقة فيه وماسقط من ليلتهما عاد لأفكارها
لم يتمالك جلال نفسه ضحك بشدة على هيئتها فأغتاظت منه وابتعدت دامعة من شدة الخجل
أوضح جلال من بين ضحكاته يخدعها ليغيظها( أنا عايز اسألك إنتِ امبارح شربتي إيه من ورايا)
أعطته ظهرها في ضيق وإعتراض، تشتعل خجلًا أكثر وأكثر كلما تذكرت ماحدث واندفاعها ناحيته بجرأة لم تتوقعها، صبره عليها وحنانه.. رفقه بها وعنايته.. اهتمامه الشديد براحتها وما يرضيها.. متحاملًا يتقبل عطاياها بحب يخفي شوقه الجارف لها مستمتعًا راضيًا بما يناله وإن كان قليل بسيط خجول ، خبأت وجهها بين راحتيها
جلس على ركبتيه يضم ظهرها لصدره بينما ذراعيه تحيطانها انحنى يهمس (صباح الفل والورد.. صباحية مباركة يابيبو، في حد يخطف حد شوية قليلين كدا متجيش من المشوار يا شيخة)
عاتبته برقة وفم مذموم (خلاص متفكرنيش)
(لا افتكري كويس جدًا كمان) قالها وهو ، يفرد خصلاتها وينثرهم فوق كتفيها ثم يغرق في عبقهم
(في إيه.؟ ) قالتها وهي تلتفت له بخجل، ليلثم شفتيها هامسًا بتأكيد (كمان أنا نسيت أقولك حاجه مهمة)
ابتسمت وهي تستدير بجديةً له، تقول بينما تطوق عنقه بذراعيها (حاجه إيه الي نسيت تقولها.؟) سألها ونظراته تضيق فوق ملامحها(بالتفصيل.؟ ولا اختصر.؟)
هزت كتفيها هامسة بدلال، فحبيبها يستحق(الي تشوفه ياجلجل أنا معاك فيه)
ضحك جلال هامسًا وهو يهترب من شفتيها برغبة جامحة (طيب يلا بالتفصيل الممل)
قالها واقترب يذيقها من عشقه ألوانًا، يهمس لقلبها بالهوى مع كل قبله يقتنصها، يقرّ بالعشق بعدد الأيام الي أرادها فيها ورغبها بقربه ومنعته الحياة.
#يتبع

بنكهة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن