الأخيرة ٣
في بداية المساء كان يهاتف عباس ليطمئن عليه (هتيجوا ولا نجيلكم)
تأفف عباس ضائقًا يسأله بإمتعاض (تيجي فين ياابني.؟)
قال جلال بجدية ونظراته تراقب زوجته وتتبعها أينما ذهبت (أجي عندكم إيه المشكلة.؟)
صاحت إسراء ضاحكة توضح له بحنو (مينفعش يا جلجل تطلعوا دلوقت)
سألها بعدم فِهم(ليه عادي.. وبراءة موافقة)
قال عباس بصبر (مينفعش مراتك تطلعها كدا من أول يوم)
(هي عايزه تجيلكم أصلا) قالها جلال مبتسمًا لتهتف إسراء بهدوء (خلاص أحنا هنجيلكم)
تهلل جلال وهو يخبرها بحماس (ماشي الغدا عندي إعملي حسابك)
(ماشي يا عريس متشكرين) قالتها إسراء قبل أن تغلق الإتصال.
سألته براءة وهي تقترب منه(عاصم فين كلمه ييجي؟)
شملها بنظرة ماكرة قبل أن يهتف (هيظهر أول ما تيجي مراته متقلقيش، قال بمهادنة وهدوء حذر (زمايلي لسه ممشيوش وهييجوا هنا) رأي منها ما تنبأت به أفكاره، قالت بإنزعاج (مش هستقبل الست إياها) ابتسم مهادنًا يتملقها بهدوء وصبر (إنتِ صاحبة واجب ينفع تعملي كدا)
مال فمها بهتاف تأكيدي ممتعض(آه ينفع)
(الست خدمتني فبلدهم ووجبت معايا يصح يعني.؟ ) عقدت ساعديها تسخر (محدش قالها توجب) ضم شفتيه وهو يهز رأسه ليقول بإحباط(كدا هنتخانق)
أكدت وكتفها الأيسر يرتفع علامة الإستهانة (عادي نتخانق، برضو مبحبهاش)
لمعت عيناه بشقاوة وهو يقترب هامسًا (أنا بحبها) قطبت تسأله بإنفعال (هي مين.؟)
أحاط خصرها وجذبها لأحضانه هامسًا بتنهيدة فتت ثباتها أمامها(براءة)
أراحت ذراعيها فوق كتفيه تقول بفطنة (مش هياكل معايا الجو دا متحاولش)
قفزت متسائلة بتفكير متجاهلة الموضوع الأساسي(هي بركة مجاتش ليه.؟)
(بركة تعبانة) قالها بحزن متذكرًا اتصاله بها ودعوتها للحضور لكنها تعللت بمرض شديد أصابها.. ليقوم بإرسال بعض الأموال لها على وعد منه بأن يأتي بها إلي هنا لإجراء الفحوصات والبقاء معهم قليلًا.
أصابها الغم مما نطق لتقول بأسف(خسارة دي وحشتني)
قفزت ابتسامته الشقية فوق ثغره وهو يسألها بينما أنامله تسحب جديلتها (وأنا موحشتكيش.؟)
(ما إنت قدامي أهو هتوحشني ليه بقا.؟)
قالتها مندهشة ولم يفتها المكر بنظراته.
انحنى يحملها بين ذراعيه قائلًا (بس إنتِ بتوحشيني حتى وإنتِ جنبي، قشطة.؟ )
ابتسمت موافقة (قشطة)
******
جلسوا في الصالة الواسعة، جلال يجاور عباس وهي بجانب إسراء تهمس لها من وقت لآخر تحت نظرات جلال التي تحيطها ولا تتركها، تبتسم لها كما تفعل دائما..
قهقت إسراء قائلة حين نظرت لشاشة هاتفها (إيه يا لوكا مالك.؟) أقترب منها جلال ليرى ما وصل إليه حاله بعد ما حدث..
ضحك جلال من هيئة مالك الذي كان يربط رأسه بقميصه صارخًا (آه.. يا نفوخي)
تطلعت كنزي لشاشة الهاتف تصيح بمتعة مصفقة (لوكا لوكا)
حملها جلال فوق فخديه لتشاهد معهم هتفت إسراء من بين اسنانها بغلظة (مش نبهتك بلاش جلال.. بتصيع عليّ وتقولي عايز منوم أصلي مأرق ومبتخمدش.. فتروح تحطه لجلال في العصير آخر الفرح.. علي مين اهو شربته لحنان)
صرخ بها مالك غاضبًا (إنتِ بدلتي الكوبايات..)
رفعت شفتها العلوية تقول مستنكرة (أمال اسيبك تشربه لأخويا يا قادر)
هتف مالك مغتاظًا منها (إيه يعني ما يتخمد.. آه يا نفوخي)
صمت قليلًا نظراته تضيق فوق شاشة الهاتف بمكر قبل أن يغمز لجلال بخبث(وشك نوّر يا جلال ومزاجك عالي والبال رايق الله يسهلك ياعم وإحنا لاااا)
هتف به جلال مُحرجًا قبل أن تنتقل نظراته لبراءة (ماشي يا جزمة، احترم نفسك)
سأله جلال بإهتمام مُتذكرًا صديقه الذي يقطن بالشقة عند مالك (أخبار يوسف إيه.؟ بتبعتله أكل زي ما قولتلك.؟)
أجاب مالك ممتعضًا (آه.. المطعم جابله فطار وغدا وعشا زي ما وصيت) ثم وجّه نظراته لإسراء(هاتي كنزي يا إيسو وعدوا عليا زي جلال عزوني فمصابي)
قهقه جلال وإسراء من كلماته ليغيظه جلال (لااا هيسهروا عندي)
هز مالك رأسه هاتفًا (رايق رايق الله يسهلك)
أنهت إيسو المكالمة قائلة (يلا روح إندب بعيد عننا، باااي)
تذكر مالك وهو يُلقي بالهاتف أحداث الليلة الماضية بعدما أنهى اتصاله بجلال
*باك*
شعر بغيابها فاندفع ناحية الحجرة، طرق الباب فصفعه الصمت.. توجس خيفة ففتح الباب ليصرخ بعصبية (حنان)
وجدها فوق الفِراش متدثرة غارقة في نوم عميق بعدما أبدلت فستانها.. اندفع يكاد يبكي من فرط المفاجآة
غمغمت بتراخي (نعم)
استخدم المهادنة وهو يحاول إيقاظها (حنون قومي الله يكرمك متشمتيش فيا العيال)
استجابتها ميتة وتثاقل في الجسد مُريب، ليصرخ فيها هازئًا مستلًا من ايفيهاته الساخرة واحدة تناسب الموقف (قوم يا سلمان بالله عليك) دفعها بالوسادة في غيظ وحرقة (نامي منك لله يا بعيدة..)وخرج يستلقي فوق الأريكة مقرًرا النوم
**