TWENTY EIGHT

601 17 4
                                    

أنهت صلاة العشاء وعادت إلى تلك الأريكة وإلى مشاهدتها لما يقبع خارج تلك النافذة...

كانت الغرفة مضلمة يضيئها المصباح الصغير على الطاولة المحاذية للسرير إضافة إلى إنبعاث خفيف للأضواء الصادرة من الحديقة...

رفعت عينيها ووجهتهما يمينا نحو الساعة ذو الأرقام الرومانية الذهبية التي إستولت على الحائط الأيسر المحاذي لباب الغرفة...
لتجدها تشير إلى الثامنة...
وأعادت نظرها إلى صينية الطعام التي لم تتزحزح من موضعها مقدار إنشٍ حتى...

وصلت عربة بلاك ليُفتح الباب بسرعة استعدادا لدخوله

ركن سيارته في مكانها واتجه إلى الباب بعد أن حمل معطف وحقيبة زوجته

رنَّ الجرس فسارعت سونا إلى سيدها مرحبة
سونا:" أهلا بعودتك سيدي"
دخل بلاك ليتجه بنظره نحو الأعلى ويعيده إلى سونا
بلاك:" ماذا حدث اليوم؟"
سونا:" الآنسة زهرة الـ..."
بلاك و الشرر يتطاير من عينيه:"السيدة...السيدة زهرة رويال، حاذري"
سونا بخوف :" الـ...السيدة زهرة لم تلمس شيئا من طعامها اليوم، كما أنها شاردة الذهن منذ الصباح... خصوصا بعد صعود السيدة إيليزابيث وإميلي إليها ومحادثتهما معها"
اشتدت قبضته بعد ما سمعه ليتوجه نحوها بالسؤال
بلاك:" ما الموضوع؟"
سونا:" لا أدري، لكنني رأيت السيدتين غاضبتين جدا عند خروجهما من عندها"

ارتخت قبضته بعد اجابتها تلك ليأمرها قائلا
بلاك:" أرسلي وجبتين إلى فوق"
سونا:" حاضر"

اتجه نحو الدرج متخطيا قاعة الجلوس حيث كانت إيليزابيث وإميلي تحضيان بوجبة العشاء في الطرف الأيسر
إلى أن إستوقفته إميلي منادية
إميلي:" بلاك"
إيليزابيث:" بني...لقد عدت، خلتك ستغيب مجددا"
بلاك بابتسامة أرعبتهم:" لقد تجاهلتما كلامي هذا الصباح...لكن لا بأس سنتصافى، لن يمر هذا دون حساب"

إميلي بخوف:" خالتي ماهذه المصيبة، توقعت أنه لن يعود"
إيليزابيث:" وأنا مثلك...
ما بالي خائفة في النهاية أنا والدته لن يستطيع فعل شيئ لي"
إميلي:" أجل...والدته التي لم يناديها بأمي منذ 12 سنة"
إليزابيث بصراخ:" إيميلي لا تتجاوزي حدودكِ معي"
إيميلي:" ماذا، هل هو كذب؟ إنها الحقيقة"

كانت شاردة تفكر في ما سيحدث لها ولأختها ولمستقبلها ودراستها وكلِّ حياتها...
إلى أن سمعت صوت فتح الباب وغلقه
إلتفتت لتجده بلاك

بقي ينظر إليها في ذلك الضوء الخافت حيث وأخيرا بعد يوم متعب وطويل استطاع أن يحضى بعينيها مقابله

توجه إلى غرفة الملابس ليضع حقيبتها ومعطفها جانبا ثم اتجه إلى غرفة الإستحمام وحضي بحمام دافئ أزاح عنه تعب هذا اليوم وكان حريصا على عدم ملامسة المياه لجرحه

بظلامي وردة تزهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن