بظلامي وردة تزهر

FOURTY SEVEN

أخذت تفتح عينيها ببطء فقد كانت تشعر بثقل فيهما وضيق في الصدر، كأنما أعصاب جسدها شُلَّت

زهرة بتثاقل:" اه يـ..ياالله إ..إيش هذا الثڨل"

شرعت تتخبط في ذلك القفص الذي لا تستطيع رؤية شيئ بسببه

كل ما كان واضحا هو رائحة ذكورية مهيمنة تتضارب مع أنفها الرقيق

بلاك بأعماق صوته النائم:" إثبتي "

حرفيا بعد هذه الكلمة لم تستطع التحرك بأي صورة كانت فقد بدأت مداركها العقلية بالعمل

زهرة مخاطبة نفسها:" هل أنا في حضن بلاك الآن !! مـ..مالذي جاء بي إلى هذا السرير أصلا !! "

بلاك هامسا في أذنها بخشونة:" مالذي حدث لِقطتي الشرسة؟ "

إنكمشت زهرة على نفسها فقد شعرت بصوته يغوص في أعماق ذهنها

رفعت رأسها لتقابل عينيه الزرقاوين في ذلك الظلام الحالك، كانتا تلمعان بطريقة تشد النظر خصوصا مع إنعكاس الضوء الخفيف الصادر من النافذة عليهما، فلم يسعها إلا أن تحدق بهما

زهرة بتوتر:" مـ..مالذي جاء بي هنا ؟"

بلاك بإبتسامة، مجيبا في أذنها:" ألا تتذكرين؟"

إنكمشت زهرة لحضتها وضحكت بخفة
زهرة:" صوتك يدغدغني توقف عن التحدث في أذني"

وضع بلاك يده على خدها ولبث برهة يتأملها ليردف
بلاك بهيام:" كم أعشق هذه الإبتسامة "

أدركت الموقف الذي هي فيه لتحاول النهوض رغبة في الإفلات لكنه أعادها بسرعة وشد على حضنها أكثر

زهرة:" د..دعني سأنهض لأصلي "

بلاك:" لا زال الوقت مبكرا إنها الواحدة صباحا"

زهرة:" سـ..سأعود لأكمل نومي على الأريكة إذن"

بلاك بحدة:" إثبتي، لا تنسي أنني زوجك"

زهرة بغضب :" أجل على ورق "

بلاك بحدة وزمجرة:" زهرة نامي وإلا أقسم أنني سأجعله الآن على أرض الواقع "

تلألأت عينيها بالدموع بعد كلامه الذي وقع قاسيا على جوارحها
في النهاية هذا مغزى العلاقات عند الغرب لا يفهمون في الحب شيئا، كلماتهم أقوال لا أفعال، ومشاعرهم تتغير بين ليلة وضحاها بمجرد ضهور كفاءة جديدة

إبتسمت زهرة بحزن لتجيبه
زهرة:" شكرا لك ... شكرا لأنك تثبت لي وجهة نظري في كل مرة تسنح لك الفرصة ذلك"

لتمسك يده التي يحضنها بها وتبعدها عنه بسرعة ثم تنقلب إلى الجهة الأخرى تقابله بظهرها

تنهد الآخر بعصبية لكلامه الغير موزون واضعا يده على جبينه وناظرا للسقف

بلاك مخاطبا نفسه:" ما هذا الهراء الذي تفوهت به للتو، هي لا تزال غير معتادة علي وصدمتها لا تزال ناضجة، أنا أدفعها لكرهي بهذه الطريقة، اوفففففف"