THIRTY

586 18 2
                                    

الساعة الرابعة، الجميع يغط في سبات عميق
إلى أن صدح صوت المؤذن في تلك الغرفة
إستيقظ كلا من زهرة وبلاك، ليستغرب من هذا الصوت ويتسائل
بلاك بعمق صوته:" ماهذا؟!"
زهرة بنعاس:" الآذَانْ"
مسحت وجهها وأزاحت الغطاء عنها لتتعوذ من الشيطان وتذهب للوضوء تاركة ذاك الذي بقي ينصت للمؤذن يستشعر بالراحة التي لا يدري كيف ومن أين أتته

{الإنسان يولد مسلما بالفطرة لكن أبويه هما من يُنَصِّرَانِه أو يُهَوِّدَانِه، ولكن رغم ذلك تبقى الفطرة حية في الأعماق}

بلاك:" إنها الرابعة والجو بارد، هل ستصلي الآن!!"
أنهت زهرة وضوءها وخرجت لتتجه نحو إسدال الصلاة
أمسكته وبقيت تتأمله لتنظر إلى بلاك الذي كان يراقبها وهو مستلق على بطنه
زهرة:" بالمناسبة، ما تفسيرك لهذا؟"
رفعت الإسدال والسجاد الذي نقشت على حوافه زهور اللافندر وثبتتهما أمام مرأى نظره

ليجيبها بدون تكلف
بلاك بنبرة نائمة:" لا تستهيني بي يا زهرتي، عندما قلت أنني أعلم عنكِ ما لا تعلمينه عن نفسك لم أكن أمزح"
بعد تلك الكلمات سرت قشعريرة في سائر
بدنها لعمق صوته وصحة قوله، لتلتفت بسرعة وترتدي إسدالها ثم تفرش سجادها وتشرع في عبادتها

كانت تطيل السجود وتطيل معه الدموع والمناجاة، فإن أُغْلِقَت الأبواب جميعها يبقى باب المولى عز وجل...

أما الآخر فكعادته يناظر ويتسائل باطنيا عما فعله وعما سيفعله، وعن عيشها كيف كان وكيف سيصبح، وهل ستكون آمنة إن تركها ترتاد الجامعة أم لا، وعن حقيقة مشاعره نحوها، هل فقط لأنها مختلفة أم أن هناك مشاعر دفينة تجاهها...

كل هذه الأسئلة تتراود لذهنه وتخطر على باله بينما يشاهد دموعها الغزيرة التي أصبحت تشبه أمطار بريطانيا بوتيرة سقوطها السريعة..

سلَّمت ونهضت بعد طَيِّ الأغراض وصَفِّهَا مكانها ثانية لتعود إلى أريكتها وتدثر نفسها جيدا

بقيت تناظر السماء الملبدة بشرود إلى أن قاطعها بلاك
بلاك بنبرته النائمة:" ألم يكن أفضل لو إنتظرت طلوع النهار ثم صليت!؟ ما دفعكِ لمقاطعة نومك!؟!"
إستغربت هي صراحة من سؤاله ولِما يهتم أصلا!!، لكنها لا تَرُدُّ سؤالا إن كان مراده المعرفة، وخاصة عن دينها ألا وهو الإسلام

زهرة:" فُرضت هذه الصلاة في هذا الوقت تحديدا لحكمة إلاهية، فلو حدث ونام الإنسان مدة 8 ساعات متواصلة ستتصلب الشرايين، مما يتسبب في حدوث جلطة لا قدر اللّٰه، لهذا أُمِرنا بالإستيقاظ للصلاة وإن أردنا بعدها عُدنا وواصلنا نومنا "
بلاك:" أحسنتِ إستخدام مجالكِ دكتورة زهرة"
كان كلاهما يتحادثان دون النظر لبعضهما البعض فزهرة تصوب عيناها نحو النافذة وبلاك إلى السقف

زهرة:" بالطبع سأفعل، نهاية هذه السنة سأحتفل بتخرجي من أهم جامعة طبية في العالم"
بلاك:" لا تأملي كثيرا"
زهرة:" بل سأفعل"

بظلامي وردة تزهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن