02

6.5K 295 112
                                    

بعد قولي تلك الجملة ما فعله هو النظر في عيناي بعمقٍ وصمت، لم يقم بأي ردة فعل فـجعدتُ حاجباي بينما لم أُزح عيناي عن خاصته.

حينها تقدمَ مقترباً مني أكثر ثم توقفَ وبيننا مسافة ضئيلة، هذا مُوتر جداً...

سحبَ نظارتي من علىٰ عيناي ثم وضعها في جيب سُترتي الأمامي، زمَّ شفتيه للجانب لـيفتح فاهه دليلاً لإستعداده للتحدث.

"نساء إيطاليا كم يحتجن وقتاً للتجهّز للسفر؟"

إزدادَ إنعقاد حاجباي إستغراباً لـتصرفه وحديثه وكدتُ أرد فأنزلَ رأسه ينظر في ساعة يده الفضيّة ثم عاد ينظر لي.

"أمامكِ نصف ساعة كي تتجهّزي، إن تأخرتِ دقيقة سـتُعاقبين"

مهلاً هل هو جاد! هل سيأخذني فعلاً؟! وماذا عن النصف ساعة هذه؟ حتىٰ طعامي أنهيه بأكثر من ساعة!

إبتسامته الماكرة تدل على فهمه ما أفكر به من تعابير وجهي المشدوهة وأن الوقت الذي حدده لن يكفيني.

أردفَ بـنبرةٍ تشبه مكر إبتسامته.

"وأنا أحب تنفيذ مُجمل أنواع العواقب وكيفما أرغب"

"أنتَ تمزح صحيح؟"

ما هذا السؤال التافه؟! إيليت يا غبية أصمتي فحسب!

لاحظتُ رجاله يخطون نحونا ووقفوا خلفه أما هو، قرّب وجهه لوجهي بخفة ثم توجه حيث أُذني وهمسَ بـخشونة.

"بالتفكير بالأمر... ستكونين أول جُندية تُعاقب على يدي"

ابتعدَ بعدها وغادر بهدوءه وبلادته تاركاً إياي في موجة إضطرابٍ داخلي، لن أكذب وأقول أن إقترابه الشديد لم يُزلزلني أو لم يُؤثر بي.....

قربه ذاك لم يُعطني الوقت كي أحلل معنىٰ حديثه لكن لحسن حظي أنني لم أُظهر شيئاً له.

قبل أن يُغادر جميع رجاله خلفه، استدارَ إلي أحدهم وعاد ليقف أمامي مُلقياً كلامه.

"أنصحكِ بـتنفيذ أوامره وعدم التأخر فهو فعلاً لن يرحم من يُخالفه"

ركزتُ في حديثه وهمهمتُ له لأُردف سؤالي فوراً قبل أن يُغادر.

"لماذا تأخذونني عنوةً؟"

صمتَ قليلاً ثم أجاب.

"الجنرال وحده مَن يعرف السبب ثم إن رؤسائكِ قد وافقوا على ضمّكِ لجيشنا"

1943حيث تعيش القصص. اكتشف الآن