1943

13

لأول مرة في حياتي يحتضنني رجلاً بهذا الحنان والدفئ حين بُكائي فأنا لا أُحبّذ التلامس الجسدي مع أحداً أياً كان حتىٰ حبيبي السابق لم أدعه يلمسني ولذلك خانني وتخلّىٰ عني، لعين..

هذا ليس الوقت المُناسب للتفكير بالماضي ومُستقبلي أمامي يحتضنني بـدفئٍ وحُب، لا أعلم لمَ وصفته بهذا الوصف لكنني الآن ولشعوري بالأمان والسلام قلتُ ما جالَ بـقلبي لا عقلي.

إبتسمتُ بخفوت حينما شعرتُ بـقُبلةٍ صغيرة تُطبع علىٰ ظهر يداي اللتان تُغطيان وجهي لذا إزدادت رغبتي بعدم كشف وجهي وفضح إبتسامتي وأصوات أجنحة الفراشات والنحل بداخلي.. ناهيكم عن بُكائي الذي توقف حالما إحتضنني لصدره.

"أخبرتكِ رأيتكِ تبكين مِن قبل وأعلم أن أنفكِ الآن مُحمَر ووجنتاكِ أيضاً لذا أبعدي يداكِ ولنتحدّث"

حسناً هذا يجعلني أطرد إبتسامتي وأستغرب ما طرحته الجيون للتو، رآني مِن قبل كيف ومتىٰ؟؟ لم أراه في حياتي إلا عندما أخذني مِن كلّيتي ذلك اليوم.

إبتعدتُ بخفة عنه وأنا أُنزل يداي عن وجهي لأجده جالساً علىٰ رُكبتاه قُربي، هذا يُفسر إحتضانه إياي لصدره لا ساقاه.

"متىٰ رأيتني أبكي ونحن لم نلتقي مُسبقاً؟"

خرجَ سؤالي تلقائياً فورما حطّت عيناي المُحمرة بسبب البُكاء عند عيناه التي تُناظرني بترقّب وتباً لمَ عيناه نزلت تُناظر شِفاهي؟!

"ألن تُجيبَني؟"

سألتُ كي أجذب إنتباهه عن شفتاي فنظراته هذه وتّرتني ليرفع عيناه نحو عيناي قائلاً.

"قريباً ستعرفين كل شيء إيليت وقريباً جداً أما الآن.."

نبسَ وعادَ يُحدق نحو شفتاي وأنفي، ما به الآن؟

"لا تخرجي مِن المنزل لأي سببٍ كان، مهما حدث لا تُغادري المنزل إيليت"

تحدّثَ بـجدية بالغة وعيناه قد تحوّلت نحو عيناي بنظراتٍ عميقة مُهتمة لأومأ خاضعةً دون وعيي، إنه يشِلُّ تفكيري وتحركاتي وحتىٰ جسدي هو قادرٌ علىٰ التحكّم به.

"جيد إذاً، سأُغادر مع الرفاق لإستعادة آيلا وإن حدثَ وتأخرنا لا تفعلي شيئاً"

أومأتُ مُجدداً بـطاعة ليستقيم هو وأرفع رأسي معه أنظر له بهدوء حينها رمقني بطرف عينه ليدنو بـجُزأه العُلوي مُقترباً بوجهه مُن خاصتي قائلاً بنبرة خافتة.

"لطالما تمنيتُ تقبيل وجهكِ المُحمَر أثر بُكائكِ لذا سأُحقق أُمنيتي الآن أخيراً"