لا أدري كم مضىٰ مِن الوقت حتىٰ غادرنا الحي الذي فيه منزل الجنرال جيون والآن نتوجّه بـسيارته الهايلوكس السوداء للمعسكر، أفكر بأن أطلب منه أن يعلمني القيادة.
أجل أنا لا أجيد القيادة للآن وهذا ليس بالأمر الشائن لأنني سأتعلم عاجلاً أم آجلاً ولأنني أركب سيارتي المفضلة لذا أرغب بأن تكون هي أول سيارة أقودها.
تناسيتُ الوقت وأنا أفكر بكيفية القيادة وما الذي سيحدث حتىٰ غفوتُ وأنا أجلس في المقعد الذي بجانب مقعد السائق، مقعد الجنرال لأذهب في جولة صغيرة في نومي.
صحوتُ بخفوت وببطء وأنا أسمع صوت الجنرال يُحادث أحدهم علىٰ الهاتف لألتفت بوجهي قليلاً إليه ومازالت عيناي نصف مفتوحة فالنعاس ولسببٍ ما كان قوياً ولا أكاد أحركُ جسدي ورأسي إلا وعيناي تُغلقان مجدداً.
كلماتٌ غير مفهومة منه فأجبرتُ أذناي علىٰ التنصّت جيداً وعقلي علىٰ توضيح ما تنقله أذناي له وهذا ما سمعته منه ومِن الطرف الآخر.
"ناراي إستمعي إلي جيداً"
"أسمعك، فلتتحدث جيون"
"همم سأنبسُ ما بداخلي دفعةً واحدة ودون تردد.. ناراي فلنعُد لبعضنا"
تلك الجمل كانت كفيلة بجعل عيناي تُفتحان بوسع وعقلي يتنشّط بقوة إضافةً للشعور الغريب الذي داهمَ قلبي.
فجأة قامَ الجنرال بالإلتفات نحوي بطريقة غريبة ونظراته بدت مُريبة بشدة، ما به؟
"إستيقظتي؟"
لمَ صوته مُخيف وعميق هكذا؟! مهلاً لمَ يبتسم بطريقة مجنونة؟ ما الذي يحدث؟! خفقاتي تزداد وتنفسي يضيق بشدة.
"إيل اوه إيل"
إنه يُخيفني ومُناداته لي هكذا تُرعبني أهذا جيون؟!
"إستيقظي إيل"
سأفقد وعيي لا أدري لمَ.. لم أعد أرىٰ وجهه جيداً سوىٰ إبتسامته المجنونة وأسمع ضحكات ناراي الصاخبة مِن الهاتف..
"إيل!"
ما أن أغمضتُ حتىٰ فتحتهما بوسع ثانيةً وأخذتُ أتنفس بصعوبة وبسرعة.
"إهدأي إيل إنه مجرد كابوس"
هذا ما سمعته مِن الجنرال لأنظر نحوه وكانت نظراته قلقة ومهتمة، لقد كان كابوساً فحسب..
مدَّ يده نحو وجهي وأخذَ يُهدأني بكلماته المُحِبَة وتكراره أنه كابوساً ومن هذا القبيل لكن هذا لم يُهدأني فالألم الذي شعرتُ به في قلبي أثناء الكابوس مازالَ متواجداً لذا ودون وعيي أبعدتُ وجهي عنه وغطيتُ عيناي بمعصمي لأبكي بخفوت.

أنت تقرأ
1943
Fanfic[ADULT CONTENT] "جُنودي لا يجرؤون علىٰ النظر في عينَي فـمَن أنتِ كي تفعلي ذلك همم؟" "لم أُصبح جُنديتكَ بإرادتي لذا العِصيان سـيُلازمني.. سيدي" أعترفُ أن نطقه إسمي بهذه الحِدة جعل الخوف يتسلل لأطرافي، بحسب ما أعرفه فإن النظام العسكري الكوري صارمٌ جدا...