16

3.9K 188 59
                                    

صباحٌ كان أجمل وأكثر بهجةً مِن صباحات الأيام الماضية، هذا ما شعرتُ به حينما صحوتُ ووجدتني في حضن الجنرال الذي أُحدقُ به بإبتسامة منذ دقائق ولو يراها أحد لقال عني جُننت.

أتساءل لمَ لم أصرخ وأهرب مع أنني لحظة إستيقاظي نسيتُ أنني نمتُ في أحضانه وأمس ظننتني سأنوح باكية، همم هل لأنني إعتدتُ عليه أم لأنني أصبحتُ أحب النوم بين ذراعيه وجسده الدافئ يحتويني؟

لنترك التفكير بهذا ولنتحدّث عن مظهره الخلّاب وهو نائم علىٰ ظهره ووجهه يقابل السقف بينما رأسه يميل قليلاً ناحيتي.

أهو حقاً في الأربعين؟ لا يبدو عليه ذلك قطعاً ولهذا السبب خجلي يزول أمام وجهه البريء هذا وقت نومه وأنسىٰ أن بيننا فارقٌ عمري هائل.

يا ترىٰ لو كنتُ في بلدي إيطاليا هل سيعتبرون الأمر خاطئ أم هو عادي؟ أنا لا أعلم عن هذه الأمور ولا تهمني، بل لا أعرف كيف أحببتُ شخصاً يكبرني بأعوامٍ عديدة.

إن قلتُ لا أُمانع ذلك وخصوصاً كونه الجنرال جيون جونغكوك هل ستقولون عني شيئاً سيئاً؟ فلتقولوا لا يهمني.

اشش إنه يتحرّك!.. مهلاً لقد إلتفَّ نحوي علىٰ جانبه الأيسر وها هو وجهه مُقابلاً لوجهي وقريباً منه جداً.. هذا مُربك بالرب.. عيناه المُغمضة بعفوية وشفتاه المُغلقة بينما أنفه يُخرج أنفاسه ويستنشقها، هذا الهدوء في نومه يُوترني.

وهذا الـ.. الوجه أرغب بـلمسه.. ها هي يدي ترتفع بإذعان يُسيّرها تأثيره علي لتحُط أناملي عند وجنته بخفة وتباً لقد فتحَ عيناه الناعسة!

لشدة إرتباكي صفعتُ وجنته ليجفل هو فاتحاً عيناه بوسع مُحدقاً بي حينها سحبتُ يدي بسرعة، لم فعلتُ ذلك؟ ظننته سيكون مشهداً رومانسياً!

"أسفة.."

خرجت كلمتي بتلعثم واضح بسبب نظراته هذه المشدوهة، أظنه مصدوم لفعلتي ولا ألومه.

طالَ تحديقه بي وإزداد إرتباكي بسبب نظراته التي تحوّلت لأخرىٰ خاملة حينها نزلَ مستوىٰ نظره حيث شفتاي لأبتلع ريقي، ما بي أنا؟ متىٰ أعتاد هذه النظرت وهكذا وضع؟

"هل لي بـقُبلةٍ مقابل صفعتكِ؟"

جملته جعلت إرتباكي يتحوّل لهدوء داخلي يتخلله نبضاتي المُتسارعة لينبس ثغري بالتالي.

"تفضل"

لم أعي ما قلته إلا حينما ابتسمَ ناقلاً نظراته لعيناي لتتسّع خاصتي بصدمة.. تباً لكَ أيها اللسان اللعين!

1943حيث تعيش القصص. اكتشف الآن